الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معضلة السكن في إيران.. حلمٌ بعيد المنال تحت وطأة نظامٍ فاسدٍ

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)

2024 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يشير فحص رسائل المواطنين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن إيجار المنزل أصبح أحد أهم الاهتمامات الاقتصادية للإيرانيين. يركز عدد كبير من الرسائل التي يتبادلها المستخدمون بشكل يومي على وسائل التواصل الاجتماعي على قضايا تتعلق بالإيجار وارتفاع التكاليف والتضخم في هذا المجال.
والموضوع المشترك في هذه الرسائل هو عدم القدرة على تحمل إيجار المنزل والنفقات الشهرية المتزايدة، خاصة في العاصمة.
ووفقاً لدراسة استقصائية، تجاوز متوسط حصة الإيجار في نفقات الأسر في طهران 50%، وينفق سكان العاصمة، في المتوسط، حوالي 150 مليون ريال (حوالي 252 دولاراً) شهرياً على إيجار المنزل.
وأعلن أكثر من 50% من المشاركين في الاستطلاع أن دخلهم ورواتبهم الشهرية تقل عن 160 مليون ريال (حوالي 269 دولاراً).
تناول تقرير نشرته صحيفة اعتماد يوم 9 آذار/مارس العلاقة بين تضخم الإيجارات والتضخم العام في إيران، مشيراً إلى أنه، باستثناء بعض الأشهر الأولى من العام، تجاوز تضخم الإيجارات في الأشهر الستة الثانية التضخم العام الشهري.
ووفقا للتقرير، فإن مقارنة تضخم الإيجارات هذا العام مع عام 2022 تظهر أن المستأجرين في عام 2023 واجهوا عاما أكثر صعوبة. وفي أواخر سبتمبر/أيلول 2023، أفادت صحيفة "دنيا اقتصاد" التابعة للنظام عن زيادة سنوية قياسية في الإيجارات على مستوى البلاد منذ 12 عاماً خلال النصف الأول من العام، لتصل إلى 38.5%.
ويسلط التقرير الضوء على أن النمو الأخير في الإيجارات خلال الأشهر الستة الأخيرة كان غير مسبوق منذ عام 2011. وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى الأيام التي سبقت رأس السنة الفارسية الجديدة: "الناس محاصرون تحت هذه الأسعار المرتفعة ... إلى جانب إيجار المنازل والمرافق العامة، والفواتير، فإنهم يكافحون من أجل ملء بطونهم، وما إذا كانت عطلة أم لا أصبحت غير ذات صلة بالنسبة لهم.
وعلق مواطن آخر على الوضع قائلاً: "إن الليالي القريبة من رأس السنة الإيرانية، بالنسبة للبعض، هي تذكير بالديون غير المسددة، والشيكات المرتجعة، والمطالب غير الملباة، والنفقات الطبية، والحسابات المصرفية الفارغة، وإيجار المنزل، والرسوم المدرسية للأطفال، ونفقات السيارة غير المستوفاة."
وأفادت صحيفة اعتماد حكومية، نقلاً عن عباس أكبر بور، خبير سوق العقارات، في 9 مارس/آذار، أنه إذا كان معدل التضخم المعلن حوالي 40%، فإن معدل الإيجار يتجاوز هذا الرقم، والسبب الرئيسي هو ارتفاع سعر الصرف الأجنبي في السوق.
وفقًا لأكبربور، في حالة واحدة فقط، واجه سعر صرف اليورو مقابل الريال نموًا بنسبة 25٪ في الأسبوعين الماضيين، مما كان له تأثير كبير على جميع العناصر، بما في ذلك الإيجارات.
وذكر خبير سوق العقارات أيضًا: "إذا كانت الزيادة في معدلات الإيجار أعلى من التضخم، فلن يستفيد الملاك في هذا الاقتصاد المتعثر كثيرًا من هذه المعدلات، ولكن ما إذا كان المستأجرون يلتزمون بهذه المعدلات لتجديد الإيجار أمر بالغ الأهمية".
في أغسطس 2023، نشر منفذ الأخبار عبر الإنترنت "فراز" تقريرًا يشير إلى أن العديد من العائلات، بسبب عدم القدرة على دفع إيجار المنزل، هاجرت من طهران وخزنت أدواتها المنزلية في حاويات مستأجرة.
في 11 أكتوبر 2023، نشرت وكالة أنباء "إيلنا" الحكومية تقريرًا عن دخل ونفقات العمال، مشيرة إلى أن حوالي 55% من رواتب العمال في المحافظات تذهب في المتوسط إلى إيجار المنازل.
وبحسب بيانات التقرير، فإن رواتب العاملين في العاصمة تصرف بالكامل على الإيجار.
وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على موقع X، في إشارة إلى القلق الواسع النطاق بشأن إيجار المنازل: “حتى سن العشرين تقريبًا، لم يكن لدينا أي فهم لإيجار المنزل أو أسعار الضروريات والنفقات المنزلية. سافرت في حافلة مع أطفال المدارس ورأيت اليوم أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عامًا يدركون تمامًا أسعار المنازل في منطقتهم ويعرفون أن الإيجار المرتفع يجلب لهم المتاعب.
ورغم إنكار السلطات الإيرانية للتضخم والارتفاع الكبير في الأسعار، إلا أن بعض التقارير الرسمية تشير إلى تفاوت كبير بين الدخول والنفقات العامة للمواطنين.
صرح باباك نغهداري، رئيس مركز الأبحاث التابع للبرلمان، في 8 أكتوبر 2023، أن أسعار المساكن والإيجارات زادت عشرة أضعاف منذ عام 2018 حتى الوقت الحاضر.
وبناءً على ذلك، إذا كان إيجار شقة صغيرة قبل خمس سنوات حوالي 10 ملايين ريال، اليوم، يجب على الأسرة التي تستأجر نفس المنزل أن تدفع ما لا يقل عن 100 مليون ريال شهريًا.
منذ سنواتٍ طويلة، تحوّل حلم امتلاكِ مسكنٍ لائقٍ إلى ظاهرةٍ باهظة الثمنٍ لا يمكن للكثيرِ من الإيرانيينَ بلوغُها. ففي طهران والمدنِ الكبرى، يضطرّ الكثير من الناسِ إلى العيشِ في أكواخٍ وأطلالٍ مُتهالكةٍ، بينما يُصبح النومُ في المقابرِ وتحتَ السلالمِ وعلى أسطحِ المنازلِ أمرًا عاديًا في جميعِ أنحاءِ إيران.
كان إبراهيمُ رئيسي، الرئيسُ المنتخب من قبلِ خامنئي، قد وعد خلال حملتِه الانتخابيةِ ببناءِ مليونِ وحدةِ سكنٍ سنويًا وتوزيعِها على الفقراءِ، لكنَّ هذا الوعدَ لم يتجاوزْ كونه ضجيجًا دعائيًا، بينما ازداد عدد المشرّدين يومًا بعدَ يومٍ.
يُدرك خامنئي ورئيسي هذهَ الحقائقِ جيدًا، لكنَّهما، بسببِ البنيةِ المافيويةِ للنظامِ وعمقِ الفسادِ الحكومي، لا يُريدانِ ولا يستطيعانِ تلبيةَ هذا الحقِّ الأساسيِّ والحدّ الأدنى للشعبِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم