الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبراهيمه الصهيوترامبيه والابراهيمية اللاارضوية/ ملحق1

عبدالامير الركابي

2024 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ليس للولايات المتحده الامريكيه بما هي عليه كينونة ان تكون من دون من دون رؤية تعويضية عن فعل الجغرافيا والتاريخ الغائبان المفقودان في هذا الموضع المتشكل اخيرا وحديثا، بلا خلفية تاريخيه، وعلى انقاض مجتمعية نمطية ازيلت بقوة الالة، ومع الديناميات الالية وانتفاء الكيانية الوطنيه والحدود، فان حالة من التناعم الانتاجوي فوق المحلي الالي بطبيعته العولمية مع الرسالية، تحضر كضرورة قصوى ايهامية، بها يتشكل الكيان الذاهب الى مابعد مصنعية نحو التكنولوجيا الانتاجية المتناغمة مع كينونته يصيغة مجتمعية يطلق عليها بريجنسكي اسم "التكنترونيه"، وهو تعبير يدرج ضمن محاولة توصيف للحالة اضعف من ان يجملها فعلا، بينما هي في حال احتدام ذاتي استثناء ياخذ بها الى المئات من الديانات وصولا الى " الديانات غير التقليدية". بما يجعل الحالة الامريكيه حالة مجتمعية قد تكون مرضية حين تقاس بعلاقتها بالفكرة الدينيه، في مجتمع يعرف مايزيد على الف وخمسمائة دين 700 منها غير تقليديه، منذ القرن التاسع عشر، وصولا الى مابعد الثمانينات من القرن العشرين(4).
ومثل هذه العينه الكيانيه المجتمعية اللانمطية، هي حاملة راية الغرب والحداثة العلمانية العقلانيه، وليس الغرب الاوربي ونموذجه المجتمعي الكياني الوطني الليبرالي، ودولته المدنيه، ومنظوره المتعارف عليه والذي غادر الساحة فعليا مع القرن التاسع عشر وانتهاء فعل الالة بصيغتها المصنعيه، بقوة غلبة الاليات المتعدية للكيانيه الوطنية، هذا بينما تنشا واحدة من اكثر الظواهر جلبا للانتباه على مستوى التاريخ المجتمعي برمته، تلك المتمثلة في انبثاق اللانمطية المجتمعية، بصيغة قارة مضافة لعموم الوجود المجتمعي، شكل الكيانيه الفريدة التي تعيد سيرة الظاهرة المجتمعية من حيث ما قبل تبلورها النمطي الاول السومري الرافديني اللاارضوي، فكاننا ندخل اليوم زمن بدء مجتمعي اخر بمناسبة الالة، يحاكي زمن مابعد اليدوية، وتعديا نطاق وتاريخ المجتمعية الارضوية الحاجاتيه باعلى صيغها المتولدة عن قوة دفع الالة للديناميات المجتمعية ودرجة تسريعها.
ومرة اخرى يحق الاستدلال على ان الوجود البشري، والظاهرة المجتمعية لاتحكمها الصدفة، ولا العشوائية، وان للطبيعة "دياكتيكها" الناظم لحركة الوجود بناء لمنطوياته وكينونته ونوع المتوقع من مآلاته، خارج وبغض النظر عن الادراكيه العقلية ومستويات وتدرجات احاطتها، وامريكا تقوم جهارا على نفي ماقبلها بافنائه وازالته باسم الرسالوية الموضوعه على عاتقها من قبل الله، فلا امبريالية هنا، ولا راسمالية قادرة، او قابلة بذاتها على ان تكون محرك التاريخ الهيمني الذي يتحول مع انتهاء دور الغرب الاوربي، الى حالة ابادة للاخر، معممه على مستوى المعمورة، وهو مايعين اجمالي سياسة ومواقف ودوافع الامبراطورية المابعد امبراطورية الاستبدالية، بدل الهيمنية.
وفي المشابهه فان الموضع الاكثر تطابقا غايات ومبررات وجود كمثال يمكن عده كلاسيكيا، فان "اسرائيل" تحتل هنا موضع المثال والنموذج الاعلى،وبالذات الجانب الافنائي لما قبل او تعيينا لصاحب المكان الاصلي الفلسطيني والشرق متوسطي، فاسرائيل "الديمقراطية" شرط وجودها زوال الفلسطيني من الوجود ماديا وواقعا كيانويا وتصوريا، فالفلسطينيين يزالون بزوال الشرق متوسطية التاريخيه النهرية، الانماطية الثلاثية، حيث مجتمعية الازدواج المجتمعي الارضوي اللاارضوي الرافدينيه، ومجتمعية الدولة الاحادية النيلية، واللادولة الاحادية الاحترابية الجزيرية، والافق الساحلي الذي لايتشكل كيانيا، وشرط ايقاف، لابل انهاء اية فعالية عائدة لهذا المجال الكوني، اصل الابراهيمية اللاارضوية الاولى الاساس، وهو ماتمحوه فعلا، اليات مجتمعية الابار المنسوبة الى الشرق المتوسطية، حيث كيانات برج زايد، وقناة الجزيرة، بدل ارض النيل، وارض دجلة والفرات، حيث ابتداء النمطية المجتمعية.
مع ابراهيمة ترامب، تكون الولايات المتحده بالاحرى قد دخلت طور التأزم التعبيري الرسالوي المفبرك والمزورالاقصى، بعد اكثر من نصف قرن من قيادة الصراع باسم الغرب، مع ماعرف بالمعسكر الاشتراكي، ومجمل تجربة افناء الاخر على مستوى المعمورة، والتي باءت بالفشل بعدما ثبت ابان الفترة التي تفردت فيها امريكا في موقع القوة العالمية الوحيدة، وعجزها عن ان تحقق في حينه اي مشروع يطابق كينونتها عالميا، في حين عادت المنافسه على مركز الصدارة والفعل العالمي، وتعدد مراكز القوة للحضور، لانتفاء اسباب غلبة النموذج الامريكي المناقض لمقتضيات وجود الامم الاخرى.
ومع كل ماقد كتب ويدخل في باب الاشارة الى "افول الامبراطورية" الامريكيه(5)، فان الجانب الاهم المتعلق باحتمالية انعكاس عدم الفعالية النموذجية عالميا ومترتبات ارتداده الداخلي لم تلحظ، وبالتحديد من زاوية تناقض اشتراطات "الكيانيه" المتزايدة والتي صارت تفرض على الولايات المتحده التصرف على هذا المنوال للتعذر عالميا بالتجربة والاختبار، وبين مامتوقع من انعكاسات تنجم عنها داخليا في مجتمع غير قابل، ولاهو بقادر على العيش " محليا" و" ذاتيا" كيانويا، الامر الذي من شانه توليد اشتراطات تنامي التوتر الاصطراعي الداخلي الخطر، وصولا لربما الى تجدد الحرب الاهلية. في مكان سبق ان عرفها من قبل.
هنا تاتي الابراهيمية الترامبية بمثابة ضرورة حاسمه لضمان استمرار الكيانيه الامريكيه المهددة بالانفجار، وهنا تكتسب اسرائيل موقعها الاستثنائي المستجد، كما تحتل المنطقة الشرق متوسطية مكانها الحيوي الذي لايضاهى اهمية، بالاخص مع توفر اسباب قيام مثل هذه الحال الايهامية " الانبعاثية" التزويرية، مع انتهاء فعالية "الانهار"، و "الاحترابية الجزيرية القصوى" وحلول عالم ابار النفط كبديل شرق متوسطي، بامل اقامة قاعدة امتداد الى الشرق الواصل الى الصين باسم الابراهيمة الترامبية الصهيونيه المزورة، وهنا ياتي محو العراق وازالته ككيانيه( مابين التسعينات و2003) من الوجود، بمثابة اساس وقاعدة لايمكن للابراهيمة المزورة ان توجد من دونه، فمصر بالامكان الركون الى انتهاء فعاليتها الكيانيه النهرية بعد ان فقد النيل حضوره التاريخي ( مصر هبة النيل / هيرودت ) بسبب الزيادة السكانية المتعدية لطاقته على الفعل المجتمعي والاقتصادي، والجزيرة العربية انتهى دورها الاحترابي الاستثنائي، بسبب غلبة القبيلة على العقيدة، ونظام الريع النفطي الذي حول مجتمعا "محاربا"، الى "مجتمع اعزل"، القبيلة فيه تستعمل العقيدة كايديلوجيا حكم، ولم يبق سوى الاصل ومنبع التعبيرية اللاارضوية الابراهيمه الاولى الرافديني، غير الممكن التعامل معه بما هو مطلوب، الا بالابادة والسحق الكياني الحاصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران