الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيح بين عرفات والصباح!

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)

2024 / 3 / 16
الادب والفن


مازل تضفير الكاتب عبد الرحيم كمال أعماله بقصص ومعجزات من الكتاب المقدس ولشخص السيد المسيح بالتحديد .. واستخدام آيات الكتاب كأنها جمله الخاصة وقصصه كخياله هو الشخصي .. شيء مثير للتساؤلات .. ومنفر للغاية .. وهو تصرف يتبعه في كل أعماله تقريباً .. أمن المعقول ألا يوجد استلهام ونقل من قصص وكتب سوى من الكتاب المقدس؟ ولماذا كل هذا التضافر المستمر المستفز؟

هذا الكلام لن يفهمه سوى من قرأ الكتاب المقدس فقط بعهديه القديم والجديد .. من لم يقرأه أو لم يقرأه جيداً حتى من المسيحيين لن يفهم معنى هذا البوست .. أو يستوعب الدافع الحق والمنطقي والعادل لكتابته
فالمسيح مُستهدَف حتى في عمله الأخير .. ذاك الذي يظهره على النقيض من الاستخدام .. مثلما قدمه في صورة شخص صالح مثل الشيخ عرفات الذي يمتلئ حضوره كتابياً وسلوكياً وكلامياً كشخص المسيح فى أغلب النقاط
فقد جاء استخدامه الأخير لقصص المسيح بالاضافة الى قصص أنبياء آخرين من الكتاب المقدس على شخص شبيه بالمسيح الدجال!!

إن هذا الإسقاط ذا الرسائل المبطنة في مثل هذا النموذج الفني المريب .. لا يقبله تابع أي عقيدة أو أيديولوجية .. فإني أشك أن أتباع كارل ماركس أنفسهم سيقبلون استخدام حياته وملامح وسمات شخصيته لتكون عماداً لشخصية كالصباح .. خاصة وأن الكاتب والمخرج كان بإمكانهما إيصال إدعاء القداسة بأي تفاصيل قصصية وملامح أخرى غير السيد المسيح بعينه .. وكذلك ملامح من أنبياء الكتاب المقدس بوصف الكتاب المقدس ذاته لهم .. وتفرده بذكر العديد منهم!

لماذا هذا التشابه؟
ولماذا هذا الاصرار على الاسقاط والتضافر؟
ألا يوجد كتب أخرى دينية وغير دينية للاستلهام بل النقش يا استاذ عبد الرحيم كمال؟

لم يقف الترصد بقصة المسيح عند حد الكتابة فقط بل تم الاتفاق الضمني مع مخرج الحشاشين لتقصد وتتبع قصة السيد المسيح فى عدة أفلام شهيرة قدمت عنه .. منها الام المسيح لميل جيبسون ومنها الفيلم الشهير الذي تم انتاجه عام 1979م للممثل الإنجليزي بريان دياكون .. والذي نقش عنه مشهد معجزة تهدأة العاصفة
هذا الكلام ليس اعتباطاً .. فكل مشهد منقول من عمل خاص بالمسيح وكما ذكرت هم اعمال مختلفة عنه .. حتى لوحة دخول العائلة المقدسة الى ارض مصر الشهيرة فى مشهد دخول الصباح لمصر .. تم لصقها .. إذن هذه المرة بيتر ميمي لا يتتبع طريقة النقش العادية من أفلام أجنبية وعالمية وينفذها بإمكانيات أجنبية كذلك ليأخذ مجدهم لنفسه ولكن هنا في شيء خاص في التتبع وهو ما هو عن السيد المسيح بالذات فنياً ..

وبالمناسبة هذه التشابهات والإسقاطات في أكثر من عمل في أغلب الحلقات إن لم يكن جميعها!

وبدمج هذه القطعة مع الأخرى من تتبع المسيح وقصص الكتاب المقدس في نفس العمل .. لابد من تساؤل محدد وصريح:

لماذا تتبعون المسيح في حياة حسن الصباح؟
بل لماذا تتتبَع المسيح يا أستاذ عبد الرحيم في أعمالك
مرة بصورة إيجابية وأخرى سلبية؟

كل هذه الملاحظات لها مرجعية .. من الكتاب المقدس .. يمكن مقارنتها مع كل جملة قيلت على لسان الشخصيات وذكرها بمرجعيتها من الكتاب المقدس والأناجيل بشواهدها.
وكذلك الكادرات المأخوذة عن حياة أفلام السيد المسيح المختلفة والفنون الأخرى تُذكر أيضاً بالدقيقة والثانية ومقارنتها مع هذا الإسقاط الدرامي في الحشاشين على الصباح بالدقيقة والثانية.

وأتسائل ثانيةً
كيف يتم تتبع شخصية المسيح كتابيا وإخراجياً بهذا الوضوح المنفر؟ ولماذا تتبع من الأساس في أعمال عبد الرحيم كمال بهذا الأصرار؟
ولأي غرض؟!
أما عن الحشاشين بالذات
فإن اتفاق المخرج على تتبع شخصية المسيح مع الكتابة الناقلة لما ما في الأنجيل لَهو تأكيد على النية المُتعمَّدة .. ولابد من وقفة هنا

الكاتب عبد الرحيم كمال:
هناك الكثير مازال يجب أن يقال وسيقال!

ولكن كُــف
عن استخدام الكتاب المقدس فى أعمالك .. فكلامه وتعاليمه تعود له .. لا لك ولا لأحد آخر .. وشخصية المسيح تعود للمسيح .. كيف تجردها من خصوصيتها لتجعلها لا تنتمي حتى لنفسها؟ إنما لسبب خاص في رأسك!! مرة في الشيخ عرفات ومرة أخرى فى السفاح الدجال حسن الصباح؟
ابحث لكَ عن مصدر آخر .. فهناك العديد من الكتب الأخرى على الأرض!

بيتر ميمي:
أعلم أن المسميات ليست دلالة على شيء .. ليست برهاناً على شيء

واخيراً إلى كل من الكاتب والمخرج:

الحقيقة التي لا غبار عليها هى أن الأمانة والكرامة والإعتزاز بالنفس والضمير لابد وأن تتوافر جميعها في كل مفصلات أى دوافع لتصرف وسلوك اجتماعي أو إبداعي يدعي بناء المجتمع
ولابد من أن مَن يضع اسمه على عمل .. أن يكون هو حقاً المالك الحقيقي لهذا العمل .. ولابد ألا ننسى أن الاستلهام له حدود!
فأصحاب الخصوصية الروحية والإبداعية .. لهم الحق فى الحفاظ على حقوقهم الفكرية والروحية والعملية
سواء كتاب ديني .. أو فيلم أو أي عمل آخر

وفي النهاية أؤكد
أنَّ ما للمسيح يعود له وحده .. ووحده هو فقط لا غير .. على مر التاريخ وإلى الأبد

مع احترامى للجميع على كلٍ

فقد أعجبت بمسلسل ونوس للكاتب وكتبت عنه مقالة تحليلية بحثية ومازلت عند رأيي
وأعجبت بفيلم شلبي ربما لأنه يعتبر العمل الوحيد الذي التمست فيه النبل وبعض الخصوصية الإبداعية للمخرج
ومازلت عند رأيي في هذه الآراء .. وأيضاً عن رأيي في هذا المقال ..

وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة