الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد قررت حما.س ان تحارب

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2024 / 3 / 8
القضية الفلسطينية


خلال السنوات الماضية بدأت سلسلة تحركات وتغييرات داخل حركة حما.س،وبات واضحا أن دائرة القرار لم تعد مثل السابق،والرؤوس المركزية التي كانت تسيطر على مجريات الأمور وتسيّرها طوال سنوات الانقسام،لم تعد صاحبة القرار ،وتقلصت صلاحياتها، بل تم دفع الكثير من الشخصيات لمغادرة غزة سعيا للحصول على أفق أكثر اتساعا، لكن التهميش والاستبعاد كان الكفة الراجحة للأغلبية منهم.
وكان لذلك انعكاسات على كيفيات اتخاذ القرارات دون حسابات لوجستية متعلقة بالجبهة الداخلية ومقومات صمودها، وكانت الأولوية للإعداد العسكري فقط،وما دون ذلك اعتبر هامشيا، فصمود الجبهة الداخلية هو فرض عين من وجهة نظر العسكر ، والشعب ليس له خيار سوى الصمود واحتمال النتائج أيا كانت ،هذا هو الواقع في كل حرب تعرضت لها غزة.
بعد مضي بضعة أشهر على اندلاع (طوفا.ن الأقصي) ، تكشفت حقائق أكثر حول حيثيات التجهز للقتال وحجم المراهنة على أطراف آثرت تقليص حجم إسنادها ،وامتنعت عن المقامرة أو توسيع جبهة المواجهة.
كما برزت الكثير من التساؤلات،هل غُرِّر بحما.س ؟، هل قامرت حما.س بكل ما حققته لنفسها من تجهيز عسكري ولوجستي وسياسي طوال سنوات سيطرتها على غزة مع إدراك النتائج؟، هل كان خروج قياداتها السياسية تباعا من غزة سببه عدم سيطرتهم على دائرة القرار كما كان سابقا؟، هل كان قرار الحر.ب فرديا أو على الأقل لم يشمل كافة الأطر داخل الحركة؟.
وللإجابة على هذه التساؤلات ،يجب أن نرجع للبداية،حين حدثت المفاجأة وحققت هجمات السابع من أكتوبر نتائج غير متوقعة، فرح قادة حما.س في الدوحة وتنفسوا الصعداء معتقدين أنهم ألقوا ورقتهم الرابحة،وبعد ذلك يمكن تطويق أي خسائر بإبراز حجم المكاسب، لكنهم لم يتخيلوا حجم الكارثة التي حدثت لغزة، كان تسارع الأحداث أكبر من اللحاق به، حتى تصريحاتهم المنتشية في البداية ،تغيرت وصارت تحاول تبرير ما أقدمت عليه الحركة، تارة بأنه لم يعد السكوت ممكنا عما يجري في الأقصى، وتارة أن الحركة التزمت للأسر.ى بتحريرهم مهما كلف الأمر، ثم انتقلت للتصريح بأن المعر.كة جاءت لتعيد القضية الفلسطينية للواجهة!!،ومن ثم أصبحت التصريحات محدودة وتشبه التقارير الميدانية في غير محفلها المطلوب .
باعتقادي أن قرار الحر.ب اتخذ بين ثلاثة أطراف فقط، ال.ض.يف ،ال.سنو.ار ، العا.رور.ي ،ومن ثم عرض على القيادة السياسية والعسكرية ، القيادة السياسية تحفظت لكنها لم تستطع فرض أي إملاءات حيث مراكز القوة والقرار على الأرض لم تعد بيدها، أما القيادة العسكرية،فكانت تؤمن بقدراتها لحد كبير، وأن النتائج مهما كانت لن تتجاوز حر.با أخرى من سلسلة حر.وب اكتسبت فيها الخبرة القتالية،وسوف تمر وتحقق إنجازات ،ولن يتغير شيء من الواقع على الأرض، وباركت القرار وجهزت كل ما هو متاح لخوض المعركة.
والآن بعد إنقضاء الشهر الخامس من زمن الحر.ب على غزة، هل تعود غزة لما كانت عليه،وهل يمكن بناء أي مستقبل للقطاع خلال العشر سنوات القادمة؟.
لن يسمح أحد لحكم حما.س في غزة أن يستمر، وحما.س تدرك أن وقت التقاعد قد حان_كما كتبت في مقال سابق_، وجاءت الحر.ب لتحقيق تقاعد تاريخي مشرّف من وجهة نظرها، لكن النتائج كانت أضخم من المتوقع ،وما زاد عن الحد انقلب إلى الضد، فقد دفعت غزة وأهلها ثمنا باهظا من المو.ت والتدمير ، والناجون من هذه المأساة،لن يكونوا أولئك المواطنين الودودين العاطفيين ، الذين كانوا قبل السابع من أكتوبر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال