الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية مقتطفات. 89

آرام كربيت

2024 / 3 / 10
الادب والفن


المرأة
شم رائحة لذيذة ينبعث منها، رائحة عطر غريب، يشبه رائحة أشجار البرتقال الممزوج بروح الشفق والضوء.
تاه في الانتقالات البعيدة قبل أن يستيقظ على صوت منغمس في ذاته:
كان صوت امرأة من زهر.

الإرادة
هل الإرادة حرة في داخل الإنسان؟ من أين تأتي، ما هي دوافع الإرادة؟ هل تبلغ غاياتها عندما تبلغها؟ ولماذا تتجدد دائمًا بأشكال وألوان أخرى؟ وما العلاقة بين الإرادة والثقل الذي يحمله سيزيف في أعماقه ليكرر ذاته.
هل هو صدام بين الأنا وذاتها، كأنها تقول لذاته، أن الصعود هو أقصى ما نصل إليه، ولا يوجد بعده شيء أخر؟

التاريخ أمامك لا تعود إلى الخلف
سنقول لأولئك الذين ينبشون التاريخ، توقفوا، لأنكم لن تصلوا إلا إلى العفن ورائحته.
الحاضر أمامكم يفقأ أعينكم، اشتغلوا عليه، ناضلوا من أجل بناء منظومة فكرية تحقق الحد الأدنى من العدالة لكم ولأولادكم.
مات التاريخ مع انتصار الرأسمالية على كل الأنماط الإنتاجية والتاريخية السابقة عليها، وخاصة بعد إنشاء أو تشكيل المنظومة الدولية الحالية بدولها وحدودها الجغرافية والسياسية.
في جغرافية كل دولة، هناك نزوع ورغبة في الوصول إلى بناء مكان لها في ظل هذه الرأسمالية التي لا تبقي على الماضي ولا الحاضر، وتحسين شروطها في ظل هذا النظام.
هذا العالم المنظم تنظيمًا قانونيًا وسياسيًا بدقة شديدة، يحتاج إلى الفكر والمعرفة لتفكيكه، وإعادة إنتاج واقع اجتماعي اقتصادي مغاير، يساويه بالقوة ويناقضه بالقيم، قبل أن تأكل هذه الرأسمالية الطبيعة والإنسان وبقية الكائنات.
لا تلتفتوا إلى الماضي لتستخرجوا منه نتناتكم. هذا لن ينفعكم، دوروا أو أبحثوا في جنبات الواقع عن ما يحسن شروط وجودكم، لعل المستقبل يكون أقل سوء أو قسوة عليكم من أنفسكم.
أنظروا كيف تلعب المنظمة الدولية، المسماة منظمة الصحة العالمية، في عقولكم ونفوسكم، وكيف تبث الخوف والرعب في دواخلكم، لتسيطر على عقولكم وتترككم مجرد أشباح تدورون حول أنفسكم لتنقذوها من نفسها.
هذه المنظمة الصحة الدولية، سياسية في الدرجة الأولى، يعمل فيها، في الخفاء سياسيون محترفون وفق غايات وأهداف سياسية واقتصادية بعيدة النظر، ومُجبرة جميع الدول أن تقدم بياناتها ونشاطاتها لهم.
أنظروا إلى الأمراض النفسية التي تخلفها في أطفالهم، الخوف والقلق والاضطراب وإنعدام الأمان، لخلق أجيال مريضة قادمة.
اشتغلوا على الفكر من أجل عالم أفضل، عالم خال من الزيف والنصب والاحتيال.

الرأسمالية كبت على كل المستويات
الرأسمالية نظام كبت، خداع الذات وتغييب الوعي.
إنها تضرب مناطق اللاوعي البدائي الطبيعي في الإنسان، تقمع الحقائق، تمنع ظهورها على مسرح الحياة، ولا تسمح بتحرره من حمولاته.
في ظل عجز الإنسان عن ممارسة الحرية، في ظل استلابه وهزيمته، يلجأ إلى الفن والأدب في محاولة الدخول إلى منطقة اللاوعي، المناطق الوعرة، لنبشها، لإعادتها إلى الحياة، لتعويمها، وديمومتها.
كلاهما الفن والأدب يحاولان جادين أن يمسحا عرق القهر من على جبين اللاوعي في محاولة تحريره، أن يدخلا منطقة العقل البدائي، المنطقة الطبيعية وإعادته إلى الحياة.
أما الطب النفسي، فإنه يجرد الإنسان من طبيعته، ويتعامل معه بتجرد كامل، عبر تجريده من مناطق اللاوعي، ولا يهتم بسبب خراب هذا المناطق أو سبب دماره أو تدميره.
كما لا تهتم بالمسبب الحقيقي، أي أنه يتناغم مع الرأسمالية، يلطف ظواهرها، ظواهر الأمراض. لهذا فإنه يجرد الكائن من دفاعاته.
إنه مبخر، في يده المباخر، ويلوح بها في الهواء لينثر فوق جبين البشرية الروائح، ليبقيه في الخدر.
الرأسمالية لا تقبل نظامًا أخر يساويها في الموقع أو المكانة، لا تقبل إلا ذاتها أو ما يماثلها في الموقع والممارسة
إنها تقبل الدين أو القومية من موقع التابع الذليل، المسخ، الخادم الذي يحمل الشراشف أثناء خروجها من بيت الدعارة، وعلى مقدمتها بقايا البقع القذرة الموجودة على ثيابها وجسمها بعد الانتهاء من الاستمناء.
صحيح أن الدين أو القومية ليسا نظامًا قائمًا بذاته، بيد أنهما منظومة أفكار او قيم خلفية، فقدا حظوتهما ومكانتهما وخدماتهما في ظل الحداثة الرأسمالية، لهذا فأنهما يقدمان مؤخرتهما لمن يريد.
الرأسمالية كيان قائم بذاته ولذاته، يمكنها التحول تحولات نوعية، لكنها لا تعود إلى الوراء، ولا تقبل الماضي وخدماته على الإطلاق.
أنها كالجرافة التي تقشط الثلوج
كسحت كل الأناط الإنتاجية السابقة عليها. واعتقد كما ذكرت سابقا لا بدائل عنها، ولا يمكن الخروج عنها ولا قلبها رأسًا على عقب، ولا تدميرها، ولا يمكن تغييرها من خارجها، وكلما قاومتها كلما رسختها أكثر. بل أنها تريد منك أن تقاومها.
الحل أن تعمل من داخلها، إن تغيرها من داخلها عبر العمل فيها، نعمل من داخلها من أجل أن تتحول تحولات نوعية من ذاتها وفي ذاتها. وتنتقل نقلات نوعية من ذاتها، وليس من خارجها.
الطب النفسي مرة ثانية
بدأ الطب النفسي والتحليل النفسي مع غزو النظام الرأسمالي الكيان الإنساني، هذا النظام مستقل عن الإنسان وفاعل فيه ومنفصل عنه، كيان مدمر لطبيعته وتكوينه، جاء التحليل لإعادة المريض بعد إدخال التحسينات عليه من خارجه، ليعود إلى الحضيرة الرأسمالية.
أضحى الكائن نسخة مصنعة على مقاس منه، ليس شيئًا في حد ذاته، نظام كبت وأنغلاق، الذي لا يسمح باقتحام الوعي، يملأ الإنسان بالاضطرابات الذي لا يمكن تحمله، يجعل النفوس مملوءة بالعدوانية والقهر، والعجز.
اعتقد أن الاستغلال وتشيؤ الإنسان هما السبب في فقدان الإحساس بالقيمة الإنسانية.
أما الدول الفقيرة، الرأسمالية الطرفية، أغلبها يعاني من الأمراض النفسية والعقلية بسبب شح الموارد والفقر والحرمان، وضغط العادات والتقاليد البالية والدين.
هذا رأي، لأن هناك، في تلك البلدان لا المرء إلى العلاج من مشاكلهم العقلية والنفسية، لأن هذا يقع في خانة العيب والحلل والحرام

المجنون هو السوي
المجانين لا يكذبون، لأنهم أسوياء
يقولون أن الإنسان العاقل هو السوي، المستقيم الذي يقدم نفسه بشكل متوازن.
بيد أن الكائن الوحيد الذي يكذب سواء على نفسه أو على الأخر هو الإنسان لأنه يملك العقل، والخوف والمصلحة.
كيف يمكن التوفيق بينهما؟

الصداقة ثروة طبيعية لا تنضب
الصداقة مفهوم عميق، نعيشه ونمارسه بشكل عفوي دون قراءته أو محاولة معرفته. وليس لدينا القدرة على تفسيره أو تفكيكه فلسفيا وثقافيًا، أو إعادته إلى مربعه الطبيعي.
إنه مفهوم بحاجة إلى إغناء.
العلاقات الاجتماعية معطى من الطبيعة، وضرورة لنا. لهذا نحن بحاجة لها.
وعندما نربطه بالمدنية والحرية والثقافة، نخرجه من سياقه الطبيعي، ونربطه بالسياق الحضاري أو العصر.

الطبيعة ولدت سليمة وستبقى
الطبيعة لا تخاف، لا تمرض، لا تشيخ، ولا تموت. إنها أصيلة. والأصيل لا يموت. يراكم الخبرة من ذاته لذاته.
وجميع كائناتها لا يخافون.
الاستثناء الوحيد هو الإنسان، ولد من خوف وقلق على وجوده ومصيره، لهذا أزداد عزلة عن الطبيعة ومحيطه ووجوده وعالمه.
إن الخوف خلق منه كائن مريض وضعيف.

النص التاريخي هو ابن الواقع
أي نص مقدس لا يفكك تاريخيًا سيبقى منتجًا للأصنام. ومفرخة للمهووسين والمجانين.
المقصود بالتاريخي هو إعادة النص إلى منتجه البشري دون حمولات فارغة، قادمة من عند الله.
إذا كان الله موجودًا، فأنه ليس محتاجًا للمجانين والأصنام الفكرية يدافعون عنه.
إن الله السياسي أشد خطرًا على الحضارة والمستقبل والحياة البشرية من أي سلاح فتاك.
إنه، أي هذا الله الموظف لأغراض دنيوية يحول البشر إلى مجرد أدوات مريضة تبطش في بعضها.
السلطة وهدهدها، السياسة، لا يستطيعان العيش دون أصنام وحمولات ثقافية تأتيهما من خارجهما.
وأفضل توظيف لهما في البلدان الهشة هو الله وأنبياءه ورسله.
كل شيء يعبد هو صنم.
ويجب تكسير هذه المفاهيم الصنمية، والعودة إلى الفلسفة التي تعلو من شأن الفكر ومنتجاته، الذي يعيد للإنسان قيمته وتاريخية وجوده وكرامته واحترامه لذاته ومكانه الطبيعي
السؤال:
ـ لماذا لا تكون علاقتنا بالله قائم على الحب المتبادل بدلا من العبودية له؟ من الذي كرس هذه العبودية؟ وكما هو معروف أن الحب والعبودية متناقضان. العبودية هو خضوع بالإكراه. إنها إرادة القوي وسطتوه على الكائن الضعيف. أي علاقة بالإكراه هي علاقة مشوهة. الصنم هو كائن جامد نمنحه، نضخ فيه الحياة من خارجه.

مكة والمدينة
اتساءل مرات كثيرة كيف اجتمع في زمن محدد في مدينة مكة والمدينة المنورة، شخصيات تاريخية فاعلة لها ثقل ثقافي وفكري وسياسي وحضاري، كمحمد وخديجة وعائشة وعمر وابو بكر والمغيرة بن شعبة ومعاوية بن ابي سفيان ومروان بن الحكم وسعد بن ابي الوقاص وطلحة والزبير وعائشة وخديجة وعشرات الشخصيات المهمة جدًا، جاؤوا معا تقريبا واختفوا معًا.
السؤال:
لو أن مكة أو المدينة المنورة، كانتا حاضنة حضارية أو وعاءًا تاريخيًا أو ثقافيًا، كان من المفترض أن تنتج المزيد من الشخصيات القريبة الشبه من المذكورين.
الشخصيات المذكورة لديها قدرة على فهم المعادلات السياسية والاستراتيجية لزمانها، ولديها قدرة على نقل الصراع من الجزيرة العربية إلى خارجه، وفهم تناقضات المجتمع ونقله.
وكان لديهم فهم سياسي، وبعد نظر استراتيجي يساوي أحدث الاستراتيجيات المعاصرة.
أليس هذا الميراث فيما إذا كان موجودًا كان من الطبيعي أن يستمر؟
من أين جاء هذا العمق الثقافي والفكري لهؤلاء الشخصيات؟
ثم لماذا تم طمس وإلغاء تاريخية مكة والمدينة، وكأنهما لم تكونا موجودتين قبل مجيء الإسلام؟
وأغلب معلوماتنا التاريخية عن الجزيرة العربية ومدنها شحيحة جدًا، بل نادرة.
ونقول أيضًا ماذا لو انتصر التحكيم في سقيفة بني ساعدة وتم تقاسم السلطة بين الانصار والمهاجرين، المدينة ومكة؟ هل كان سيكون التاريخ احاديًا، خيطيًا مستمرا على منوال واحد إلى أن تفسخت الدولة والمجتمع على كل الصعد إلى حين سقوطهما؟
واحيانا كثيرة اتساءل كيف استطاعت أوروبا أن تبني سلطة أفقية بعد الخروج من أحادية الدين؟
وكيف اهتدى العقل لبناء الدولة المعاصرة على الشاكلة التي نراها؟
كانت الدولة الأموية والعباسية لديهما ثروات لا تأكلها النيران مع هذا لم تحقق اختراقا في تغيير شكل الدولة العمودي الذي استمر كما هو مستمرا آلاف السنين.
لماذا استطاعت اوروبا ان تنتقل الى النظام الراسمالي ولم يحدث هذا في بلداننا؟
يبدو أنه تم طمس أسماء معتبرة في هذا التاريخ لصالح ترويج شخصيات اخرى، بل أصبحت هذه الشخصيات ايقونات لا يمكن المساس بها كعمر بن الخطاب وابو بكر وعثمان وعلي، وكأنهم شخصيات خارقة غريبة عنا لا يمكن نقدهم أو وضعهم على منصة التاريخ.
التاريخ العربي الإسلامي مزور لمصلحة تيار سياسي اجتماعي كبير، وعلى مقاسه

القانون حمال أوجه
أرى القانون قيد، والقانون حمولة ثقافية استبدادية، فيه كم هائل من النخبوية، خادم أمين لخدمة مصالح القائمين على أصحاب رؤوس الأموال، كالبنوك والشركات والدول. القانون نخبوي، دقيق في توجهه، مدروس بدقة، فيها تراتبية اجتماعية الأولوية فيه للأقوياء ماليا ومكانة

العري واجب وضرورة
العري ضرورة. فهو عودة إلى الذات, إلى الولادة, إلى الطبيعة.
أنا مع العري على كل المستويات, حتى يتسنى لنا دخول مملكة الحرية
العري هو مدخل لفك رموز الحياة وكشف المستور سواء على مستوى الجسد أو السلطة أو التاريخ أو الحياة. وكمان لكشف النفاق والانغلاق والدجل.
ويقصد بذلك, علاقة السلطة بالجسد, مدخل لسحقه وإعادة إنتاجه وفق مقاسها.
هناك فرق كبير بين الضرورة والضروري، فالكلمة الأولى هي مقولة لمعرفة الشيء بالوعي، لنعرف ماذا نريد، للدخول في موضوع الرموز، وتفكيكه محاولة الوصل الى مملكة الحرية.
إن التعري عن الثياب هي أقل بكثير مما يراد منه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8


.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و




.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح


.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة




.. هشام حداد يستفز وسام صباغ.. وهل يسبق السوري اللبناني في التم