الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواء العراق في عيدها السنوي

رقية الخاقاني

2024 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها


رقية الخاقاني/ النجف الأشرف
رغم كل الرياح العاتية التي كادت ان تمزق اشرعتها ألا انها لم تستسلم وبقيت تشق البحار لتصل الى مينائها بسلامة .ورغم كل صعاب الزمن لم تتغير او تنثني بوجه المشقات لتبقى صامدة رافعة الرأس رافضتا" ان تعيش على هامش أجتماعي بل كانت ولازالت تمثل جزءا رئيساً في صيرورة المجتمع. أنها حواء العراق المرأة العراقية المجاهدة الصابرة المبدعة .
في مثل هذا اليوم الثامن من آذار من كل عام نستذكر المواقف الكبيرة لهذه الأيقونة العظيمة التي رسمت الحياة عبر التاريخ وكانت الأساس الأول للحضارة العراقية فخلدها اجدادنا الأولون في ملاحمهم ورواياتهم وزينوا بها جدران ممالكهم وكانت لها المكانة العليا في مآثرهم عبر التاريخ فكانت أثارهم دليل وعيً لأهمية هذا الصرح المعطاء أنها المرأة العراقية وهو ليس بقليل عن صورتها التي رسمها الله واراد أن تكون القدوة والنبراس لنساء لدول العالم فهي التي أعدت أجيالا" كامله من الحماة المدافعين عن حياض الوطن ومقدساته ولولا هذا الغرس الصالح الذي سهرت عليه الأمهات الأعوام تلو الأعوام لما كان للعراق وجود على الخارطة .
ومن هنا فأن الإنسانية جمعاء مِدّينة لهذه المرأة التي قدمت ( والدها وأخيها وأبنها وزوجها ) قربانا للعراق ودفاعا عن ثراه الطاهر من أن يدنسه الاشرار والمعتدون وقد يتكرر السؤال لماذا نذكر هذا التميز للمرأة العراقية دون سواها ليكون الجواب أن المرأة العراقية هي التي تعد مثالاً لجميع النساء في العالم لأنها تعرضت الى مواقف كثيرة سواء الحروب التي خاضها النظام السابق والتي انعكست على واقع المرأة بسبب فقدانها لذويها نتيجة تلك الحروب اضافة الى تداعيات الوضع الاقتصادي وصمودها وعدم انحنائها لعاديات الزمن بل إنها تجاوزت التحديات وأخذت تعمل في مختلف القطاعات واستطاعت أن تحقق نجاحات وانجازات مهمة . كونها اللبنة الاولى في أساس البيئة العراقية والتي ساهمت وأسست لبناء المجتمع والمسؤولة عن تربية الاجيال . فالمرأة العراقية صبرت وتحملت وتمكنت من التغلب على تلك الصعوبات وهي في صراع مستمر مع معترك الحياة لتبقى صامدة بكل قوة متمكنة من قيادة اسرتها بصورة صحيحة و مطلوبة .
وبمثل هذا اليوم نجدد الدعوة الى منح المرأة العراقية دورا" أكبر في القيادة والبناء وأن تكون للمرأة العراقية النصيب الوافر في بناء امجاد العراق وصناعة تاريخه الحاضر وكان لزاماً على الحكومات أن تحسن واقعها وتشريع القوانين لحمايتها من الظلم والتعنيف الذي تتعرض له في العائلة أو الشارع ومنها تشريع قانون الحماية من العنف الأسري ذلك القانون الذي ما زال مشروعا فقط في أدراج البرلمان العراقي منذ 2020 دون جدية في إقراره وكذلك المطالبة بالمزيد من العمل الحيوي البٌناء وتحسين الظروف الاجتماعية للمرأة في العراق ومواصلة السعي لانتزاع كافة حقوقها كمواطن كامل العضوية في المجتمع وكشريك للرجل على كافة المستويات وفي كافة المجالات والدعوة إلى مناهضة أي شكل من أشكال التمييز أو العنف ضدها ومحاربة كل ما يسيء إلى مكانتها من موروثات بالية وتطرف وتخلف وجهل .
وكل عام والمرأة في العراق والمنطقة والعالم بخير وسلام.. وأقوى موقعا ودوراً ريادياً في قيادة مجتمعاتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت


.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا




.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و


.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن




.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا