الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يوجد حكومة وحدة وطنية

سامي الاخرس

2006 / 12 / 2
القضية الفلسطينية


منذ تشكيل حكومة حماس ونحن إنقسمنا لتيارين ، تيار يتكلم ويكتب بواقعية سياسية وصراحة ، وآخر يدعي أن هناك مؤامرة أطرافها متعددة داخليا وخارجيا وتثبت بهذه الفكرة ، وأرجع كل شيء لهذه المؤامرة ، ووصل أمرة لإصدار آلاف التصريحات والفتاوي ، وسالت الدماء وكادت أن تعصف بفلسطين موجة الفتنة وكسر قاعدة التماسك والوحدة التي تميزت بها القضية الفلسطينية وثورتها باختلاف فصائلها وألوانها ، ولن نخوض كثيرا في هذا الجانب لأنه يتباين حسب معتقدات ورؤية كلا منا ،وحسب درجة الفهم والوعي السياسي والقناعات الوطنية .
تناقشت وتحاورت مع العديد من الأخوة والزملاء الذين اختلفت معهم ، وفي إجابة علي أحد الأسئلة لأخ اختلفت معه في الطرح السياسي بموضوع حكومة الوحدة الوطنية ، فكان ردي عليه بأنه لن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ولن يكتب لها النجاح ورؤية النور للعديد من الأسباب منها التاريخي ،ومنها يعود للظرف السياسي الحالي ، ومنها قناعات بعض القوي بمبدأ الشراكة الوطنية ، ولنعود ونفكر معا فهل يمكن لبعض القوي التي رفضت هذا المبدأ بكل صوره وتجلياته وأشكاله أن تقتنع فجأة بهذا المبدأ ، فمن رفضه وهو ضعيف لا يقبله وهو قوي ، فمن رفض مبدأ الشراكة في القيادة الوطنية الموحدة التي قادت انتفاضة 1987 ، ومن رفض منظمة التحرير ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني سابقا وحاليا ، ومن رفض كل أشكال الشراكة حتي في تجمع القوي العشرة التي شكلت بدمشق لمواجهة أوسلو ولم تخرج عن الإطار الخطابي البرامجي ، لن ينزل السماء عليه فجأة ويوافق بمبدأ الشراكة الوطني . لأنه في الأساس ليس مقتنعا بها وفق أجندته السياسية .
وعلي الطرف الأخر هناك بعض العناصر التي لا تريد النجاح لتشكيل حكومة وحدة وطنية لأنها تتعارض مع مصالحها وأجندتها ، وهذه العناصر لم تخفي هذه الحقيقة بل أعلنت عنها في العديد من المناسبات وبكل وضوح وصراحة .
هذه التجاذبات السياسية أخضعت قضيتنا الفلسطينية لاهتزازات شبهها أحد الأخوة بما يحدث في لبنان بين قوي 14 آذار والقوي اللبنانية الأخرى ، وهي سياسة عض الأصابع فمن سيصرخ أولا؟
السياسة عالم الغموض ، دهاليزة معتمة يكتنفها السواد ، لا تخضع للعواطف ، لها العديد من الحسابات والثوابت . وعليه نشهد هوجة التصريحات التي تطل علينا يوميا عبر الفضائيات والصحف منها ما يبعث الأمل والتفاؤل ومنها ما يغلق أي بصيص أمل يتسرب لأعماقك .
فماذا سيحدث في حال أعلن أبو مازن حل الحكومة وتشكيل حكومة أخري وإعلان موعد للانتخابات ؟ سببت هذه التصريحات الإرباك ، وعصرنا أدمغتنا لنجتهد كلا برؤيته لما سيحدث ، هناك من يقدر بأن نيران الفتنة ستشتعل ، وهناك من يري بأن المأزق الفلسطيني سينفرج ، وهناك من يؤكد بأن ما يحدث توافق سياسي يتم في الدهاليز بعيدا عن حرب التصريحات المتبادلة .
وبكل الحالات فأنا من أكثر المتحمسين لإعلان حل هذه الحكومة ،وتشكيل حكومة جديدة ، ولكن ليس حكومة وحدة وطنية ، بل حكومة للقوي التي كانت تسيطر علي الوضع قبل الانتخابات بما إنها قائده مسيرة التسوية المزعومة ، واستثناء كل الفصائل الفلسطينية المعارضة ، لأن هذه القوي لا نحتاجها ولا نريدها في مقبرة التسويات ، بل إن شعبنا يحتاجها في خندقه ، ولتغتسل هذه القوي من الوحل الذي زجت بنفسها به من خلال الانتخابات ، هذا الشرك الذي ابتلعت طعمه ، وتذوقت علقمه ، لا نريد هذه القوي علي مقاعد السلطة ، التي هدرت دماء أبنائنا في البحث عن المصالح الحزبية .
في حوار مع أحد الأخوة بحماس وإذ به يقول لي هل تريدون من حماس أن تبقي العصا التي تريدون أن تضربوا بها الاحتلال ؟ نعم نريدها العصا المتينة التي لا تنكسر أمام العدو ، وإن لم تكن العصا بوجه الاحتلال فلماذا شكلت حماس وغيرها ، ولماذا خلقت إذن ؟ نريدها هي وفصائلنا الوطنية العصا التي تهوي علي رأس العدو وعملائه .
إن حل الحكومة هو قرار إنقاذ لقوي الفعل الكفاحي ، والمنصف لحركة حماس ولكل من حمل الهم الوطني ، فحل الحكومة سيحررهم من عبث الديمقراطية التي لا تمتلك سوي سلطة علي ربطات العنق ومواكب الوزراء .
فأي سلطة هذه التي تبكون عليها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات