الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميناء بايدن العائم وإنزال المساعدات الجوية لغزة

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2024 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


شاركت مصر، ألأردن، الإمارات، قطر، الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا بإنزال مواد غذائية وطبية بالطائرات لغزة، وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس 7/ 3/ 2024 عن خطة أمريكية لإنشاء ميناء عائم مؤقت على ساحل غزة لاستقبال سفن المساعدات الإنسانية. وقال إن الميناء سيتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات في محاولة لتخفيف معاناة الغزيين. وعلى الرغم من قول بايدن أنه قرر إنشاء الميناء لمساعدة الفلسطينيين، إلا ان إدارته ما زالت متورطة بالمشاركة في هذا العدوان البربري من خلال تقديمها مساعدات عسكرية ومالية ضخمة لدولة الاحتلال، ومن خلال رفضها لوقف دائم للحرب بعد مرور خمسة أشهر على اندلاعها.

فكرة انشاء الميناء جاءت بإخراج صهيوني أمريكي مشترك؛ فإسرائيل التي ترفض فتح المعابر ودخول آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات التي تنتظر على الحدود المصرية، هي من اقترحت خطة إنشائه قبل شهرين بإعلانها أن الحل لإيصال المساعدات لغزة يتمثل في إيجاد ممر بحري، وتبلورت تلك الفكرة بعد مباحثات أمريكية إسرائيلية وبدون تنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس. ولهذا رحبت إسرائيل بالفكرة، وقالت إنها تدعمها بلا تحفظ لأن إنشاء هذا الميناء يتماشى مع الأهداف التي تحاول تحقيقها من حرب الإبادة الجماعية البربرية التي تشنها على غزة. فما هي تلك الأهداف؟ ولماذا تقدم بايدن بفكرة بناء هذا الميناء بعد خمسة أشهر من الحرب وقبل حلول شهر رمضان المبارك بأيام؟

هذا الميناء هو جزء من احتيال وخداع إدارة بايدن التي تشارك في العدوان على غزة، وترفض وقف الحرب، وتدير عملية دبلوماسية لحماية إسرائيل؛ والأهداف الحقيقية لإنشائه هي الاستمرار في محاصرة وتطويق غزة بإبقاء المعابر مغلقة، تمكين إسرائيل من الاستمرار في الحرب، إفشال التوصل إلى هدنة قد تؤدي لوقف دائم لإطلاق النار، محاصرة وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " ومحاولة إلغائها، تلميع صورة إسرائيل المنهارة عالميا وتخفيف الضغط الدولي عنها لوقف الحرب وفتح العابر، تسهيل هجرة فلسطينيي غزة إلى أوروبا وأمريكا ودول أخرى، إيجاد سلطة بديلة لحماس مقبولة إسرائيليا لحكم القطاع، تخفيف الضغط عن الأنظمة العربية المحرجة أمام الشعوب العربية لتخاذلها وعجزها عن نصرة الفلسطينيين وتقديم الغذاء والدواء لهم وانصياعها للإملاءات الأمريكية والصهيونية، وفي النهاية إرغام الأنظمة العربية على التطبيع والقبول بتصفية القضية الفلسطينية!

أما الانزالات الجوية المسرحية التي تشارك فيها بعض الدول العربية، خاصة دول التطبيع التي ما زالت تحافظ على علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع دولة الاحتلال فهي للاستعراض وإسكات الشعوب العربية، وليست لحل المشكلة من جذورها أو حتى تخفيفها، لأن مجموع ما أنزلته الطائرات لا يتجاوز حمولة بضع شاحنات، وأن دولة الاحتلال سمحت لقادة تلك الدول بالقيام بهذه المسرحية لتخفيف الضغوط الشعبية عليهم بمساعدتهم على الاستمرار بخداع وتضليل شعوبهم، وتمكينهم من الادعاء والتظاهر بأنهم يساهمون في إغاثة فلسطينيي غزة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع