الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تِيزَرْزَرْتْ

عبد الله خطوري

2024 / 3 / 15
الادب والفن


وقفتُ بالباب.غيلاس يحرك ذيله مسالما ينتظر شيئا يأكله دون نباح أو غضب أو تهديد .. دخلتُ .. رأيتُ جدي يعاين إحدى العنزات (ييشْتْ نَتْغاطْ) لا بد أنها ستكون هدية عرس بلدة كَوَانْ (تْزِيوَى تامَغْرا نْكَوَانْ) ..

_واشْ كانت هاذْ الماعزة البارح هْنا ؟

قلتُ مستفسرا..

_فوقتاش؟ (متى ؟)

أجاب دون ينظر إليّ ..

_منينْ كُنَّا بْجُوجْ كنقلبو على مْنينْ كايْجي لَغْواتْ .. (عندما كنا مجتمعَيْن معا نبحث عن مصدر الصياح)

هَـزّ رأسه إيجابا مستغرقا فيما كان فيه مِنْ تفقد للأشياء وثنايا المكان.انحنى جهة العنزة وضحكتُه الغامزة تستخف ربما بخواطري الصبيانية .. فك عقالها من إحدى الدسر الخشبية العملاقة (زَكْ يَـجْ أمسمير دامقرانْ) المحفورة في الحائط ..

_تِيزَرْزَرْتْ .. (غزالة)

قال جدي..

_ااااشنو ؟! (ماذا؟!)

_طغاطا نَقَّرَاسْ دي تمورتْ تِـزَرْزَرْتْ .. إيطَللي خْ ييطْ نْقَطْعيتْ خْ يَيَتْماسْ ما كانتْ هْنا .. تادارات ما كان فيها حدْ هههه .. (١)

ربتَ على كتفي كما يفعل عادة لما يعمد إلى تهدئتي ..

_عَمّرْ قلبك بالله تلقاهْ آولدي ..

دنوتُ ألمسُ جبهتها الحمراء المزينة بضفائر شقراء ناعمة كخيوط سبيب رفيعة، فآستأنَسَتْ لمُلامستي تلدغ يدي تعض ما آستطاعَتْ وسط راحتي حتى إذا تمكنتْ من لحمتها السفلى ضغطتْ أسنانُها الأمامية كمن يقتلع عشبة من شجرة الغاب .. لم أتألم .. استشعرتُ دغدغة سلسة ولسانها يعاود اللعق ..

_تْلَّا تْرَاعَا خْ تيسَنْتْ..(إنها تبحث عن مِلْح)

هرعتُ أفتتُ لها بعض حجارة الملح الغبراء أدقُّ صلابتها ببعضها البعض فويق صُفّاح أمرد ( خْ يج أوصَفاحْ) فيتفتت المُكَسَّـرُ إلى دقيق أحرشَ خشن يتفرق يتشتت يتجمع تحت ضربات ماسحة سريعة للسانها الراقص يلملم في فيها المسحوقَ تزدرده كفُتوت تَرِيدٍ مُحَلَّبِ أو كِسَرِ خبز كلب حراسة الدار أغيلاسْ أمَحْرَاس مُشَـرَّبة بمرق دواز آلغذاء، تُبَللُ ما تبقى بلعابها المُيَدَّم تجهز عليه مخلوطا بالأتربة تاركة فراغ المَـداكّ باحثة عن كل ما له طعم الملوحة تعجنه كعجائن نعاج مراعي الوهاد لما تحتضر تنهار ذاوية لاصقة في قاع الأنهر بعيد عاصفة صيفٍ تختلط أنفاسُها المتبقية بحصباء عالقة وأطيان لازبة ..

_غاسْ قالْ طورا آيينْ حُوما أورْتفادْ دگُوبريدْ .. إيفاس شواي وامان دي الصباحَـدْ .. (٢)

ولما هممتُ بإحضار ما تشرب، بادرني ..

_هاخْ مْعَانْ سُوفْغيتْ أگِيدَشْ وْشَاسْ ماين غرا تْسَوْ أجْ خافسْ تيسينتْ .. (٣)

قبضتُ على الزمام فرحا ..

_بْسِيسَا بْسِيسا ..

رددتُ كي تتبعني وخرجت وإياها دون ممانعة حتى وصلنا دالية العنب.ربطتها بأحد الأخشاب المصفوفة هناك.أعطيتها بعض الأوراق اليانعة مما يحب الماعز فأقبلتْ عليها تأكلها وهي تثغو .. ماع ماع .. مستثارة بمرأى القطيع المتحرك بهمة وسط الزريبة.أسرعتُ أبحث عن ماء ..

_ها هي حْداكْ غانَمْشي غير لْهيهْ دابا نْجي .. (٣)

قلتُ لخالتي الجالسة على أريكتها الخشبية القصيرة تحلب العنزات بهدوئها المعهود ...


☆ترجمات :
_طْغَاطَّا هذه العنزة
_نَقَّرَاسْ : نسميها
_دي تمورتْ : في البلاد
_تِـزَرْزَرْتْ : الغزالة
_إيطَللي خْ ييطْ : ليلة أمس
_نْقَطْعيتْ خْ يَيَتْماسْ : عزلناها عن أخواتها
_ما كانتْ هْنا : لم تكن هنا
_تاداراتْ ما كان فيها حَدْ : البيت لم يك فيه أحد

٢_غاسْ قالْ طورا آيينْ : اترك عنك الآن أمر المِلْح
_حُوما أورْتفادْ دگُوبريدْ : لا تطعمها ملحا كي لا تعطش في الطريق
_إيفاس شواي وامان دي الصباحَـدْ : أفضل لها أن تبل ريقها ببعض الماء في هذا الصباح

٣_هاخْ مْعَانْ خذ امسك
_سُوفْغيتْ أگِيدَشْ : خذها خارجا
_وْشَاسْ ماين غرا تْسَوْ : اعطها شيئا من الماء
_أجْ خافسْ تيسينتْ : دع عنك الملح

٤_ها هي حْداكْ : سأتركها في رعايتك
_غانَمْشي غير لْهيهْ دابا نْجي : سأذهب هناك وأعود سريعا
*******








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع