الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء مقاومات

إسكندر عمل

2024 / 3 / 9
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها


لم يقتصر نضال نساء الشّعب الّلبناني على الدّعم الشّعبي واليومي للمقاومة، بل انخرطت كثيرات في العمل والمقاومة العسكريّة للاحتلال كمقاتلات وكاستشهاديّات في سبيل تحرير الوطن من الاحتلال البغيض. وسأعطي في هذا الفصل ومضات هامّة من تاريخ بعض المناضلات الّلبنانيّات الّلواتي ضحّين بحريّتهن أو بحياتهن كي يحيا الوطن حرًّا متحرّرًا من رجس الاحتلال.
لعبت المرأة الّلبنانيّة أدوارًا رائدة ومشرّفة في النّضال ضدّ الاحتلال الاسرائيلي، ففي المظاهرات والاعتصامات احتجاجًا على ممارسات الاحتلال كنّ سبّاقات وواجهن المحتل بجرأة أذهلته، فتراجع عن غيّه في كثير من الحالات لما رآه وأحسّه من صمود وتصميم على مقارعته كمحتل. وكانت الشّابّات والبالغات والمسنّات حاضنات للمقاومة وللمقاومين، ووفّروا لهم الغذاء والملبس، ونقلوا للمحاربين السّلاح حين كانت عيون المحتل تلاحق من يمدّ الأبطال بالعتاد والذّخيرة. ووقعت كثيرات من الّلبنانيّات في أسر المحتل، اعتقادًا منه أنّ هذا سيفلّ من عزيمتهنّ ويردعهن عن الاستمرار بالكفاح.
لم يقتصر نضال نساء الشّعب الّلبناني على الدّعم الشّعبي واليومي للمقاومة، بل انخرطت كثيرات في العمل والمقاومة العسكريّة للاحتلال كمقاتلات وكاستشهاديّات في سبيل تحرير الوطن من الاحتلال البغيض. وسأعطي في هذا الفصل ومضات هامّة من تاريخ بعض المناضلات الّلبنانيّات الّلواتي ضحّين بحريّتهن أو بحياتهن كي يحيا الوطن حرًّا متحرّرًا من رجس الاحتلال.



*يسار مروّة “فتاة الجنوب”:
انتسبت للحزب الشّيوعي الّلبناني عام 1981 وانضمّت إلى جبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة في أوائل العام 1983، نفّذت مع رفاقها عدّة عمليات ضدّ قوّات الاحتلال وعملائه.
قامت بتنفيذ عمليّة ضدّ دوريّة اسرائيليّة على طريق القليلة – صور في 2 أيّار 1984 وسقطت شهيدة الوطن الأولى في هذه العمليّة. وقد أصدرت جبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة بيانًا جاء فيه: “إنّ الشّهيدة الأولى يسار أحمد مروّة قامت بعمليّات بطوليّة عدّة ضدّ قوّات الاحتلال قبل استشهادها في الثّاني من أيّار 1984، وأنّ رفاقها ينحنون في هذه المناسبة أمام عظمة الجهاد والشّهادة وفاء لدمائها الطّاهرة، معاهدين كلّ الشّهداء بالاستمرار في طريق النّضال حتّى تحرير كامل تراب الجنوب والأراضي الّلبنانيّة الّتي يدنّسها الإسرائيليّون وعملاؤهم، وإنّنا نحذّر هؤلاء داعينهم لأن يرتدّوا عن عارهم وخزيهم.”



*سناء محيدلي “عروس الجنوب”:
ولدت سناء محيدلي في 14 آب 1968 في بلدة عنقون في جنوب لبنان. في 9 نيسان 1985 قادت محيدلي سيّارة بيجو بيضاء الّلون وعند حاجز عسكري لقوّات الاحتلال في منطقة “باتر- جزّين” في الطّريق نحو الجنوب الّلبناني، تفجّرت السّيّارة الّتي كانت تحمل 200 كغم موادّ متفجّرة، وأصبحت عروس الجنوب منفّذة أوّل عمليّة استشهاديّة ضدّ الاحتلال في الجنوب الّلبناني المحتلّ.
رغم صغر سنّها كانت سناء محيدلي من أبرز كوادر الحزب القومي السّوري الاجتماعي وقد أحدثت العمليّة الاستشهاديّة الّتي قامت بها ثورة في متابعة وسائل الإعلام العالميّة والإسرائيليّة وذلك نظرًا للخسائر البشريّة الكبيرة الّتي وصلت إلى 50 شخصًا بين قتيل وجريح، وحالة الهلع والذّعر الّتي أحدثتها بين جنود الاحتلال.
ظلّت اسرائيل محتفظة بأشلاء عروس الجنوب حتّى العام 2008، وقد تمّ إعادة رفات الشّهيدة الّلبنانيّة ضمن عمليّة تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الّله، وتسلّم ذوو سناء رفات الشّهيدة عبر الحزب القومي السّوري الاجتماعي وتمّ دفنها في مسقط رأسها ببلدة عنقون.
من أقوالها ووصيّتها قبل استشهادها:
“أنا الشّهيدة سناء محيدلي عمري 17 عامًا، أنا من جنوب لبنان المحتلّ المقهور ومن الجنوب المقاوم الثّائر، من جنوب المقاومة من جنوب الشّهداء، من جنوب الشّيخ راغب حرب (اغتالته اسرائيل بعد أن كان قد زُجّ في السجن بعد اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للبنان) من جنوب عبد الّله الجيزي وحسن درويش ونزيه قبرصلي وبلال فحص وأخيرًا وليس آخرًا من جنوب الشّهيد البطل وجدي الصّايغ (استشهدوا أثناء قيامهم بعمليّات مقاومة للاحتلال الإسرائيلي)، أنا أخذت هذا القرار من ضمن مجموعة قرّرت الاستشهاد في سبيل تحرير أرضنا وشعبنا، لأنّني رأيت مأساة شعبي في ظلّ الاحتلال من قهر وظلم وقتل أطفال ونساء وشيوخ وتهديم منازل، فقرّرت عندها القيام بعمليّة الفداء وأنا مرتاحة جدًّا لأنّني سأنفّذ هذه العمليّة الّتي اخترتها أنا كي أقوم بواجبي نحو أرضي، وإنّني أطلب من جميع شابّات وشباب بلادي أن يلتحقوا بصفوف المقاومة الوطنيّة لأنّها وحدها القادرة على طرد العدو من أرضنا، وإنّني آمل أن أنجح في عمليّتي هذه كي أقتل أكبر عدد ممكن من جنود العدو فتتعانق روحي مع أرواح كل الشّهداء الّذين سبقوني وتتوحّد معهم لتشكّل متفجّرة تنفجر زلزالًا على رؤوس العدو.
أحبّائي، إنً الحياة وقفة عز فقط، أنا لم أمت، بل حيّة بينكم أتنقّل أغنّي أرقص، احقّق كلّ أمانيّ. كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشّهادة البطوليّة الّتي قدّمتها، أرجوكم لا تبكوني، لا تحزنوا عليّ، بل افرحوا..اضحكوا للدّنيا، طالما فيها أبطال، أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيه من دمي وحبّي، آه لو تعرفون إلى أيّ حدّ وصلت سعادتي عندما سيتناثر عظمي من الّلحم ودمي يهدر في تراب الجنوب من أجل أن أقتل هؤلاء الأعداء الصّهاينة، وصيّتي هي تسميتي عروس الجنوب.”



*لولا عبّود “لؤلؤة الجنوب”:
ولدت في بلدة قرعون في البقاع الغربي في 15 أيلول 1966، انتسبت للحزب الشّيوعي الّلبناني في العام1981، وانضمّت لجبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة في صيف 1984، وهي ابنة لعائلة شيوعيّة، والدها المناضل الوطني والكاتب والصّحافي المعروف الياس عبّود.
نفّذت عددًا من العمليّات ضدّ الاحتلال وعملائه، واستشهدت في عمليّة بطوليّة قامت بها مجموعة يحمر وذلك بتاريخ 21 نيسان 1985 عند مدخل قرية القرعون في البقاع الّلبناني. وقد أصدرت جبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة بيانًا عن استشهاد الرّفيقة لولا عبّود جاء فيه: “جبهة المقاومة الوطنيّة الّلبنانيّة الّتي عاهدت شعبها على متابعة الكفاح حتّى تحرير الأرض تحريرًا كاملًا دون أيّ قيد أو شرط، من أيّ وجود لإسرائيل أو عملائها، تشعر اليوم باعتزاز كبير أمام هذا الانتصار الجديد الّذي تحقّق بانسحاب القوّات الإسرائيليّة الغازية من أرض البقاع الغربي وراشيّا. وهي تعتبر أنّ هذا الإنجاز من صنع أبطالها ومن صنع صمود شعبنا وتضحياته الجسام.
والجبهة إذ تعلن ابتهاجها بهذا الانتصار الكبير تنعى إلى شعبنا المكافح الصّامد الصّابر الشّهيدة البطلة لولا الياس عبّود ابنة بلدة القرعون، الّتي استشهدت في عمليّة بطوليّة قامت بها مجموعة يحمر يوم الأحد 21 نيسان الجاري السّاعة العاشرة والنّصف واستهدفت دوريّة للعدو مؤلّفة من شاحنتين وسيّارة جيب على مدخل القرعون الجنوبي. وقد أدّت هذه العمليّة البطوليّة إلى إلحاق العديد من الإصابات في صفوف الدّوريّة الإسرائيليّة افرادًا وآليّات. وعلى الأثر قامت قوّات العدو بتمشيط وحشي للمنطقة حيث اشتبكت لبعض الوقت مع عناصر المجموعة، وأدّى هذا الاشتباك إلى استشهاد الرّفيقة البطلة لولا الياس عبّود، في حين تمكّن باقي أفراد المجموعة من الخروج من المنطقة رغم إصابة أحدهم بجراح”.

*قصائد الى الرفاق*
إلى رفاقها في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، كتبت لولا قصائد عدة، قالت فيها:

الى كل العيون التي أحبها ولا تعرف الا الوفاء.
الى كل الثغور الباسمة ولا تعرف الحقد.
إلى كل الوجوه الطيبة، سمات الطهارة تعلوها.
اليكم وحدكم، يا من تصنعون لنا بيتًا وحقلًا مليئًا بالورود.
اليكم وحدكم، حيث الشمس لا تشرق إلا على وجوهكم السمراء.
اليكم وحدكم يا رجال جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.
أبعث من صميم القلب ألف تحية وسلام.
القرعون عشيقتي الأولى
وعشيقتي الأخيرة
في الغد سوف نراك
من بعيد حيث الثلج
وفي الغد سوف نكتب
ونغني ونرقص للنصر الآتي
أنا لا أدوّن وصية
بل ألوّن خواطر متناغمة
الى العزيز: ج. م. و.ل..
ج. م. و. ل.
تكلمه فلا يسمع
يذهب فلا يرجع
يعيش معنا ولا نلمسه
يضحك معنا ويموت
لكن موته فريد…
يا عزيزي…
يا كل الرجال الذي أعشق
تتملكني الجرأة من نسيم ذكراك
يا كل العيون التي أهوى
أشعر بالأمل عند سماعي رنة حروفك.
يا خليلي في كل حين
مع كراريسي وأحلامي
وآلامي
اليك وحدك
أتمنى أن أكون حبيبة
أتوب لغفران يديك
التي تثلج قنابل وتمطر رصاصا
ضد وحوش آخر زمن.
يا فرحة شعبي.
يا صرخته الهادرة في وجه المحتل
لا مكان لك
ولا زمان
لا بل في كل الأمكنة والأزمنة أنت..
وأنت الحق كل الحق
شاهرًا سيفه في وجه الباطل
تتلون العيون أملا
وتنبض العروق حياة
وتهتز عضلات الوجه طربا
والاذن إصغاء تام
عند سماعي سيمفونيتك البديعة
والمذهلة
ج. م. و. ل.
يا كل الحاضر والمستقبل.
يا كل الوعد والانتظار
وما اجمل ما بعد الانتظار
حياتي معك تبدلت
جعلتني احيا من جديد
والتفاؤل عاد يلفني
شعارنا واحد
الحياة والارض لنا فلنحيَ ونغنِّ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إسرائيل حول تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلح


.. مقتل 4 أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان • فرانس 24




.. ألعاب باريس 2024: استقبال رسمي وشعبي -مهيب- للشعلة الأولمبية


.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما مؤيدا لفلسطين بجامعة جورج واشنط




.. أنصار الله: استهدفنا 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي وحققنا