الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأسمالية الجشعة والاستغلال الجنسي في العراق

رياض سعد

2024 / 3 / 15
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


تعرضت الامة العراقية لشتى صنوف الاستغلال والظلم في عهد الاحتلال العثماني ثم عهد الاحتلال الانكليزي , وقام الانكليز السراق بتشكيل حكومة جل اعضاءها اصولهم غير عراقية , تعمل بطريقة غير مباشرة لتحقيق المصالح والاهداف البريطانية في العراق , اذ كان الساسة المحسوبون على العراق والهوية العراقية زورا وكذبا ؛ مجرد دمى بيد المحتل الانكليزي .
ونظرا للخدمات الكبيرة التي قدمها العملاء وقدمتها العوائل العميلة للاحتلال البريطاني , قرر الانكليز منح هؤلاء العديد من الامتيازات الباطلة للاستيلاء على الممتلكات العامة والاموال العراقية ؛ فضلا عن النفوذ والسلطة , وساعد هؤلاء الساسة العملاء - وبتوجيه من الانكليز- الاقطاعيين على تملك الاراضي الشاسعة وتسخير الفلاحين للعمل فيها وبأجور منخفضة جدا واحيانا اشبه بالسخرة , بالإضافة الى تشجيع النساء على العمل في دور الدعارة والملاهي الليلية في بغداد وغيرها , واصبح العمل في الدعارة قانونيا ويحظى بموافقات رسمية , والكثير من بيوت الدعارة مرخصة وقتذاك , ولكن تم حظره فيما بعد - اي بعد خراب البصرة - ؛ الا ان ظاهرة الاتجار بالنساء في ميدان الدعارة قد اتسعت وتمددت , وارتبطت بالساسة والمسؤولين , ولم تقتصر على الغجر العراقيين .
واستمرت هذه الظاهرة بالتمدد , واستوطن اصحابها ببعض المناطق السكنية القريبة من المدن والقرى , وحظي هؤلاء بدعم حكومات الفئة الهجينة لاسيما في عهد الحكومات البعثية التكريتية الصدامية , بل وشاع في عهدهم الاسود ممارسة الجنس مع العراقيات من قبل الغرباء - من شذاذ البلدان العربية وغيرهم – الذين جاءوا للعمل او الدراسة في العراق , وبعد ان ازكمت الروائح الكريهة انوف احرار الامة العراقية , ادعى العار صدام ان الكويتيين عيروه برخص سعر العراقيات , وبعد التحجج بهذه الذريعة من قبل اكثر الناس عارا واقلهم غيرة وشرفا , اعلن بدء الحرب لاسترجاع الكويت , و القت الحرب اوزارها , وفرضت امريكا والغرب الحصار على العراق والذي اذل العباد ودمر البلاد ؛ حيث انتشر الجوع والعوز والمرض وسوء التغذية وعم الفقر والبؤس في كل مكان ... , مما اجبر بعض النساء على ممارسة الدعارة داخل العراق وفي الاردن , وشجع طلبة الدول العربية على اغراء الطالبات بالأموال لممارسة الجنس معهن ؛ بسبب فرق قيمة العملة , اذ انحدرت قيمة الدينار انحدارا غير مسبوق , وبعد توسع هذه الظاهرة , وتذمر ابناء الامة العراقية منها وسخطهم عليها وعلى الحكومات الفاسدة التي فسحت المجال امام القوادين وسماسرة الاتجار بالبشر و وفرت لهم الحماية , بل وصل الامر برأس النظام وابناءه وازلامه وزبانيته بارتكاب هذه المخالفات القانونية والانتهاكات اللاإنسانية , ولعل جرائم وفضائح الكسيح العار عدي في هذا المجال اشهر من نار على علم ... ؛ قامت الحكومة الصدامية الدجالة والماكرة وبحجة الحملة الايمانية ولذر الرماد في العيون , بقطع رؤوس بعض ضحايا هذه الظاهرة , من اجل ارهاب الشعب وزرع مشاعر الرعب في نفوس العراقيين ؛ وليس من اجل الحفاظ على عادات وتقاليد الامة العراقية او بوازع الشرف والغيرة والحمية , فالحكومة البعثية التكريتية الصدامية خالية من الشرف ومكارم الاخلاق , وشاذة بكل ما لهذه الكلمة من معنى , بل لعلها اكثر حكومة في تاريخ العراق المعاصر عملت على افساد المنظومة القيمية والاخلاقية العراقية .
و الاموال والامتيازات التي حصل عليها ابناء الفئة الهجينة وابناء الطائفة السنية الكريمة والاغلبية والامة العراقية من الساسة والمسؤولين والاقطاعيين ورجال الاعمال والتجار ... , في العهدين الملكي والجمهوري ؛ استخدمت في مجال الدعارة والاستغلال الجنسي ورفدت هذه السوق السوداء بالكثير من ضحايا الامة العراقية وغيرهم احيانا , و وفرت الحماية لها .
وبعد سقوط صنم الخزي والعار والدعارة والانحطاط الاخلاقي عام 2003 , ابتدأت صفحة جديدة من صفحات الدعارة والاتجار بالبشر في العراق , ولعلها من اخطر الصفحات السوداء في تاريخ العراق المعاصر , فقد اتفق الجميع وبلا استثناء , وتوحد الاعداء والاصدقاء على الفتك بالعراق والاغلبية والامة العراقية وبمساعدة شذاذ الفئة الهجينة وشراذم الطائفة السنية الكريمة والاغلبية والامة العراقية .
فقد دخلت عصابات الارهاب الخطيرة ومافيات الجريمة المنظمة العالمية بلاد الرافدين , ومارست عمليات خطف النساء العراقيات , مرة بحجة السبايا , واخرى بذريعة جهاد النكاح , وثالثة بسبب الاتجار بالأعضاء البشرية , ورابعة من اجل الاستعباد والاستغلال الجنسي - الرقيق الابيض - , اذ بيعت العراقيات في بعض الدول بمساعدة بعض الانظمة السياسية الحاقدة واجهزة المخابرات المعادية .
بالإضافة الى اتساع شبكات الدعارة العاملة في شمال العراق , والتي ترتبط بعصابات الخطف ومافيات الاتجار بالبشر , وكذلك انتشار دور الدعارة والملاهي و النوادي الليلية , والكوفيات والمقاهي والاندية والفنادق والمطاعم التي يتم استخدام النساء فيها للإغراء الجنسي وممارسة الدعارة بشكل خفي واخرى علني , حتى وصل الامر بالإتجار بالشباب والصبيان وعرضهم في سوق الدعارة كما تعرض بائعات الهوى , اذ انتشرت ظاهرة اللواط بشكل لم يسبق له مثيل , نعم جذور هذه الظاهرة -اللواط - قديمة في بغداد ؛ الا انها الان اتخذت ظاهرة الاتجار بالشباب لاستغلالهم جنسيا , واصبح لهم زبائن من دول خارجية , ويتم التواصل مع هؤلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها , فضلا عن شبكات الدعارة القوية والمدعومة من قبل بعض العناصر المتنفذة الفاسدة التي تأخذ حصتها من اموال هذه التجارة القذرة .
ومع ارتفاع المستوى المعاشي للعراقيين , وتحسن الاوضاع الاقتصادية , وتمتع المواطن العراقي بالحرية , وظهور رجال اعمال , وتعاظم ثروات البعض , وانتشار الاغنياء في كل مكان , بالإضافة شيوع الموظفين والمسؤولين الفاسدين في الاوساط العراقية ... ؛ مع ملاحظة تفشي الفقر بين بعض الفئات والناس ؛ كثر الطلب على الرقيق الابيض , وشاع الاستغلال والاستعباد الجنسي وشمل كلا الجنسين - البنات والشباب - ؛ وانتشرت حالات الاغتصاب وبيع النساء والشباب من اجل الاستمتاعات الجنسية .
نعم نحن من دعاة الحريات العامة والشخصية وعدم التدخل في شؤون المواطن الخاصة ان كانت لا تتعارض مع القوانين العامة , الا اننا ضد استغلال المواطن واستعباده وهدر كرامته , واستغلال حاجته وظروفه لممارسة الجنس معه , تحت وطأة الحاجة والعوز او الاكراه والتهديد او الاغراء المخالف للقوانين ؛ وعليه لابد على الحكومة العراقية من تشريع قوانين تمنع استغلال المواطنين جنسيا , ومراقبة الاماكن التي ذكرناها انفا وغيرها , ورصد المخالفات القانونية وانتهاك حقوق الانسان فيها ومحاسبة المقصرين والجناة .
واما بخصوص اثرياء العراق والمسؤولين والموظفين الفاسدين ومن لف لفهم ؛ نسألهم متى يقلعون عن هذه السلوكيات المنحطة والتصرفات الهابطة , ويوظفون الاموال للنهوض بالوطن والمواطن , والاعلاء من شأن الاغلبية والامة العراقية ...؟!
علما ان اغلب الرساميل العراقية سابقا وحاليا ؛ لم تأت بواسطة العمل المضني والانتاج الصناعي والزراعي , او الابداع والاختراع العلمي , او عن طريق الانشطة التجارية والجهود والمشاريع الاقتصادية الشخصية النظيفة ؛ بل جاءت عن طريق النفوذ والسلطة والامتيازات وأكل المال بالباطل , والانشطة المشبوهة , ونهب الثروات وسرقة الخيرات الوطنية , والرشاوى والفساد والمحسوبيات والارتباط بالجهات المعادية ... الخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟