الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب اكتوبر ملف متجددة: قراءة كتاب العرب وحرب اكتوبر (١٩٧٣١٩٧٩)

بهاء الدين الصالحي

2024 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


قراءه في كتاب العرب وحرب اكتوبر( ١٩٧٣١٩٧٩) والكتاب للدكتور احمد المتولي محمد وهو صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2023 في سلسله تاريخ مصر برقم 391 وتأتي اهميه الفترة الزمنية من بدء نشوب الحرب حتى انتهاء الحرب فعليا مع توقيع اتفاقيه الهدنه 1979 المسماة باتفاقيه السلام ، لقد جاء التعامل مع حرب اكتوبر 1973 على ثلاث مستويات: الاول العسكري هو امر متروك للعسكريين يناقشونه وفق اليات الحروب الحديثة.
الثاني تقني حيث التحدي العقلي الذي مارسه الجنود المصريون في التعامل مع ادوات الحرب من 67 حتى 73 وهو ما يمثل قاعده تقنيه كانت جديرة بإدخال مصر لأرقى امكانيات العصر الحديث ولكن تم التعامل مع المهارات العقلية لسبع دفعات من خارج الجامعات على انهم عبء اقتصادي فقرر السادات تعديل الدستور والسماح لهم بالهجرة مما أدي لهروب تلك الفرصة التقنية لبناء دول الخليج العربي ولكن التاريخ كان اشد مكرا من انور السادات فجاءت تلك الطاقات المهاجرة ببني فكريه جديده قتلت السادات نفسه وخلقت التبعية المصرية للخليج العربي.
الثالث اداره ملف القيادة العربية الموحدة للصراع العربي الاسرائيلي وكذلك اداره الجبهة الشرقية وهو أمر مرتبط بالنظرة الاستراتيجية للحرب ما بين دول المواجهة ودول الدعم العربي وكذلك عدد مناقشه عدد من المقولات التأسيسية التي بنى عليها الساسة المصريين حكمهم في الفترة من 73 الى 81 ومن 81 حتى 2011 ، ومنها مقولات لن احارب امريكا وحدي بعد 22 يوم وتشويه الصورة الذهنية عن الاتحاد السوفيتي كقطر حاكم في المجتمع الدولي واطلاق مقوله التأسيسية ان 99% من اوراق اللعبة في يد امريكا وذلك للتسويق الاتفاقية الهدنه الموقعة 1979 تحت مسمى اتفاقيه كامب ديفيد وتعبير اتفاقيه الهدنه خاص بالمؤلف وهي مقوله يتأسس عليها بطلان البعد الاستراتيجي القائل حرب اكتوبر اخر الحروب.
والرائع في ذلك الكتاب طرح عده أسئلة كفيله بإعادة انتاج المقولات التأسيسية لخلق بناء بديل وسيناريو وكان جديرا بتغيير النتائج التي ترتبت على الحرب وطرح المصداقية عن المتراتب اجتماعيا وسياسيا تأسيسا على المقولات الحاكمة لفكر الرئيس السادات وحسن مبارك والتي لا زالت تحدد البعد الاستراتيجي في اداره الصراع العربي الاسرائيلي وترتيب الاولويات والاجراءات المترتبة على ذلك التحديد الاستراتيجي.
يورد الكاتب في صفحه ٧٩ التأكيد على دعم الجانب الروسي للعرب من خلال الجسر الجوي بدءا من 9 اكتوبر بعدد 900 رحله جويه نقلت 15 الف طن من المعدات، بالإضافة الى 63 الف طن من المعدات والأسلحة عن طريق الجسر البحري علاوة على رفع درجه استعداد القوات الروسية في البحر المتوسط والانذار الروسي لإسرائيل عندما امتنعت عن وقف اطلاق النار يوم 22.
وهو امر جديد لنا كجيل عاصر حرب اكتوبر من خلال وسائل الاعلام المصرية حيث تم تشويه روسيا تماما وذلك من اجل اعطاء الشرعية او اعطاء المقدمة النفسية للإقناع بسيطرة امريكا على العالم وبالتالي كنوع من التأهيل لفكر اتفاقيه الهدنه الموقعة 1979.
ويعيد الكاتب اعاده النظر في المنظور الوطني وتفخيم دور دول الخليج من خلال استخدام النفط كسلاح استراتيجي وهنا يقرر عده اعتبارات موثقه ان اول دوله قررت استخدام الحرب النفطية هي سوريا 56 عندما دمر العمال خط النفط الذي يمر بها وتابع لشركه نفط العراق ويرصد الكاتب عده وقائع تؤيد رفض الدول النفطية لربط النفط بالسياسة والحرص على التفاوض السلمي لرفع سعر النفط مع الشركات المنتجة وبدا ذلك من خلال المقررات مؤتمر القمه العربي المنعقد بالخرطوم والذي قرار استئناف الضخ باعتبار البترول العربي طاقه ايجابيه يمكن تسخيرها في خدمه الاهداف القومية، وبالتالي تم التعامل مع الحرب كمقدمه ضرورية لخلق سعر جديد للنفط للارتقاء بميزانيات الدول العربية النفطية وبالتالي جاءت الدراسة لمناقشة فرضين رئيسيين: ١ هل تعاملت الدول العربية مع اسرائيل كقضيه حدودية ام كقضيه مصيريه متعلقة بفكره الصراع الحضاري وبالتالي التدرج للأسفل في اولويات الصراع العربي الاسرائيلي من قضيه حضريه دينيه الى قضيه حدودية تكرس الاعتراف بإسرائيل وبالتالي ازاله الاحتقان واعطاء الفرصة للمكون الاسرائيلي في اداره الحياه السياسية في العالم العربي طوال العقدين السادات وحسني مبارك ولعل حركه الوثائق في الخارج هي الضمان الوحيدة لتحريك تلال الثوابت الوهمية التي تم التكريس لها .
٢ الجبهة العربية الشرقية وفتح ملف القرار الضار بمسيره الحرب وهو قرار التحريك الاحتياطي المصري من غرب القناه الى شرقها بحجه تخفيف الضغط على سوريا علما بان الوثائق اثبتت ان القوات العراقية كانت جديرة بهذا خاصه مع استجابة العراق من اليوم التالي للحرب بتحريك قواتها لمواجهه الاسرائيل عبر سوريا وعلما بان الاردن قد رفضت دخول القوات العراقية الى الجبهة عن طريقها لان ذلك كان يوفر على القوات العراقية 1000 كيلو مسيرا للأدوات الحربية الخاصة بها الى الجبهة مما ادى الى ارهاق تلك القوات وحتى مع ارهاقها كان لها دورا رئيسيا في الحرب علاوة على ان سوء التخطيط وسوء التنسيق قد ادى لان تضرب القوات العراقية القوات الأردنية لتشابه المركبات الخاصة بها مع اسرائيل يبقى السؤال الرئيسي هل العروبة مجرد فرض نظري وان الدولة الوطنية لا زالت هي الاساس في اتخاذ القرارات القومية؟
وين كانت مصر تملك القدرة على اداره حرب استنزاف لتحسين ظروف المقاومة وفك اسر الجيش الثالث المصري وافراغ الثغرة من محتوياتها خاصه مع كم الدعم العربي الغير معلن عنه بسوريا التي استمرت تمارس حرب استنزاف حتى يناير 1974؟
كلها أسئلة تحركها حركه الافراج عن الوثائق المستمرة والتي تصدر من الغرب خاصه واننا لا نمارس اي درجه من درجات التوثيق بدواعي الامن القومي وذلك لان الحروب عندنا في عالمنا الثالث مصدر من مصادر الشرعية السياسية خاصه مع التركيبة البنيوية للطبقات الحاكمة عندنا في عالمنا العربي العزيز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء