الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيزنطا قادت الحملة على المملكة الساسانية وليس العرب المسيحيين!

جان آريان

2024 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بيزنطة قادت الحملة على المملكة الساسانية وليس العرب المسيحيين!


"أيد عالم الأديان الالماني كارل هاينتس أوليغ الفرضية القائلة بأن التقويم الإسلامي، الذي تم إثباته في أواخر القرن السابع، لم يكن مبنيًا على الهجرة، بل يشير إلى بداية الحملة التي قام بها الإمبراطور الروماني الشرقي هرقل ضد الإمبراطورية الساسانية عام 622. في هذه المعركة لعبت القوات المساعدة العربية المسيحية إلى جانب هرقل دورًا مهمًا في الانتصار على المملكة الساسانية، وكشكر لذلك، سمحت للعرب المسيحيين بالهجرة إلى هناك وتأسيس دولة فيدرالية في ذلك العام. فالتقويم الإسلامي يشير في الواقع إلى بداية تأسيس إمبراطوريتهم من قبل العرب المسيحيين، الذين حققوا بعد ذلك الاستقلال الكامل".

منذ عقود عديدة، وأنا أطالع وأستغرب واتأمل كيفية حدوث انحلال المملكة الساسانية(لشعوبنا الإيرانية الآرية) في النصف الأول من القرن السابع الميلادي!

حيث شككت دوما عملية الفتح العربي الإسلامي عن طريق عرب شبه الجزيرة العربية للمملكتينن الساسانية والبيزنطية وفق الرواية الاسلامية التقليدية.

كل الاسفار التاريخية كانت تؤكد الطبيعة القاحلة القاسية لعرب صحراء شبه الجزيرة تلك مما كان يتعذر عليهم جدا القيام من هناك وعبر الصحراء لمسافات طويلة جدا بالاغارة على كلتا المملكتين القويتين وقتها وفي غياب وسائل المواصلات والامداد المناسبة. فهم على الاقل لم يكونو يتحملو معاناة الجوع والعطش خلال المسير الطويل عبر الصحارى، هكذا عدا عن افتقارهم للمعدات العسكرية اللازمة آنذاك.

وبهذا الصدد، علينا أن نعلم بمدى شدة الصراع الطويل حينذاك بين المملكتين حول توسيع النفوذ في المنطقة، وقد نجح الساسانيون الزرادشتيون أخيرا خلال عهد الشاه خسرو برويز الثاني في نهايات القرن السادس وبدايات القرن السابع بالتوغل كثيرا لمناطق نفوذ البيزنطيين المسيحيين وحتى الى أجزاء واسعة من بلاد الشام، لكن ما لبث أن أعد الأخيرون في عهد هرقل الحملة العسكرية المضادة وباستمالة عرب جنوب وشرق بلاد الشام المسيحيين أمثال الغساسنة او بنو اسماعيل وغيرهم إلى جانبهم في الخطوط الامامية وتمكنو معا من التوغل حتى داخل مناطق الساسانيين بل وحتى عاصمتهم المدائن سنة ٦٢٢ ومن ثم تدريجيا إلى باقي مناطقهم، هكذا ولتقرر الإدارة البيزنطية للعرب المسيحيين المهاجرين الى هناك كيانا فدراليا معها ولاحقا مستقلا بل ولينقلب أولائك العرب أو أبنائهم ومعهم الساسانيين هذه المرة بعد عقود/اواسط القرن الثامن/ على البزنطيين والعرب في بلاد الشام والذين كانو يؤلهون المسيح ويقدسون الثالوث، بينما كان العرب والساسانيون تحت إدارة ابو مسلم الخوراساني ينبذون ذلك وأعتبرواحالهم مسلمين وليغيروا عليهم وضمهم إلى دولتهم وطرد بيزنطا من هناك، ومن ثم تمر المنطقة لاحقا عبر مراحل متنوعة عديدة وطويلة.

هنا وبالايجاز الشديد، يمكن القول بأنه لا بد من دراسة التاريخ بدقة وبعقلية علمية موضوعية ممكنة، وليس بطريقة عشوائية تحزبية محضة. فإن بيزنطا هي التي خططت وأدارت حملة فتح بلاد الساسانين، بينما العرب المسيحيين كانو مساعدين لها وتحت أمرتها، هكذا ولتزيل العداوة التاريخية المزعومة بين شعوب منطقتنا ايرانيين وعربا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في