الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الطاغية : قراءة في رواية علي فراش طاغية لهشام فياض

بهاء الدين الصالحي

2024 / 3 / 12
الادب والفن


المخادعة السردية في الرواية حيث نهايتها بدايتها فالرواية تنتهي بالعقدة الرئيسية وهي اكتشاف الخيانة الزوجية وقدره الزوجة على اداره الحياه الزوجية من خلال المسكوت عنه في علاقات الصفوة الإعلامية بالواقع الجديد المفروض بحكم العولمة، وهنا الربط ما بين العام والخاص وما بينهما الأسرة المصرية وكذلك قدره المراه على اداره الصراع هنا البعد المعرفي المختفي خلف الاحداث برونقها من باب العلاقات المتعددةّ للبطل عبر رومانيا ومصر واوروبا مما يوحي للقارئ بسطحيه تلك الحياه التي يمارسها البطل هنا المخادعة حيث التناوب ما بين البطل الوهمي وهو الصحفي المغامر والبطل الحقيقي وهي الزوجة التي تحاصره برسائل الكترونيه حول قصص الخيانة ولكن تقنيه اقفال الحساب كنوع من الامساك بخيوط اللعبة الدرامية للهروب من فكره الاملال والتكرار السردي ولعل ذلك التكنيك المتوافق مع طبيعة المتلقي حيث البعد عن العمق الفلسفي وسرعه التداول بفعل حضارة ( التيك- واي) والتي يتغذى البطل من معطياتها ولعل المهارة الهندسية التي صاغ من خلالها بناء الرواية حيث تداعيات المقال الذي نشره الصح في مستغلا اسم شاو سيسكو ليدخل بنا في منطقه شائكه حيث وهم البعد السياسي للرواية وهي منه براء ولكننا هنا بصدد مستويان لقراءة الرواية: اولهما الحدوته الخاصة بالمغامر حيث مفهوم الإثارة في العمل الصحفي ومقتضيات ذلك الفهم للعمل الصحفي كمهنه والادراك الثقافي للعالم من خلالها وبالتالي تصبح النتيجة الطبيعية لذلك الادراك للعالم فكره التشتت ما بين هويات متعددة بحيث يصبح الاولاد كمعادل موضوعي لهم حيث العلاقة مع اليهودية وبقاء ديفيد ابنها معها وهو مزدوج الجنسية مصري اسرائيلي هنا تطرح الرواية في بعدها الاخر وهو المستوى المعرفي الذي يتحرك كعالم موازي من خلال انماط العلاقة الخاصة بالبطل الذي لم ينتمي لحقيقه معينه الا ذاته فلم يسعى لإنهاء علاقته بالفتاة اليهودية وكانت سبب ثورته انها لم تخبره بحقيقه جنسيتها الإسرائيلية ولم يكن العيب هنا في يهوديتها هنا الفصل ما بين الذاتي والموضوع في علاقات المثقفين المصريين بالعالم الامور المعرفية التي تطرحها الرواية:
1 نمط الزوج العربي الذي يمارس نوعا من الازدواجيه المبررة لديه وهي نوعا من الشيزوفرينيا المرتبطة بتراجع نسبه الحرية في الواقع الثقافي حيث جاء حرصه على انهاء علاقته مع زوجته الإسرائيلية من باب الخوف على صورته الذهنية كرافض للتطبيع مع اسرائيل ورفضه لاتفاقيه السلام مع اسرائيل مما اكسبه هاله اعلاميه ، هنا الخوف ليس موضوعيا بل ذاتيا نابع من تركيبه المثقف المستهلك القائم على فكره التبرير والخداع ، ولكن الجانب الحكائي المقابل للجانب الموضوعي المسكوت عنه حيث نمط الطفل المشوه عن علاقه مشوهه وغير منطقيه كنوع من الإدانة للتطبيع الثقافي الذي يسري كدبيب النمل، هنا صرخة قابله للتأويل.
2 قدره المراه على اداره الصراع من خلال سد الذرائع من خلال طبيعة الرسائل ولعل البعد المعرفي المتعلق بفكره الأسرة تأتي في صفحه ٢٢٦ في المقطع الاخير: نعم وانت الطاغية يا وسام لقد ساعدتك في طغيانك لست وحدي من ساعدك في ذلك بل كل نساء اللائي عرفتهن....................) هناك اكثر من مفتاح في فهم العنوان كدالة رئيسية : الرمز شاو سيسكو كرمز ايهامي، الزوج/ الخائن كتيمة حكائية ، المثقف الخائن لمبادئه.
الرواية صرخة معرفيه تطرح كم التهرءات التي اصابت راس الأسرة المصرية من خلال شكل العلاقة المستقبلية بين افراد يهود ومسلمين كنواة لعلاقات مشوهه.
ويبقى سؤال من باب النافلة هل وصف العلاقات الخاصة داخل النص الروائي نوعا من الأثارة لجذب القارئ ام انه ضرورة فنيه تثري العمل نرى انها ضرورة نابعه من طبيعة الشخصية الروائية المتعالية على الواقع والتي حولها البعد الاستهلاكي الذي تأصل في الحياه المصرية، وبناء عليه كان لابد من ان يكون نمط حياتها هكذا شيئا مشوها.
قراءه الرواية معرفيا تثريها وتعيد للبعد الحكائي وجاهته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا