الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاداة السامية تهدد بإنهاء العصر الذهبي لليهود الأمريكيين

ماجد علاوي

2024 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يدق الكاتب ناقوس الخطر من التوجهات الصارخة التي بدأت تسود الغرب بيساره ويمينه السياسي، وهو يكرر معزوفة "معاداة السامية"، متجاهلا جذر القضية مركزا على بعض أعراضها والتي تستمر الأوساط الصهيونية بابتزاز مجتمعات الغرب بها. لقد سبق لألستر كروك في مقالته التي أرسلتها أمس أن لامس جذر المشكلة، سواء في عنوان مقالته أو ضمن متنها، وان لم يكن بالصراحة والوضوح الكامل، فعنوانها "Out of Touch with..,Israeli Re-calibration"، والتي ترجمتها بـ "إعادة تقييم لماهية إسرائيل"، وفي المتن يؤكد مرتكزين اساسين لما يريد أن يقوله: المال الذي تستند عليه الهياكل السياسية في المركز الغربي عصبه في يد صهاينة راس المال، وفزع يهود أمريكا من أن أي " Re-calibration" أي إعادة النظر في"ماهية" الوجود الإسرائيلي، ستصل بالنتيجة إلى إنتهاء الدور الوظيفي لوجود دولة إسرائيل بسبب عاملين حاسمين: انتقال مركز الصراع العالمي إلى شرق آسيا أي حوضي المحيطين الهادي والهندي، ويرافق ذلك أنتهاء عصر الوقود الأحفوري، بهذين العاملين انتهت الحاجة لكل الأساطير التي اخترعت لزرع هذا الكيان في منطقتنا، وقد كشفت طوفان الأقصى والصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني أن هذا الكيان قد تحول من قلعة متقدمة للمركز المهيمن إلى عبئ عليه، أي ان هذا الكيان يخوض الان بالفعل معركة وجود كما يصرح بذلك قادته يوميا وما تكشفه استطلاعات الرأي فيه، هذا هو سبب فزع عتاة صهاينة العالم من نتائج هذه المعركة الوجودية وانتهاء ابتزازهم "للضمير" الغربي الذي بدأ يصحو على هول الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان.



قصة غلاف مجلة ذي أتلانتيك في شهر نيسان: فرانكلين فوير يتحدث عن كيفية تهديد معاداة السامية بإنهاء العصر الذهبي لليهود الأمريكيين

في 18 آذار، سيناقش فوير قصة الغلاف في واشنطن العاصمة. سيتم أيضا بث المحادثة عبر الإنترنت

مجلة ذي أتلانتك
ترجمة ماجد علاوي
4 آذار 2024
بالنسبة لقصة غلاف مجلة "ذي أتلانتيك" لشهر نيسان، "العصر الذهبي لليهود الأمريكيين ينتهي"، يقدم الكاتب فرانكلين فوير تقريرا عن كيفية أن صعود معاداة السامية على كل من جهتي اليمين واليسار السياسي يهدد بإنهاء حقبة من الأمان والازدهار غير المسبوقين لليهود الأمريكيين، حقبة امتدت إلى الجزء الأخير من القرن الـ20. يجادل فوير بأنه مع العقود الأولى من القرن الحادي والعشرين التي تميزت بالتآمر والمبالغة المتهورة والعنف السياسي، فإن النظام الليبرالي الذي ساعد اليهود الأمريكيون في تأسيسه، والمتجذر في قيم التسامح والإنصاف والجدارة والعالمية، يتم هدمه.
إن صعود معاداة السامية لدى اليمين السياسي موثق جيدا، حيث يجذب دونالد ترامب ولاء العنصريين البيض ويستعير مجازاتهم بحرية. ويقدم فوير تقارير من منطقة الخليج [شمال كاليفورنيا] عن معاداة السامية التي انتشرت في اليسار الأمريكي منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. يكتب أن نوع معاداة الصهيونية المعتمد في بعض أركان اليسار المعاصر "لا يتوقف عند الدعوات لإنهاء احتلال الضفة الغربية. إنها تتبنى رغبة طائشة في القضاء على الدولة الوحيدة ذات الأغلبية اليهودية في العالم، وتثمن حملة القتل ضد وجودها، وتسعى إلى محاسبة أعضاء الشتات اليهودي على خطايا بلد لا يعيشون فيه وعلى حكومة لم ينتخبوها. وبذلك، يضع هذا الفصيل اليساري نفسه في السلالة الرهيبة لمحاولات محو اليهودية، وبالتالي يثير المخاوف الوجودية القديمة وغير القديمة".
يستكشف فوير كيف أن هذه الحركات السياسية الصاعدة على جانبي الطيف السياسي تستغني عن مثل التسامح والتعددية، واستبدالها بالتعصب وحتى العنف. كتب فور: " لم يكن الفكر المتطرف وسلوك الغوغاء جيدا لليهود أبدا. وما هو سيء لليهود، يمكن القول إنه سيء لأمريكا".
يصف مقال فوير بالتفصيل العصر الذهبي الذي ساعد الكتاب والمخرجون والموسيقيون والمثقفون اليهود في خلقه بعد الحرب العالمية الثانية: "ومع تلاشي معاداة السامية، انفجرت الحضارة اليهودية الأمريكية في اندفاع من الإبداع. وكانت كتب الروايات اليهودية العظيمة في وقت ما، كتب شاول بيلو، وفيليب روث، ونورمان ميلر، وجوزيف هيلر، وبرنارد مالامود، المستوحاة من اليديشية والإشارات إلى الرنجة المخللة - هي الروايات الأمريكية العظيمة. وتحت تأثير ليني بروس، وسيد سيزرر، وميل بروكس، وإلين ماي، وجيلدا رادنر، وودي آلن، وغيرهم الكثير . وقد استولت الكوميديا الأمريكية على النكتة اليهودية، والحساسية الساخرة التي تستبطنها، واعتبرتها خاصة بها ". كتب فوير أن اليهود ابتكروا أنواعا جديدة من "الأمركة" وأعادوا بدورهم تشكيل صورة أمريكا عن نفسها، مع "الإحياء الشعبي الذي شاع من قبل بوب ديلان وآرت غارفانكل وبول سيمون، والأفلام التي تطبع تهذيب كل رجل أمريكي من إنتاج ديفيد أو سيلزنيك ولويس ب. ماير وجاك وارنر ".
انتهى كل هذا في 11 أيلول 2001، حسب ما يرى فوير: "لم يكن الأمر يبدو بهذه الطريقة في ذلك الوقت. لكن الهجمات الإرهابية فتحت حقبة من الأزمة الدائمة، التي أصبحت تربة خصبة حيث ترسخت كراهية اليهود". ويتابع فور: "في عصر الأزمة الدائمة، ظلت نسخة من هذه الرواية تتكرر: نخبة صغيرة - أحيانا المصرفيين، وأحيانا جماعات الضغط - تستغل الناس بشكل ضار. ساعدت مثل هذه الروايات في دفع حركة "احتلوا وول ستريت" على اليسار وحزب الشاي على اليمين. هذا النوع من الثوران الشعبوي كان منذ فترة طويلة مادة للكوابيس اليهودية".
كتب فوير في استنتاجه: "عندما تترسخ معاداة السامية، تتصلب نظرية المؤامرة في الحكمة التقليدية، وتدمج العنف في الفكر ثم في الأعمال المميتة. ومن المرجح أن يكون المجتمع الذي يحتجز يهوده بعيدا عن بعضهم البعض أكثر عزما على مطاردة كبش الفداء من معالجة العيوب الكامنة. وعلى الرغم من أنه بالكاد يشبه أن يكون قانونا حديديا للتاريخ، إلا أن مثل هذه المجتمعات عرضة للتراجع ... وإذا استمرت أمريكا في مسارها الحالي، فستكون نهاية العصر الذهبي ليس فقط لليهود، ولكن للبلد الذي رعاهم ".
"العصر الذهبي لليهود الأمريكيين ينتهي" نشر اليوم في مجلة ذي أتلانتيك. وسيتم تنظيم مناسبة لمناقشة الموضوع في 18 آذار في واشنطن العاصمة، وعبر الإنترنت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب