الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحر أمامكم

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 3 / 10
القضية الفلسطينية


يقول أهل السلطة و إعلامهم غير الحر في الدول الغربية الأطلسية ، منذ 7 أكتوبر 2023 ، أنهم يحاربون في قطاع غزة حركة إرهابية ، إنكارا لحربهم ضد الفلسطينيين ، إلى حد أن بعضهم ادعى أن الأخيرين غير موجودين . في المقابل نلاحظ أن قلة قلية منهم تعترف بان البلاد الفلسطينية محتلة نتيجة خطة بريطانية بدأ تنفيذها بعد الحرب العالمية الأولى ، و أن جزءا كبيرا من سكانها طردوا ، و أن كثيرين منهم لجأوا إلى قطاع غزة حيث جعل منه الإسرائيليون في 2005 ، سجنا كبيرا ، مغلقا ، تحت نظام الغيتو ، و بالتالي فإن ما جرى في أكتوبر ، هو انتفاضة مسلحة من سلسلة الانتفاضات المتتالية ، تبادر إليها دوريا ، حركة تحرير وطني ، كلما ساءت الأحوال في السجن,
هذا باختصار شديد ، بعض الحقيقة التي استطاعت الانتفاضة المسلحة إيصالها إلى الرأي العام في الدول المذكورة ،و لكن يا للأسف ، ذلك لا يثني السلطات الحاكمة عن سياساتها الامبريالية في دعم الاستيطان الإسرائيلي و إلغاء وجود الشعب الفلسطيني ، بواسطة جميع و سائل التطهير العرقي المجربة .
الجديد في الأمر ، هو ما يتناهى إلى العلم مؤخرا ، عن نوايا الولايات المتحدة الأميركية في الشروع ببناء رصيف بحري لإيصال المعونات الغذائية إلى الناس المحاصرين في قطاع غزة ، تحت قصف الطيران المرافق للعمليات العسكرية البرية الإسرائيلية المتواصلة. نحن لا نعرف في الواقع ما إذا كان هذا المشروع جديا أم لا ، فليس مستبعدا استنادا إلى الأكاذيب التي أطلقت منذ بداية هذه الحرب ، أن نكون حيال ملهاة لإثارة الجدل .
مهما يكن فإن لمثل هذا المشروع ، إذا تجسد فعلا ، دلالات دامغة ، على أن الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة ، مرشحة لان تتمدد و تتسع . هذا من جهة أما من جهة ثانية ، فإنه يكشف أن الولايات المتحدة الأميركية و حلفاءها المنغمسين في الحرب الأوكرانية ، حاضرون إلى جانبها في بلدان الهلال الخصيب . هنا لا نستطيع منطقيا تجاهل صراعهم ضد روسيا و الصين . هذا ما يقودنا على سبيل النقاش و التوضيح إلى طرح عدد من الفرضيات نقدمها كما يلي :
ـ الرضيف البحري الأميركي على شواطئ قطاع غزة ، يحاكي قاعدة عسكرية بالإضافة إلى منصة لاستغلال المخزون النفطي في قاع المياه الإقليمية . ينبني عليه انه سيكون محتملا أن تنشأ في قطاع ، "أمارة عربية متحدة جديدة" ، و لكن " متحدة " مع أية إمارة ؟
ـ هل يلغي هذا الرصيف الحاجة إلى المعابر بين القطاع و مصر من جهة و بين القطاع و فلسطين المحتلة من جهة ثانية أم لا ؟ فلا يعقل منطقيا ، أن تغلق هذه المعابر أمام المركبات و الشاحنات الأميركية .
ـ هل سيسمح لأهل القطاع بالبقاء فيه أم سيتم بطريقة من الطرق " تشحيل" فروع منهم ؟
ـ و لكن لا بد من السؤال أيضا عما إذا كانت الغاية من إقامة هذه القاعدة البحرية ، هي إحكام الحصار على قطاع غزة ، بحرا و برا ، كما فعلت السلطات الألمانية في سنة 1904 من أجل التخلص من شعب الهيريرو؟ و استطرادا هل يمكن ضرب حصار مماثل في لبنان و اليمن ؟
ـ و أخيرا ، يخطر بالبال في سياق مداورة هذه المسألة في الذهن ، بحر ، المنفى ، في لبنان أثناء الغزو الإسرائيلي وقبل و قوع مجزرة صبرا و شاتيلا . يتذكر المرء أيضا الإنزال البحري الأميركي في الصومال و توزيع الرز على المجوعين و سجن عوانتنامو الأميركي على الجزيرة الكوبية .
مجمل القول و قصاراه ، ان الانتفاضة الفلسطينية المسلحة في أكتوبر 2023 ، أفرغت الدمل ،ففي أغلب الطن أن الأوضاع لن تعود كما كانت ، و أن الهدنة المستمرة منذ سنة 1948 ، انتهت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ


.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات




.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟


.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة




.. شرطة الاحتلال تعتدي على فلسطينيين في محيط باب الساهرة بالقدس