الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة جديدة لفهم طبيعة الصراع على قطاع غزة- الجزء الثاني.

نزار فجر بعريني

2024 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في مواجهة تحدّيات طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية العدوانية اللاحقة، وفي دعايات الطرفين ومواقف المسؤولين المُعلنة ، طفت على السطح درجات متفاوتة من الخلافات في الرؤى والعلاقات بين حكومة اليمين االمتطرّف الإسرائيلية وإدارة بايدن الديمقراطية الأمريكية من جهة ، وداخل أقطاب الطبقة السياسية والعسكرية الحاكمة في إسرائيل، من جهة ثانية ، وقد تحدّثت عن أبرزها في قراءات سابقة .
لنتابع بعض جوانب وأسباب هذا التناقض كما عرضها رئيس وزراء العدو الإسرائيلي الأسبق ، الجنرال "إيهود باراك" ، في مقال نشرته مجلة “فورين أفيرز” التي تمثّل النُخبة الأميركية الحاكمة ؛ وقد وصلت إلى درجة الدعوة إلى "الإطاحة بحكومة ببنجامين نتنياهو " عبر انتخابات مبكرة، وإلى تسليم حكم غزة إلى الفلسطينيين أنفسهم ، قبل أن نصل إلى أبرز ما يقدّمه مشهد الصراع الراهن على رفح والقطاع من استنتاجات مختلفة ، تبيّن وصول الحرب الإسرائيلي/ الأمريكية إلى أخطر مراحل تصفية مقوّمات التسوية السياسية بشكل خاص ، والقضية الفلسطينية ، بشكل محدد !
أوّلا ،
مما جاء في توصيف " باراك " لطبيعة مشهد الصراع ، وما تكشفه من تناقضات بينيّة في العلاقات الإسرائيلية/ الإسرائيلية، و الإسرائيلية/الأمريكية :
"قضية الانتخابات المبكرة".(١).
" بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب في غزة، ظهرت صورتان مختلفتان بشكل صارخ ولكنهما متساويتان في الدقة عن إسرائيل. ..... . ومن ناحية أخرى، كشفت الحرب عن العجز الاستراتيجي المذهل الذي تعاني منه الحكومة الإسرائيلية وعن الفراغ القيادي المذهل في القمة. لقد تباطأ أعضاء الائتلاف الحاكم في اتخاذ قرارات حاسمة، وفشلوا في التعاون مع بعضهم البعض في إدارة الحرب، وهاجموا الرتب العليا في الجيش الإسرائيلي، وبدوا غير مبالين وغير مركزين بشكل محرج عندما يتعلق الأمر بإدارة العلاقات مع
أهم حليف لإسرائيل، الولايات المتحدة.
وهذه ليست الطريقة المناسبة للحكم خلال الفترة الأكثر خطورة في تاريخ البلاد .....
إنّ ما تحتاجه إسرائيل هو اتخاذ القرار الرصين والحازم وبعيد النظر الذي يتمتع به ديفيد بن جوريون. لكن ما تتسم به، بدلاً من ذلك، هو النهج النرجسي والمتلاعب وقصير النظر الذي يتبعه بنيامين نتنياهو. لقد وصلت أزمة القيادة إلى مرحلة حادة".
ما هي أكثر تمظهرات الفشل والخطورة في سياسات حكومة اليمين االمتطرّف ورئيسها، في رأي بارك ؟
لنتابع :
" قدّمت إدارة بايدن لنتنياهو اقتراحًا لنظام إقليمي جديد بعد الحرب من شأنه أن ينهي قدرة حماس على تهديد إسرائيل وحكم غزة، ووضع السيطرة على الأراضي في أيدي السلطة الفلسطينية "المنشطة" (بمساعدة الحكومات العربية). وتطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية، وإقامة تحالف دفاعي رسمي بين الولايات المتحدة والسعودية. وكل هذا سيكون مشروطاً بموافقة إسرائيل على عملية سياسية ذات هدف طويل الأمد يتمثل في حل الدولتين، بدعم من الحكومات العربية الصديقة للولايات المتحدة والمعارضة لإيران وشركائها ووكلائها. وتتلخص الرؤية في عملية تؤدي في نهاية المطاف إلى قيام إسرائيل قوية وآمنة تعيش جنباً إلى جنب، خلف حدود متفق عليها وآمنة، مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح وقابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
منذ عام 1996، قبل نتنياهو هذا الهدف، من حيث المبدأ، في أربع مناسبات، لكنه كان ينسفه دائمًا عندما يحين وقت العمل.
لقد قدّم بايدن الآن لنتنياهو خيارًا صارخًا. ويمكنه الانضمام إلى الخطة التي تدعمها الولايات المتحدة لـ"اليوم التالي" في غزة مع الإعراب عن التحفظات الإسرائيلية في الوقت نفسه. أو يمكنه الاستسلام لشركائه اليمينيين المتطرفين العنصريين في ائتلافه الحاكم، الذين يسعون إلى ضم الأراضي الفلسطينية وبالتالي رفض أي اقتراح، مهما كان مشروطا وطويل الأمد، يتضمن إنشاء دولة فلسطينية. وإذا أذعن نتنياهو لواشنطن، فإنه يخاطر بخسارة دعم تلك الشخصيات اليمينية المتطرفة، وهو ما يعني نهاية حكومته. وإذا استمر في رفض نهج بايدن، فإن نتنياهو يخاطر بجر إسرائيل إلى عمق أكبر في الوحل في غزة؛ وإشعال انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية؛ والدخول في حرب أخرى مع حزب الله، الميليشيا اللبنانية المدعومة من إيران؛ العلاقات الضارة للغاية مع الولايات المتحدة، التي تعتمد عليها إسرائيل في الحصول على الذخائر والدعم المالي والدعم الدبلوماسي الحاسم؛ تعريض ما يسمى باتفاقات إبراهيم للخطر، والتي ساهمت في تطبيع علاقات إسرائيل مع البحرين والمغرب والسودان والإمارات العربية المتحدة،
(وآمال انضمام السعودية للنادي)؛ وحتى التشكيك في اتفاقيات السلام الإسرائيلية طويلة الأمد مع مصر والأردن. أي واحدة من هذه النتائج ستكون مروعة؛ وأي مزيج منهم سيكون بمثابة كارثة تاريخية. بايدن ينتظر الجواب. ويخشى بعض مستشاري الرئيس الأميركي، بناءً على الخبرة، أن يحاول نتنياهو خداع الجانبين إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني. باللغة الإنجليزية، سيزعم علنًا أنه مستعد لمناقشة اقتراح بايدن وتعديل خطته التي تم الكشف عنها حديثًا، لكنه سيطلب سرًا من البيت الأبيض تقدير الصعوبات السياسية التي يواجهها وعدم الاختلاف معه أو انتقاده علنًا. وفي الوقت نفسه، سوف يهمس باللغة العبرية لحلفائه من اليمين المتطرف: “لا تغادروا. لقد خدعت أوباما، وخدعت ترامب، وسوف أخدع بايدن أيضاً، وسوف ننجو. ثق بي!" سيكون هذا بمثابة نتنياهو الكلاسيكي، وسيكون سيئًا لبايدن وفظيعًا لإسرائيل. هناك طريقة واحدة فقط لمنع نتنياهو من قيادة إسرائيل إلى حرب إقليمية طويلة وربما خداع الإدارة والشعب الإسرائيلي: الانتخابات العامة. ينبغي على يائير لابيد (السياسي الذي يقود حزب المعارضة الرئيسي) وبيني غانتس وجادي آيزنكوت (الجنرالان المتقاعدان اللذان أصبحا معارضين سياسيين لنتنياهو قبل الموافقة على الخدمة في حكومة الطوارئ الحربية بعد 7 أكتوبر) أن يدعو إلى إجراء انتخابات عامة في موعد أقصاه يونيو/حزيران 2024. ويجب أن تخوض المعارضة المنسقة الانتخابات بناء على وعد بالقبول المشروط لعرض بايدن، والرد عليه بـ "نعم، ولكن". وعليهم أن يقولوا صراحة "لا!" إلى المتعصبين العنصريين المسيحانيين الذين ألقى نتنياهو بنصيبه معهم.
إن كلمة "لكن" أمر بالغ الأهمية. قبل الموافقة على خطة بايدن، سيتعين على إسرائيل الإصرار على عدد من الشروط، المتعلقة بالأمن بشكل أساسي، والتي سيكون من الصعب على واشنطن قبول بعضها. ومع ذلك، فإن نهج بايدن هو الطريقة الوحيدة الممكنة لإعادة إسرائيل إلى مسار عمل واقعي وعملي ومستدام..... "(٢).

(١)-

https://wp.me/p6sGh8-Hcl
٢)- من الطبيعي أن يستخدم أعضاء إدارة بايدن لغة دبلوماسية مضللة ، تُغطّي على الحقيقة الكاملة في أسباب التناقضات :
• "لويد أوستن" وزير الدفاع الأمريكي :
• "عندما تدفع سكاناً مدنيين إلى أحضان العدو، أنت تحول نصراً تكتيكياً إلى هزيمة استراتيجية." وأضاف: "لقد أوضحت هذا أكثر من مرة لزعماء إسرائيل. لديهم مسؤولية أخلاقية بحماية حياة السكان المدنيين في غزة، وهذه ضرورة استراتيجية" .
• في حديث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ،كما نشر البيت الأبيض بتاريخ ٢٥ تشرين الأول/أكتوبر 2023 ،"شدّد الرئيس بايدن على أهمية التركيز على ما يأتي بعد هذه الأزمة، بما في ذلك التركيز على مسار نحو السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشددا على أن حركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة..."
• وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قدّم مبادئ "اليوم التالي" في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع في طوكيو: "تعتقد الولايات المتحدة أن العناصر الرئيسية يجب أن تشمل عدم تهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة – لا الآن ولا بعد الحرب. عدم استخدام غزة كمنصة للإرهاب أو هجمات أخرى عنيفة. عدم إعادة احتلال غزة بعد انتهاء الصراع. عدم محاولة حصار أو حصار غزة." مضيفًا: "يجب أيضًا العمل على الجوانب الإيجابية للوصول إلى سلام مستدام. يجب أن تشمل هذه الجوانب أصوات وتطلعات الشعب الفلسطيني في صميم الحوكمة ما بعد الأزمة في غزة. يجب أن تشمل حكماً يعبّر عن مصالح الفلسطينيين، وتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت سلطة السلطة الفلسطينية." وفقًا لرأيه، "يجب أن يشمل الحل آلية مستدامة لإعادة الإعمار في غزة، وطريقاً لعيش الإسرائيليين والفلسطينيين جنبًا إلى جنب في دولهم الخاصة، بتدابير متساوية من الأمان والحرية والفرصة والكرامة.".
• بيان مشترك بشأن اجتماع المجموعة الاستشارية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، البيت الأبيض . آذار/مارس 2023 .
"..... واستعرض المسؤولون أخيرا الجهود الرامية إلى ترسيخ تكامل إسرائيل الأمني والسياسي في منطقة الشرق الأوسط من خلال اتفاقيات إبراهيم ومنتدى النقب وصيغ أخرى على غرار مجموعة “آي تو يو تو” (I2U2). وأعاد السيد سوليفان التأكيد على التزام الرئيس بايدن الراسخ بأمن إسرائيل على النحو المعبر عنه في إعلان القدس المشترك للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والذي أبرم في خلال زيارة الرئيس إلى إسرائيل في ٢٢ تموز، ٢٠٢٢.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهة مضحكة بين اللهجة السعودية واللهجة السودانية مع فهد سا


.. مع بدء عملية رفح.. لماذا ستتجه مصر لمحكمة العدل الدولية؟ | #




.. معارك -كسر عظم- بالفاشر والفاو.. وقصف جوي بالخرطوم والأبيض


.. خاركيف تحت النيران الروسية.. وبريطانيا تحاكي حربا مع روسيا |




.. نشرة إيجاز - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في جباليا