الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشهد عالمي ملتهب

صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)

2024 / 3 / 13
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يمر المشهد السياسي الدولي بحالة من السيولة لم يسبق لها مثيل منذ تشكل ما سمي بالنظام العالمي الجديد في أعقاب نهاية الحرب الباردة، بحيث يعج العالم ببؤر توتر ساخنة تنذر بسيناريوهات ملتهب.
ففي الشرق الأوسط، لا يبدو بأن الحرب الهمجية التي تخوضها إسرائيل في غزة توشك أن تضع أوزارها في ظل فشل مفاوضات الهدنة وخطط دولة الاحتلال لتوسيع رقعة الحرب إلى رفح على مقربة من الحدود المصرية، فضلا عن قرب فتح جبهة جديدة ضد حزب الله في جنوب لبنان، مما ينذر باحتمال نشوب صراع إقليمي أكثر ضراوة في حال دخول إيران بكل ثقلها إلى الحرب.
مرورا بأوكرانيا التي تعرف تطورات ملفتة في ضوء تغير ميزان القوى العسكري لصالح روسيا التي تقترب من إحراز نصر عسكري مؤزر لجملة من الأسباب، لعل أهمها النقص الكبير الذي تشكو منه أوكرانيا في الذخيرة بسبب توقف المساعدات العسكرية الأمريكية ورفض التصديق عليها من لدن مجلس النواب الأمريكي، بالإضافة إلى نجاعة الاستراتيجية العسكرية للروس الذين غيروا من تكتيكاتهم ونجحوا في استنزاف الموارد البشرية والعسكرية للأوكران ولاسيما منظومات الدفاع الجوي، مما سهل المأمورية أمام سلاح الجو الروسي. وفي مواجهة هذا المعطى الجديد، تعالت أصوات في دوائر صنع القرار الغربية (أبرزها الرئيس الفرنسي ماكرون) للدعوة إلى تبني سياسة حافة الهاوية من خلال المناداة بإرسال قوات برية إلى أوكرانيا، وهو ما يمثل تجاوزا للخطوط الحمراء وينذر باحتمال استخدام السلاح النووي التكتيكي كما لوح الروس بذلك مرارا وتكرارا.
وفي موضع آخر، تتزايد احتمالات التحرك الصيني ضد تايوان سواء اتخذ ذلك شكل غزو عسكري أو الاكتفاء بحصار، إذ لا يوجد وقت أفضل من هذا بالنسبة للصينيين في ظل انشغال الأمريكان بالحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا والانتخابات الرئاسية القادمة. ومن شأن اشتعال الوضع في تايوان أن يسفر عن تداعيات وخيمة على الاقتصاد العالمي نظرا إلى دورها في صناعة الرقائق الالكترونية والتجارة الدولية، في ظل واقع التباطؤ والركود الاقتصادي الذي يطال قوى اقتصادية كبرى حاليا مثل الصين وألمانيا وبريطانيا.
وصولا إلى السودان والحرب الأهلية التي تفكك أوصاله التي لا يسعنا فهمها دون إدراك سطوة العامل الخارجي الذي حول السودان إلى مطمع لقوى إقليمية ودولية تضع عينها على ثرواته وفي مقدمتها الذهب. الجديد هو دخول إيران على خط الصراع عبر تقديمها دعما عسكريا للجيش السوداني بالأسلحة (وتحديدا الطائرات المسيرة) والتدريب. وفي هذا الصدد، نبهت بعض الصحف الدولية إلى أن إيران تطمح إلى إقامة قاعدة بحرية ذات أغراض تجسسية بسواحل السودان لتعظيم نفوذها بالبحر الأحمر والاقتراب من قناة السويس، الأمر الذي يشكل هاجسا مؤرقا لمصر التي تشكو من التداعيات الاقتصادية للعدوان على غزة (تراجع عائدات قناة السويس والسياحة)، فضلا عن الصدام المؤجل بينها وبين إثيوبيا بفعل ملف سد النهضة والخطر الوجودي الذي يمثله على استقرارها وأمنها المائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا