الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبلة حياة للولايات المنقسمة الأميركية

طارق الهوا

2024 / 3 / 16
كتابات ساخرة


يبدو أن الرئيس الأميركي جو/أوباما أفضل من وما يُعبّر عن حالة التردي التي تعيشها الولايات المتحدة. تردي داخلي عنوانه حدود مفتوحة تسبب بها هو شخصياً ويجب أن يُحاكم بسببها، لأنه فتح الباب أمام 14 مليون مهاجر غير شرعي حتى اليوم، وما خفي من أعداد ربما أعظم، منهم دواعش ومجرمون وهاربون محكوم عليهم وتجار بشر ومروجو مخدرات، بينما هو المسؤول والمؤتمن الأول عن حدود وأمن الوطن.
الغلاء الذي يعاني منه المواطن الأميركي العادي، في حين المهاجر غير الشرعي يتلقى مساعدات وتسدد الحكومة الفيدرالية عنه رسومه.
الترهل الحكومي لأن رأسه جعل السيسي رئيس أميركا، وملكة بريطانيا على قيد الحياة، وهذا أكبر دليل على عدم كفاءته لإدارة حتى حكومة جزيرة صغيرة.
أما حالة التردي الخارجية فهي تكريس السياسة التي رسخّها حسين أوباما شخصياً، وأطلق عليها "القيادة من الخلف"، والتسويف في اتخاذ قرارات لصالح الدولة، ما جعل أميركا أضحوكة في عهدي حسين أوباما وجو/أوباما.
على سبيل المثال، أمام أناس ينتعلون الشباشب ويهددون الملاحة في البحر الأحمر، يقف رجل لا يتخذ أي قرار وهم يطلقون مسيّراتهم باتجاه سفن حربية أميركية، يقود قائدها الدنيا من الخلف كما سلفه. قه...قه...قه.
أضحوكة حين يحكم رجل باهت آيل للسقوط إمبراطورية يُراد لها أن تشبهه، وهذا السقوط عبّر عنه أوباما بشعار جذّاب لم يسأله أحد عما يعنيه "التغيير"، وزرع مع الليبراليين ويسار الوسط ومن لف لفهم بذور السقوط.
رغم هذه الملهاة الخطيرة التي تهدد أعظم إمبراطورية ظهرت في القرون الأخيرة، بغض النظر إذا كنت تحبها أو تكرهها، كان جو/أوباما هو المرشح الذي لا منافس له داخل الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات رئاسية لرئاسة ثانية، رغم كل ما يُقال عن مشاكل ذاكرته وعدم توازنه وهو يمشي ومصادر أمواله وأسرته المشبوهة التي لا يوجد مورد رزق واضح لها، لأن الرجل كما يبدو هو الوحيد المؤهل لتنفيذ جدول أعمال تساقط الولايات واحدة تلو الأخرى من الولايات المتحدة الامريكية، واحلال أعراق وشعوب أخرى تتفوق بإنتاجها للأطفال على العنصر الرئيسي الذي بنى هذه الإمبراطورية، لكنه لا ينتج العدد نفسه من أطفال يعيشون على المساعدات الحكومية ويتسكعون في الشاورع وينامون مع أهاليهم فيها، وهي ظاهرة لم تعرفها أميركا حتى خلال الركود الكبير. اعداد مهاجرين ما أميين دون المستوى ينشرون ثقافاتهم وامراضهم الاجتماعية في المجتمعات الأميركية، ما سيتسبب في نهاية المطاف بتآكل أساسات الإمبراطورية ثم سقوطها.
جو/أوباما هو الرجل الوحيد المؤهل لذلك، حسب المستشار السابق روبرت هور الذي حقق معه في قضية الوثائق السرية التي يحتفظ بها منذ أيام حسين أوباما بصفته نائبه. قال هور في نهاية التحقيق عن جو بايدن "رجل مسن حسن النية وبذاكرة ضعيفة". كلمات منمقة للغاية لا يستطيع أن يبتلعها أي غيور على الوطن الأميركي وحدوده واقتصاده وجيشه ونظام تعليمه! كلمات ترضي معظم الأطراف لكنها تضر أميركا.
يا حليل، كما يقول أهل الكويت. رجل مسن بذاكرة ضعيفة قد يعلن حرباً على أي بلد وبعد أسبوعين ربما يقول: من أصدر هذا القرار؟ أو: أنا لا أتذكر انني أصدرت هذا القرار؟ أو "هكذا قالوا لي أن أقول ولن أقول أي شيء آخر".
صاحب الذاكرة الضعيفة هذا، رُشح، في نفس اليوم الذي أصدر فيه هور تقريره، لتمثيل الحزب الديمقراطي لفترة رئاسية ثانية، بعد خطاب حالة الاتحاد التي ظهر فيها بحالة جسدية لا بأس بها، ورفع عقيرته بالدفاع عن أوكرانيا وسياساته الخارجية بدلا من التحدث عن حالة الاتحاد الذي يتآكل والمواطن العادي الذي يزداد فقراً. كل ما قاله كذب في كذب وسط تصفيق ديمقراطي حماسي صفيق.
هل تريد مني أيها القارئ أن أصدق أن الرجل الذي ذهب متعثرا في خطواته وقرأ متلعثماً من ورقة سطور تهنئة مكتوبة له قبل إضاءة شجرة الكريسماس منذ أقل من ثلاثة شهور، أنه هو نفس الخطيب المتماسك جسديا الذي رفع عقيرته لأكثر من ساعة وقرأ خطاب "حالة حرب روسيا وأوكرانيا" بدلا من حالة الاتحاد؟ لم يصل بي الخرف أو النفاق أو كره أميركا إلى هذه الحدود.
منذ 25 سنة استطاع الجهاز الطبي في "مايو كلينيك" في أميركا أن يجعل الملك حسين المشرف على الموت بسرطان ليمفاوي يعود للأردن بيقظة كاملة ويقف في سيارة مكشوفة يحيي الجماهير من المطار لقصره وسط ذهول من يعرف حالته الصحية، لكنه دخل في غيبوبة ومات بعد أقل من أسبوع!
المرشح أمام جو/ أوباما رئيس سابق تقف بضراوة وإصرار في طريقه لمرة ثانية للبيت الأبيض الدول العميقة في أميركا (حقيقة هم أكثر من دولة عميقة) وتحالف "التغيير" بكافة أطيافه، وأعداء كل من يقول "وطني أولا" ويطارده قانونياً محترفون متفرغون لنبش ماضيه النسائي والعقاري والسياسي. المطارِدون يأملون في تدميره سياسياً، أو معنوياً، أو اصابته بذبحة صدرية، أو سكتة دماغية تبعده عن الحياة بدون ازعاج أو اتهامات.
وجدوا نسائياً ممثلة إباحية كانت غير معروفة آنذاك، اتهمت ترامب أولا بالتحرش الجنسي بها، وهي تهمة من عيار "العهر السياسي*"، وانتهت الأمور بتوجيه تهمة دفع رشاوي لها لتصمت، لعدم معقولية تهمة التحرش بمن يُشاهد تفاصيل جسدها مجاناً على شبكات البورنو غرافيك، ويمارس المراهقون العادة السرية وهم يشاهدونها بكافة الأوضاع الجنسية.
التهمة الموجهة عقاريا لترامب أشد عهراً، لعدم وجود مدعين سواء من البنوك التي استدانت شركاته العقارية منها، أو متضررين مالياً أو معنوياً من تضخيم ثمن أصوله بشكل مبالغ فيه. هل البنوك ومؤسسات المال في أميركا غبية؟ أكيد لا. الحاضر فقط في هذه القضية العجيبة مدع عام اخترع تهمة بدون متضررين، وجناية بدون جناة.
سياسياً، برأت المحكمة دونالد ترامب وهو رئيس من تهمة مساعدة الروس له في الانتخابات، وهي أعلى قمة العهر السياسي، والرهان على فقدان ذاكرة الشعب الأميركي، لأن ترامب لم يربح الانتخابات شعبياً، بل المُجمعّات الانتخابية هي من صوتت له، وإذا كان تصويتها مخترقا من الروس، فهي ادانة واضحة لكل أجهزة الاستخبارات الحكومية والخاصة في أميركا والكونغرس وليس لترامب.
اعتبر القاضي الذي ينظر في قضية محاولة قلب نتائج انتخابات 2020، المتهم فيها ترامب، بالاستناد إلى ما اعتبره "سلوكا غير ملائم ظاهريا"، ومع تنديده بـ"سوء التقدير الهائل" الصادر عن المدعية العامة (من أهداف هذه المدعية الإيقاع بترامب وقالتها بوقاحة تحسدها عليها ممثلة البورنو إياها) طلب القاضي انسحابها من الملف مع جميع أعضاء فريقها، أو أن ينسحب المحقق المعني ناثان وايد.
المدعية العامة النزيهة اعترفت في فبراير/شباط الماضي بأن لديها علاقة شخصية مع المدع العام ناثان وايد، الذي عينته للإشراف على قضية التدخل في انتخابات 2020 التي رفعها مكتبها ضد الرئيس السابق دونالد ترامب.
جاء هذا الاعتراف بعد أسابيع من ادعاء مايك رومان، وهو أحد المتهمين مع ترامب في القضية، في دعوى قضائية أن المدعية العامة ووايد كانا على علاقة رومانسية استفادت منها شخصيا، وظهرت في إجازة كلفتها مبلغاً كبيراً.
ولا تنسى جهود مشعلي الحرائق الذين تحركهم فرق متخصصة في فروع مختلفة للإيقاع بدونالد ترامب، واتهموه ضمن 91 تهمة بالاحتفاظ بوثائق حكومية سرية، ولم يسبق لأي رئيس أميركي أن حوكم بهذه التهمة، لأن أي رئيس أميركي له الحق في الاحتفاظ بوثائق سرية وفقاً لقانون السجلات الرئاسية، وهي تهمة سيسقطها المحلفون في نهاية المطاف، والغرض منها هو تدميره سياسياً أو صحياً كما كل التهم السابقة.
بعيدا عن هستيريا شبكات الإخوان المسلمين ونوابهم في الكونغرس، وأطياف التغيير، والليبراليين، وأعداء الدول القومية، وبابا روما فرنسيس الذي يتهم ترامب بدون تسميته بالشعبوية، وجداول أعمال تقويض الإمبراطورية الأميركية وشبكات عملائها وإعلامها، دونالد ترامب ليس كاملاً، لكنه يظل أفضل من جو/أوباما لأنه قد يستطيع إعطاء أميركا واقتصادها قبلة حياة لمدة أربع سنوات، وربما لا يستطيع فعدة سرطانات مميتة أصابت أميركا، وكما يبدو تُسيّر أميركا لأول مرة في تاريخها نحو السقوط.
ديون يستحيل تسديدها. جدول أعمال للدولار ليفقد قيمته كعملة دولية تقاس عليها قيم العملات الأخرى. نظام تعليمي فاسد يُدرس عدد الأنماط الإنسانية غير الرجل والمرأة (24 نمطاً حسب الليبراليين والمثليين) حتى لدارسي الرياضيات والفيزياء! قوى ناعمة تتآكل منها صناعة السينما في هوليوود. دول عميقة تديرها شركات خاصة لمصلحة دول خارجية تعمل ضد أميركا.
الترامبية أصبحت ظاهرة عالمية، وعقاب من يتبنى جدول أعمالها، ما يحدث لترامب من مطاردة وتشويه وتدليس، وخوف المحور الذي يعمل ضده ليس فقط وصوله إلى البيت الأبيض مرة ثانية، لكن من وصول المنتمين لتياره للحكم في دول أوروبا كافة. دونالد ترامب رغم كل شيء هو القاطرة التي تتبنى الدفاع عن الدول القومية من تيار الهجرة غير الشرعية وطمس الثقافات الأصلية للدول.

*حسب ما أعلم أن الرئيس اللبناني أمين الجميّل هو صاحب هذا المصطلح، ووصف به السياسيين اللبنانيين في حديث له مع مجلة "الحوادث" في الثمانينات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟