الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سياق يوم المرأة (وهران)، راهن الكتابة النسوية في الجزائر: حقول وفاعلون

سعيد هادف
(Said Hadef)

2024 / 3 / 9
الادب والفن


بمقر مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهران، نظم قسم المخيال والسيرورات الاجتماعية بالشراكة مع مركز الدراسات المغاربية، ندوة نقاشية وطنية في موضوع "راهن الكتابة النسوية في الجزائر: حقول وفاعلون" وذلك صبيحة الأربعاء 06 مارس 2024. الندوة التي جاءت في سياق اليوم العالمي للمرأة، ووفق أرضيتها، تمحور مشروعها البحثي حول بيبليوغرافيا الرواية النسوية الجزائرية.
أطّرت الندوة أكاديميات في البحث العلمي والأدبي على رأسهن رئيسة المشروع، الأستاذ فوزية غنجور. الندوة التي دارت أشغالها في جلستين وأمسية شعرية، افتتحها مدير قسم بحث المخيال والسيرورات الاجتماعية السيد بلغراس عبد الوهاب، ورئيسة المشروع الأستاذ فوزية غنجور.
من موقع سوسيولوجي، كما من موقع التمرن على تنمية الاشتغال الخلاق على ما هو محلي، وإعادة الاعتبار إلى ما هو جهوي من خلال رسملة ذاكرة المكان، وعملا بالشعار الأيكولوجي الشهير: "فكّرْ كونياٌ واعملْ محلياٌ" في هذه الورقة، أن أرفع تنويها بالباحثات اللواتي اشتغلن على تراثهن المحلي كما هو الباحثة مباركة بلحسن التي اشتغلت على الشعر الحساني، والباحثة عديدي قنون التي اشتغلت على الرواية في منطقة القبايل، والباحثة دادوة نبية التي اشتغلت على نوع من الشعر الشعبي الذي تميزت به تلمسان.
المداخلة التي أطرتها الأستاذة فوزية بوغنجور، تحت عنوان "أجيال الرواية النسوية المكتوبة باللغة العربية"، قدمت فيها سردا إحصائيا وتحليليا حول الرواية الجزائرية في مقاربة مقارنة بين الروائيات والروائيين (عدد الأعمال الروائية، عدد الجوائز...). ورصدت تطوّر الرواية النسوية الجزائرية المكتوبة باللسان العربي، من حيث اختلاف أجيالها التي حددتها، انطلاقا من مؤشرات مرتبطة بالسياقات الاجتماعية والثقافية، ومن حيث تأثير البيئة الاجتماعية والثقافية، والتحوّلات التي شهدتها من خلال حجم انتشار الكتابة النسوية كممارسة حادثة. كما قدمت عرضا كرونولوجيا للمنحى التصاعدي في عدد الروائيات، بدءا من تاريخ ظهور أوّل رواية نسوية باللسان العربي عام 1979، مشيرة أن الرواية النسوية في لسانها العربي تأخر ميلادها مقارنة بالمتن الروائي النسوي باللسان الفرنسي، والمتن الروائي الرجالي باللسان العربي. كما أعطت فكرة عن تنوع التيمات التي طبعت المتن الروائي النسوي.
المداخلة الثانية، أطرتها الباحثة عديدي قنون (جامعة مولود معمري، تيزي وزو)، تحت عنوان "مسار تطور الرواية النسوية القبائلية وأبرز خصائصها" (Amecwar d umhaz n wungal unti aqbaylit d tulmisin-is ). اختارت الباحثة أن تشتغل على المتن الروائي القبائلي، كما أنها نجحت في تقديم عرضها باللسان العربي رغم تخوفها من الإخفاق. افتتحت مداخلتها بالحديث عن الكتابة الروائية بوصفها شكلا من أشكال تطوّر الأدب القبائلي في الجزائر. ومن منطلق أن الأدب القبائلي، تميز بالإنتاج الشفوي إلى غاية أواخر القرن الواحد والعشرين. وفي سياق مساره الحافل، تقول الباحثة، جاءت الرواية لتعلن عن مرحلة مختلفة في تاريخ الأدب الناطق القبائلي. وركزت المداخلة على الكتابة الروائية القبائلية النسوية، والتي شكّلت نقلة نوعية من خلال الكتابة باللغة الأم. وقدمت الباحثة عرضا، تتبعت، خلاله، المسار الذي تطور، عبره، هذا النوع من الكتابة الجديدة منذ نشأته.كما قدمت مقاربة تصنيفية من حيث التيمات للأعمال الروائية النسوية في لسانها القبائلي، والتي شكّلت، وفق الباحثة، مكونا من المتن الروائي الأمازيغي. وأبرزت الباحثة الملمح المحلّي للرواية القبائلية في تميّزها عن المتن الرّوائي النسوي الأمازيغي. واستعرضت الباحثة أبرز المحطّات الزمنية التي شكّلت معالم مهمّة في الوصول بهذه الكتابة إلى صورتها المكتملة اليوم، والتي يعكسها حجم الانتشار والتنوّع من جهة، ومن جهة أخرى، ولوجها إلى الوسط الأكاديمي بشكل نسقي دراسة ونقدا.
المداخلة الثالثة، أطرتها أون لاين الأستاذة نادية بن طيفور(جامعة مستغانم) تحت عنوان: "الكتابة النسوية وأدب الشباب: هوية، نسوية وأصالةّ" (Ecriture féminine et littérature de jeunesse identité, féminité et originalité). انطلاقا من الدراسات الراهنة حول مكانة المرأة في عالم الكتب، تحدثت الباحثة عن الفارق الكبير بين عدد المؤلفين وعدد المؤلفات. أشارت أن ما يميز التجربة الأدبية النسوية هو هيمنة أدب الناشئة، وهو نوع، في نظرها، لا يتمتع بمكانة وجاذبية مقارنة بالأدب عموما أو الموجّه للـ "الكبار". إذ يبدو، وفق الباحثة، أن المرأة، من خلال مشاركتها المباشرة في تربية الأطفال، تبقى الأكثر قدرة على معرفة عالم الطفل واحتياجاته.
لقد منح التحاق النساء بـ"مهنة" صناعة أدب الناشئة (مؤلفة أو رسامة أو بائعة كتب أو ناشرة) فرصة الاستماع لأصوات ووجهات نظر مختلفة ظلت تمثّل الصوت الآخر، وتواجه أحكاما مسبقة تؤكّد أنّ ما تكتبه المرأة بسيط وأقل عمقا.
وقدمت الباحثة مساءلة عن مكانة المرأة في عالم الكتاب بشكل عام، وفي قطاع أدب الناشئة بشكل خاص، ومن جهة أخرى، ، وفي إطار قراءتها للمساهمات النسوية وخصائصها، ناقشت، الباحثة، أساليب الكتابة التي تعتمدها مؤلفات أدب الناشئة(والمؤلفون) في اختيار موضوعات ونصوص مخصوصة.
المداخلة الرابعة، من الجلسة الأولى، أطرتها الأستاذة ليلى موصدق (جامعة مستغانم) تحت عنوان "المسرح النسوي الجزائري: لمحة تاريخية وموضوعاتية" (Le théâtre féminin algérien: aperçu historique et thématique). استعرضت الباحثة لمحة تاريخية وموضوعاتية حول حضور ومشاركة المرأة في الفن الرابع في الجزائر. وتناولت الباحثة مسار الممثلات بين الماضي والحاضر، حيث عرف المسرح الجزائري العديد من ممثلات تركن بصمتهن على تاريخه، على غرار فريدة صابونجي، شافية بودراع، فتيحة بربار، نورية قصدرلي، كلتوم، ياسمينة دوار، صونيا، ليندة سلام... إلخ.
هاته الأسماء، تضيف الباحثة، قدّمت على مدار عقود ومراحل مختلفة، عدّة موضوعات وأنماط مسرحية مختلفة، وأن الممثلات الجزائريات صنعن ومازلن يصنعن من هذا التعبير الفني مرآة تعكس هموم وانشغالات المرأة الجزائرية خاصة، والمرأة العربية عموما.
اعتمدت الباحثة منهجا تاريخيا، وعبر جملة من الإشكالات، وضعت تحت مجهر المساءلة، أبرز الموضوعات التي عالجتها هذه الممثلات في أدوارهنّ المختلفة، ومدى ارتباط تلك الموضوعات بالتحوّلات السوسيوتاريخية، ومنحى التطور من حيث الموضوعات والأنواع.
المداخلة الأولى من الجلسة الثانية، أطرتها الباحثة دادوة نبية (الكراسك) في موضوع "أغنية الحوفي التلمساني". افتتحت الباحثة عرضها بتعريف هذا الفن الشعبي "الحوفي التلمساني"، وهو واحد من أشكال الشعر الشعبي المغاربي الخاص بالنساء، اشتهرت به مدينة تلمسان بالغرب الجزائري، وهو عبارة عن مقطوعات شعريَة رباعيَة غالبا، تغنيها المرأة وهي في الحديقة تلعب بالأرجوحة، أو داخل بيتها تقوم بأعمالها. فالحوفي فن شعبي محض لا يغنى في المقاهي كما هو الحال بالنسبة للعروبي. والأنواع الشعرية الأخرى الخاصة بالرجال. بل "يعتبر الحوفي الشعر الغنائي المفضل لدى الشباب والفتيات. فهو شعر الأماكن الفسيحة والحدائق.
الأستاذة مباركة بلحسن (جامعة وهران)، أطرت مداخلة تحت عنوان: "المرأة والشعر الحسّاني"، على غرار زميلتيها السابقتين (من القبايل وتلمسان) اختارت الباحثة الاشتغال على ما هو محلي. واستعرضت في مداخلتها ما يميز الممارسة الشعرية في الفضاء الاجتماعي الحسّاني من ترابط بين الشعر الحساني (لغن) والموسيقى (أزوان)، ومرافقتهما للحياة اليومية للقبائل الحسّانية، وهو ما أعطى لهذا الشعر، وفق الباحثة، عدة أشكال مقارنة بالممارسات الشعرية في مجتمعات أخرى. تناولت بالعرض والتحليل أهم التصوّرات والتمثلات الخاصة بالمرأة ومكانتها من خلال مقاربة الممارسة الشعرية في المجتمع الحسّاني وسياقاتها الاجتماعية والثقافية.
جاءت مداخلة الباحثة لامية فار الدهب (الكراسك)، تحت عنوان: "المرأة وشعر الملحون الجزائري". كان مسعى المداخلة الاقتراب من صورة المرأة في شعر الملحون، وذلك من خلال تحليل كيفية تمثيل المرأة في هذا النوع من الشعر، والوقوف على مدى تطور الثقافة الاجتماعية عبر العصور. وهذا النمط الشعري يتميز بالعاطفة القوية والصراحة في التعبير عن المشاعر والعواطف. وانطلاقا من دراسة الصور والأساليب المستخدمة في وصف المرأة، تقول الباحثة، وكذلك من كيفية تقديمها في هذا النوع من الشعر، يكون من المتاح أن نفهم بشكل أعمق تأثير شعر الملحون على تشكيل وتعزيز الصورة الأدبية والثقافية للمرأة في المجتمع.
المداخلة الأخيرة أطرتها الباحثة سمية دويفي (شاعرة/ ط.د جامعة وهران)، تحت عنوان: "الشعرية النسوية الجزائرية المعاصرة، الواقع والتطلعات". ورأت الباحثة في مداخلتها أن التوجهات الفنية داخل النص الشعري النسوي الجزائري المعاصر سلكت اتجاها متفردا، ونفسا متميزا، جعل التجارب تختلف وإن تشابهت ظاهرا، والأدوات تتميز وإن اشتركت. وألقت الباحثة بالضوء على جوانب من النص الشعري النسوي المعاصر في الجزائر. وتناولت بعض الحساسيات الشعرية الراهنة، وتجارب نسوية معاصرة تركت أثرها في الشعر.
وأسدل الستار بقراءات شعرية، احتفاء بالمرأة في يومها العالمي، وشاركت في هذا الاحتفاء الشاعرة خيرة حمر العين وهي شاعرة وروائية وأكاديمية، ومن الأسماء التي طبعت الشعر الجزائري منذ جيل الثمانينيات من القرن المنصرم، كما شاركت الشاعرتان سمية دويفي وخيرة موصدق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل