الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة غريبة : الأردن وحارث الضاري

طارق الحارس

2006 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


اعترف ارهابي عراقي بجريمة قتل اقترفها ضد مواطن أردني في مدينة من مدن محافطة الأنبار . هذا الارهابي اعترف أيضا أنه ينتمي الى تنظيم القاعدة بالعراق . قبل ذلك حاولت مجموعة من تنظيم القاعدة تفجير دائرة المخابرات العامة ودوائر أردنية مهمة أخرى . المخابرات الأردنية تمكنت من افشال المخطط الاجرامي قبل وقوعه ، لكن مجموعة أخرى من تنظيم القاعدة تمكنت من تفجيرعدد من الفنادق في العاصمة الأردنية . راح ضحية هذه الجريمة العشرات من المواطنين الأبرياء .
تعد المملكة الأردنية من أوائل الدول العربية التي تضررت من الارهاب المتمثل بتنظيم القاعدة وتعد من أوائل الدول العربية التي حاربت وما زالت تحارب هذا التنظيم ، ليس في داخل المملكة فحسب ، بل أنها تتعاون مع جميع بلدان العالم للقضاء على هذا التنظيم الارهابي وقد أشارت الأخبار الى أن المخابرات الأردنية كان لها اليد الطولى في العملية التي تمكنت فيها القوات الأمريكية والعراقية من قتل الارهابي ( أبو مصعب الزرقاوي ) .
لهذا كله نقول : أن يلتقي الملك عبد الله ملك الأردن بمختلف الأطراف العراقية كرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أو طارق الهاشمي أوعدنان الدليمي أو أياد علاوي أو عبد العزيز الحكيم ، أو حتى مع أطراف غير حكومية فذلك من الأمور الطبيعية ، لكن أن يلتقي بحارث الضاري فهذا هو الأمر الذي يعد غريبا ؟
تكمن الغرابة في أن حارث الضاري يعد من الداعمين لتنظيم القاعدة ، إذ أنه صرح ، علنا ، بأنه يعد هذا التنظيم تنظيما جهاديا ، وكثيرا ما مجد بجرائمه سواء ضد القوات العراقية أو القوات متعددة الجنسيات ، فضلا عن دعمه المادي السري والعلني أيضا . تكمن الغرابة أيضا في أن بعض تصريحات الضاري حول تنظيم القاعدة قد حصلت في الأردن .
من المؤكد أن الحكومة الأردنية تقف ضد الارهاب الذي يتعرض له العراق ، ومن المؤكد أنها حاولت وتحاول وقف نزيف الدم الذي يتعرض له الأبرياء في العراق وسبق لها أن أدانت التفجير الارهابي الذي اقترفه مجرم أردني من أهالي السلط في مدينة الحلة وراح ضحيته المئات من العراقيين ، وكذلك قامت بحبس أعضاء من البرلمان الأردني الذين عدوا الزرقاوي ( شهيدا ) ، لكننا نستغرب أن تقوم هذه الحكومة باستقبال من يدعم تنظيم القاعدة ويمجد عملياته الاجرامية ، بل ويسميها عمليات ( جهادية ) .
من المؤكد أن الورقة التي لعبها الضاري خلال زيارته للأردن والسعودية ومصر هي الورقة التي يتحدث فيها عن الجرائم التي يرتكبها ( الصفويون ) ضد أهل السنة بالعراق ، مع أن واقع الأمر يشير الى أن الشيعة هم الذين يتعرضون الى جرائم بشعة ليس آخرها الجريمة التي حصلت في مدينة الثورة وراح ضحيتها المئات من الأبرياء .
نحن هنا لا ننكر أن جرائم حصلت ضد أبرياء من أبناء المذهب السني ، بل أننا نستكرها بشدة ونعد من يقترفها حاله كحال أي مجرم من تنظيم القاعدة ، لكن في الأحوال كلها لا يمكن مقارنة هذه الجرائم بالفواجع التي تحصل يوميا للشيعة ، إذ لم تحصل جريمة لأبناء السنة مثل جريمة جسر الكاظمية ، ولا مثل جريمة الحلة ، ولا مثل جريمة مدينة الثورة ، ولا يمكن لأي سياسي أردني أو مصري أو سعودي أن يقفز على هذه الحقيقة الا إذا أراد أن يتحرك بطائفية مفضوحة .
الغرابة أن الضاري وبوقاحته المعهودة يشتم الأردن وملكها مع أن الحكومة الأردنية تستضيفه على أرضها ، إذ أنه صرح بعد وصول الرئيس الأمريكي الى عمان قائلا : " لن أتشرف بمصافحة بوش الذي تلطخت يداه بدماء العراقيين وانتهاك حرماتهم " وهو يعني أن مَن يصافح بوش فانه يصافح المجرم الذي تلطخت يداه بدماء العراقيين وهو يقصد بذلك الملك عبد الله الذي صافح بوش خلال زيارته عمان .
أليست غريبة تلك العلاقة التي تربط الضاري بالحكومة الأردنية .. نحن نتساءل فقط ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات