الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تباين مواقف القوى السياسية و الأيديولوجية حول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

عبير سويكت

2024 / 3 / 10
القضية الفلسطينية


عبير المجمر (سويكت)


الصراع الاسرائيلي الفلسطيني كان و مازال يثير الخلافات و الانشقاقات في الأوساط السياسية و الأيديولوجية في آن واحد، فهناك "بعض القوى السياسية" التي تارةً ما تطالب بإبعاد الحجه الدينية و الحد من اتخاذها كذريعة على حد قولهم، هذه القوى السياسية تتهم اسرائيل بانها في المحافل الدولية كالأمم المتحدة تحاول إثبات ملكيتها للأرض عبر " حجج دينية " على حد قولهم، و ان ليس لديها حجج قانونية تستند عليها.
و هى في ذات الوقت نفس القوى السياسية عبر مدارسها و مفكريها و فلاسفتها التى تاتي تارةً آخرى لتقول ان طبيعة الخلاف بين إسرائيل و فلسطين هو "صراع دينى" و تدلل على ذلك بحديثها عن علاقة الصهيونية بالمسيحية، و اتهام "التيارات اليمينية الاسرائيلية" بأنها نجحت في ان تفرغ المشروع الصهيونى من مضمونه "العلماني اليساري"، و تحويله لحركة دينية يمينية، لتسخيره لتنفيذ "مشروع الخلاص"، حيث العامل المشترك بين الصهيو مسيحية على حد وصفهم متمثلًا في عودة المسيح فى أخر الزمان للخلاص و تهيأت المناخ لعودته، و للتأكيد على الطابع الديني في الصراع نسمع و نقرأ فى ذات الوقت حديثهم بأن الصراع بين اسرائيل و فلسطين هو ذو بعد دينى تاريخيًا بين ابناء إبراهيم ( إسحاق و إسماعيل )، و انه ينص على إبعاد أبناء إسماعيل من اى حضور فى ما يسمى ببلاد كنعان او فلسطين على حسب ما يقولون، و للتأكيد على ان عنصر الأرض يلعب دورا كبيرا فى الصراع يشيرون الى ان موضوع "الثلاثية" المتمثلة في (الأرض و الشعب و الكتاب(التوارة))، بينما يركزون في نفس الوقت على مصطلح "التوبة العامة" و ليس التوبة الفردية المتعلقة بالتحول و الإنتقال للسكن فى (إسرائيل/فلسطين)،و للتدليل على أدق التفاصيل الدينيه لموضوع (العودة لاسرائيل/ فلسطين) حسب نص المواثيق الثلاث في التلمود فقهيًا الجدل حول موضوع وجوب أجبار الزوج لزوجته للعودة (لاسرائيل/ فلسطين) من عدمه.

في ذات الصدد نفس القوى السياسية تواصل فى الحديث عن مشروع اسرائيل "الصهيو مسيحى" على حد تعبيرهم، و تصفه بأنه بدوافع دينية تخطط لهدم ما يسمى "بالمسجد الأقصى" لبناء ما يسمى "بالهيكل الثالث" بأعتباره "ضرورة دينية توراتية" لآبد من تنفيذها عاجلًا أو آجلا، فى إشارة الى ان بناء الهيكل الثالث متوقف على " ظهور بقرة حمراء"، وفقًا لمعايير شرعية فقهية دينية، علاوةً على ان الصلاة مستقبلًا من ناحية فقهية مرتبطة كذلك بتحديد مكان الهيكل بالظبط، و لطالما كثر الحديث عن ان هناك نشاط فعال بدوافع دينية فى إسرائيل لانشاء و تحضير متاحف لبناء ما يسمى بالهيكل الثالث و هدم ما يسمى بالمسجد الأقصى، و أنها مسألة زمن، و في ذات الوقت هي ضرورة توراتية لآبد من تنفيذها.

من جانب اخر نجد من يتحدثون عن ان إنهيار اليسار الاسرائيلى سياسيًا ترك المجال واسعا لتمدد ما وصفوها بالتركيبة اليمينية الثنائية(اليمين القومى+اليمين الديني المتطرف) على حد تعبيرهم، معتمدين على التفسير في التسلسل التاريخي بتوجه إسرائيل نحو التدين "بوتيرة جنونية" كما يصفه البعض بعد الفوز فى 1967 و أعتبار ان ما حدث "معجزة إلهية" و بدأ مرحلة ما يسمى"بالصحوة الدينية العارمة" و العودة للتوبة و لأحضان اليهودية، و عليه يعتبر البعض ان اشتداد حالة التدين في اسرائيل و تأهب البعض لقيام المسيح و الخلاص ، توجه إسرائيل نحو "التدين بوتيرة جنونية" من العوامل التي دعمت تمدد الثنائية اليمينية (اليمين القومي، و اليمين الديني المتطرف).

في الوقت الذي ترى فيه بعض القوى السياسية انه لا يمكن النظر لتمدد الثنائية اليمينية في اسرائيل على انه شأن داخلي، مبررين توجسهم بان البعد الداخلي لتمدد الثنائية اليمينية المتمثلة في التقاء اليمين القومى مع اليمين الديني المتطرف بأنها عبارة عن "خلطة مولوتوف" تعمل على تأجيج الصراع و اشتعاله بما لها من تأثيرات خارجية تنعكس سلبيًا فى تفاقم الصراع بين اسرائيل و فلسطين و الصراع العربي الاسرائيلي بصورة عامة، كما و تؤثر بشكل خاص في طريقة إدارة الصراع حسب شرحهم، مع التأكيد في ذات الوقت على ان من يغذي الصراع من الجانب الاسرائيلى هو اليمين القومى و الصهيونية الدينية على حد وصفهم.

و الجدير بالذكر، انه في ظل تفاقم الازمة بين الجانبين منذ أحداث السابع من أكتوبر كان واضحًا ان بعض القوى السياسية الاسرائيلية المعارضة حاولت تصعيد الضغوطات على حكومة نتانياهو تارةً عبر التظاهرات و مطالبته بالتنحي، و تارةً اخرى عبر أستخدام موضوع الاسرى الاسرائيليين كأداة ضغط على الحكومة اليمينية.

نتابع للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة