الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة شجرة الحياة

صباح حزمي الزهيري

2024 / 3 / 12
الادب والفن


مقامة شجرة الحياة :

يقول لينين : (( النظرية رمادية اللون , ولكن شجرة الحياة خضراء الى الأبد)), وقال البابا فرنسيس في خطبته بالبحرين : (( أشير إلى ما يسمى بـ (شجرة الحياة), التي استلهمها لأشارككم بعض الأفكار, إنها شجرة الأكاسيا الرائعة التي بقيت على قيد الحياة منذ قرون في منطقة صحراوية, حيث تندر الأمطار, وحيث يبدو أنه المستحيل أن تقاوم هذه الشجرة المعمرة وتزدهر في مثل هذه الظروف)) .
وشجرة الحياة حسب سفر التكوين في الكتاب المقدس هي شجرة غرسها الله في وسط جنة عدن يعطي ثمرها الحياة الأبدية والخلود, وغرس معها شجرة معرفة الخير والشر , بعد أكل آدم وحواء من شجرة معرفة الخير والشر طردهما الله من جنة عدن لمنعهما من الأكل من شجرة الحياة حسب سفر التكوين الذي يقول (و قال الرب الاله : هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر والآن لعله يمد يده وياخذ من شجرة الحياة أيضا وياكل ويحيا إلى الابد).
وهكذا فأن قيمة الشجرة في جودة ثمرها, الشجرة التي تشكل رئة المدينة, والتي لاتموت ألا واقفة , والتي تجعل العواصف جذورها تمتد أكثر في الأرض, والورقة التي لم تسقط في فصل الخريف خائنة في عيون أخواتها, وفِّية في عين الشجرة, ومتمردة في عيون الفصول, فالكل يرى الموقف من زاويته, وإن سقطت ورقة من الشجرة فإن مكانها يظهر برعم, ثم زهر, ثم ثمر.
عندما بنى هشام بن عبد الملك قصرا للاستجمام في فصل الشتاء , وضع فيه لوحة تقع في أرضية حمام القصر, وتعرف باسم (شجرة الحياة), وهي عبارة عن شجرة على يسارها غزال يفترسه أسد, وعلى يمينها غزالان يعيشان بسلام, وتلخص اللوحة الحياة في السلم والحرب.
لقد تم استخدام مفهوم شجرة الحياة كشجرة متعددة الفروع , توضح فكرة أن كل أشكال الحياة على الأرض مرتبطة بالعلوم والديانات والأساطير, وتسمى أيضًا بالشجرة الكونية أو شجرة العالم, أو مركز العالم, وهي منتشرة في العديد من الأساطير بين مختلف الشعوب السابقة, والتي من خلالها يفهمون حالة الإنسان وتعلقه بالإله والعالم المقدس, وكل هذا مجرد اعتقادات وتصورات تناقلتها الشعوب قديمًا.
لابد أن نذكر أنه هناك شجرة عناقيد الوهم التي تدلت أغصانها, على وديان التاريخ وأسقطت حباتها في رؤوس كثيرة مضت, ولكن تلك الشجرة العجيبة الرهيبة لا تغادر الحياة,فحبة الوهم حقلها اليأس والإحباط, هناك تورق وتترعرع, وما زالت العناقيد تتدلَّى في رحاب هذه الدنيا وتسقط حبات بذور وهمها في رؤوس المغامرين الواهمين, يشعلون الحروب, ويصنعون الدمار, اليوم نرى ونسمع ونقرأ أفعال تلك الشجرة التي تنبت في رؤوس المجانين فوق أرض هذه الدنيا الواسعة، وتملأها جثتاً ودماراً وخراباً.
لا توجد شجرة لم يهزها ريح, ولا يوجد إنسان لم يهزه فشل, لكن توجد اشجار صلبة, ويوجد أشخاص اقوياء, ليتنا نكون منهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور