الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلاميون ضد حقوق المرأة

كوسلا ابشن

2024 / 3 / 9
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها


هدد البهلواني بن كيران, الأمين العام لزاوية اللاعدالة و اللاتنمية بتنظيم مسيرة مليونية لمنع إصلاح مدونة الأسرة. المليونية أصبحت ظاهرة عروإسلامية, فكلما أحس التيار بإقترابه من مزبلة التاريخ, يهدد بالمليونية الوهمية.
في مجتمع تقليدي يسوده التخلف و يسيطر النص الإيماني على تفكيره, تستغله القوى الرجعية لمحاربة العقل و حقوق الإنسان خدمة لسيادتها ومصالحها, المرتبطان بسيادة الجهل و التخلف و الإضطهاد. للحفاظ على العلاقات الإجتماعية السائدة يسعى بن كيران و جماعته على ديمومة النص الديني, المرجع النظري المحدد للإطار العام في المجتمع.
الزاوية المعادية لحقوق الإنسان تتستر بالمرجعية الإسلامية لتكريس الإيديولوجية الظلامية و تشريعها بهدف إنتهاك حقوق المرأة و إعاقة المشاريع الهادفة لتحسين وضعية النساء في المجتمع. الزاوية بن كيرانية تتصور بأن مرجعيتها و قيمها الإجتماعية و الأخلاقية هي الأفضل, في محاولة منها إقناع أكثر الشرائحات الإجتماعية تخلفا بأجندتها الظلامية لفرضها على الكل بالتهديد بمليونية الفقهاء المتشبثون بديمومة الحصتين, القاصرات و الإرث. في إنتقاد منع تزويج القاصرات, صرح بن كيران: أن تجريم تزويج الطفلات سيؤدي الى العزوف عن الزواج و الى إرتكاب المعصية (الدعارة). زواج القاصرات من عدمه لا يؤدي الى العزوف عن الزواج, لأن المسألة إجتماعية, فالعزوف مرتبط أكثر بعدم توفير فرص الشغل, فجل الشباب عاطلين عن العمل بسبب فساد السلطة السياسية و سياسة تفقير الشعب و سياسة (العفو عما سلف). الإسلاميون أكثر من يرغب في زواج القاصرات, كما قال أحد شيوخ السلفية (الفزازي) ما يفيد أنه يستمتع بالقاصرات أكثر. زواج القاصرات غالبا ما يؤدي الى الطلاق بسبب فارق السن بين الزوجين, و رغم أنه ليس بالضرورة, إلا أنه في حالات كثيرة يؤدي الى الدعارة, فقد نشرت جريدة الإتحاد الإشتراكي ملف حول الدعارة في صيف سنة 1986 أو 87, عرى ظاهرة تزويج القاصرات و حالات لمطلقات قاصرات, رفض أهاليهم لإستقبالهن بعد الطلاق, مما أرغمن على الدعارة. و المشكلة تتفاقم حاليا أكثر و أكثر في الظروف المأساوية التي يعيشها أغلبية الشعب. الإسلاميون عن وعي أو عن غير وعي يوفرون المقدمات اللازمة (النص المقدس) للدفع بالقاصرات الى دور الدعارة, جنة السلفيون الراغبون بنكاح الطفلات خارج المؤسسة "الحلالية".
يقول بن كيران: "أن المساواة في الإرث سيؤدي الى تشتت الأسرة و اللاعدالة و إفساد المجتمع". الواقع المعاش يخبرنا بأن اللامساواة من يزعزع السلام الأسري و الإجتماعي, فأكثر المشاكل المؤدية الى تشتت العائلة سببها الإرث, فعدم المساواة في الإرث و اللاعدالة بين الرجل و المرأة و تكريس التراتبية بين الجنسين (الرجال عليهن درجة), من تساهم في إفساد المجتمع و ليس المساواة بين الجنسين. و أفكار اللامساواة دأب الإسلاميون بتكريسها في المجتمع من أجل الحفاظ على مصالحهم. المساواة في جميع المجالات لم تكن عبر التاريخ سببا في إفساد المجتمع, لكن العكس اللامساواة و التمييز العنصري و الجنسي و الإضطهاد من تسبب بالمعانات للفقراء رجالا و نساءا في المجتمع الموركي.
الموركيون ليس كما تخيل بن كيران, بأنهم يفرحون عند حفظ القرآن و الزواج و الحج, فهذه تقية مفضوحة, الموركيون مثل الكثير من الشعوب, تعيسون بسبب سياسة تفقيرهم و إذلالهم و إضطهادهم. فرحة الموركيون ( رجالا و نساءا) تكتمل عندما سيسود في المجتمع الحرية و المساواة الإجتماعية و إلغاء التمييز العنصري و التمييز الجنسي و التمييز الديني.
الإسلاميون يدافعون عن الموروث الرجعي لعصر الظلمات الذي ساد في المجتمعات شمال إفريقيا و الشرق الأوسط منذ هيمنة الإيديولوجية المحمدية التي حافظت على سلطة الذكورة "الرجال قوامون عن النساء" و كرست دونية المرأة, و يعادون الأفكار الحداثية المدافعة عن حقوق المرأة, ولهذا هم يعارضون بشدة إتفاقية (سيداو), و كل الإتفاقيات الدولية المنددة بإنتهاكات حقوق المرأة.
الأفكار الظلامية للعنصر الإسلامي المبنية على اللامساواة بين الجنسين و المباحة لنكاح القاصرات (رغم إنعدام سند قرآني), و المكرسة للتمييز الجنسي, هي إنعكاس للواقع القبلي الحجازي في القرن السابع, الممجد للعنصر الذكوري حامي القبيلة و المهان للعنصر الأنثوي ( وأد البنات). المجتمعات البشرية تطورت و أحدثت ثورة إجتماعية و ثقافية حققت قفزة نوعية في التطور التكنولوجي العلمي, و المسلمون يستهلكون منتاجات هذه التكنولوجية لكنهم متشبثون بالعلاقات الإجتماعية للقرون الوسطى, و الأفكار الظلامية للنص الخرافي. لقد تخلت الأنظمة الحاكمة في البلدان الإسلامية بضغط أممي على بعض الآيات ( قتل المرتد و الجزية وغيرهما ), إنسجاما مع تغيرات العصر, لكن حتى الآن ظل التشبث بما يناهض حرية المرأة قائما رغم أنه لا ينسجم مع الواقع المعاصر. العنصر المحرم (المرأة) هو إستثناء في ثقافة الشيوخ, كما يقول المثل الشعبي (شكن غلبتي أجحا, غلبت مراتي). الشيوخ يحثون و يمارسون إنتهاك حقوق النساء و يرفضون المساواة بين الجنسين, فهم لا يتصورون مساواة المرآة مع الرجل أو الإستقلالية عن الرجل. الخوف من فقدان الإمتيازات التي فرضت بقوة التشريع, دفع شيوخ النفاق ( يعارضون الفساد جهرا و يمارسونه سرا), الى الإستغاثة بالنص التقليدي و التأثير على الجهلاء للوقوف في صف الرجعيين ضد حقوق النساء. رفض المساواة بين الجنسين هو منع لإستقلالية المرأة, و يراد منه منع إنضمامها الى النضال الهادف الى تحطيم النظام الرجعي و بناء مجتمع متحرر و عادل تختفي فيه الفوارق الإجتماعية و يختفي فيه التمييز القومي و التمييز الجنسي و التمييز الديني.
لقد حان الوقت لنقد كل الإيديولوجيات و المفاهيم و القوانين التشريعية, المكبلة لحرية المرأة و المنحطة من إنسانيتها و قدرتها على العطاء و المساهمة في تنمية مجتمعاتها و تطويرها بجانب أخوها الرجل. لقد حان الوقت لنضال النساء لمنع بيع القاصرات في مزاد الشيوخ.
مليون تحية للمرأة في يومها الأممي و هي مناضلة و مكافحة من أجل التحرر من عبودية الشيوخ و من أجل نيل حقوقها العادلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة