الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استهدافات الإدارة الأمريكية من إقامة ميناء عائم على شاطئ غزة

عليان عليان

2024 / 3 / 17
القضية الفلسطينية


خرج علينا الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب حالة الاتحاد بخطته لإقامة ميناء عائم على شاطئ قطاع غزة، من أجل هدف مزعوم، مد قطاع غزة بما يلزمه من غذاء ودواء ومستلزمات إعادة بناء البنية التحتية والخدمية في القطاع، الأمر الذي أثار استهجان واستغراب معظم المراقبين لتطورات الحرب، لا سيما وأن الولايات المتحدة هي الشريك القائد في هذه الحرب الإبادية، وتشارك حكومة العدو بذات الأهداف المتوخاة من الحرب وعلى رأسها القضاء على حركة حماس وإنهاء ظاهرة المقاومة في القطاع، ثم وضع البدائل لحكومة حماس في القطاع، التي حتى اللحظة محل خلاف بين الإدارة الأميركية ورئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو، لكن هذا الخلاف قابل للحل بين شركاء الحرب سواء بقي نتنياهو في الحكم أو حلت محله حكومة معارضة بقيادة بيني غانتس أو يائير لابيد
الأهداف الأولية لميناء بايدن
وبايدن بهذا المشروع يحاول:
أولاً- أن يظهر بمظهر المنقذ لأبناء القطاع من الجوع ومن الأمراض الفتاكة الناجمة عن حرب التجويع الصهيونية، المترافقة مع الحرب العدوانية على القطاع التي دخلت شهرها السادس .
ثانياً- يحاول أن يلغي من ذاكرة الفلسطينيين والعالم أجمع، أن يديه القذرتين ارتكبتا أبشع المجازر في التاريخين القديم والحديث، بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر مد الكيان الصهيوني بما يزيد عن (65) ألف طن من الذخائر الدقيقة، التي أدت إلى ارتقاء ما يزيد عن (31) ألف شهيد، وإصابة ما يزيد عن (72)ألفاً، وبعد أن لعب بايدن وأركان إدارته دوراً مركزياً في قيادة الحرب، ولا يزال يلعب ذات الدور، في إطار مشاركة العدو الصهيوني في ذات الأهداف ممثلةً بالقضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة والإتيان بسلطة عميلة على مقاس مسطرة الأهداف الصهيو-أميركية.
ثالثاً- يحاول تخفيف ضغط الرأي العام العالمي عن إدارته، الذي يعتبرها شريكاً رئيسياً في الحرب الإبادية على قطاع غزة، بعد أن وفر ولا يزال يوفر الغطاء العسكري والسياسي لهذا العدوان، بعد أن أجهض بالفيتو ثلاثة مشاريع لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن.
رابعاً- يحاول أن يمتص غضب الشارع الأميركي، الذي يعج بالمظاهرات ضد دوره في الحرب على قطاع غزة، وكذلك غضب الجاليات العربية والمسلمة، وغضب جيل الشباب في الحزب الديمقراطي، بعد أن أدرك أن فرصه وفرص الحزب الديمقراطي في الفوز في الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونجرس، تراجعت كثيراً وفق استطلاعات الرأي المتعددة في مواجهة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب
لكن هذه المحاولات لن تنطل على أحد، فالعالم بات يدرك أن إدارة بايدن وحكومة ائتلاف العدو الصهيوني صنوان لإدارة أدولف هتلر النازية، في اقترافهما أبشع المحارق بحق الشعب الفلسطيني .
حقائق أولية على هامش مشروع الميناء العائم
وفي تقديري كغيري من المراقبين، أن مشروع الميناء الأميركي العائم على شاطئ غزة ينطوي على مؤامرة بأهداف متعددة، تتجاوز الأهداف التكتيكية سالفة الذكر، ما يرتب على فصائل المقاومة الانتباه لها مبكراً والاستعداد للتصدي لها وإفشالها.
وقبل التعرض للأهداف المركزية المتوخاة من هذا الميناء، نشير إلى جملة مسائل متعلقة بهذا المشروع أبرزها :
1-إن مشروع الميناء هو بالأساس مشروع إسرائيلي، سبق وأن طرحه وزير الخارجية الصهيوني يسرايل كاتس بتوجيه من رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، حيث لقي هذا المشروع تجاوباً كبيراً، من قبل كل من حكومتي قبرص واليونان اللتين ستشكلان قاعدة الإمداد اللوجستي للميناء، بعد إخضاع كافة الإمدادات للتفتيش من قبل الأمن الصهيوني.
2-إن إنجاز هذا المشروع يحتاج إلى شهرين على الأقل، وخلال هذين الشهرين ستتفاقم حرب التجويع الصهيو-أميركية والعربية الرسمية .
3-مشروع الميناء في الخطة الصهيو-أميركية، هو البديل الفعلي عن فتح معبر رفح وبقية المعابر، علماً أن الإدارة الأميركية تملك مطلق القدرة على الضغط على النظام المصري لفتح معبر رفح، ومطلق القدرة للضغط على الكيان الصهيوني لتسهيل مرور قوافل المساعدات لقطاع غزة .
4-إن الإدارة الأميركية ذات الأيدي الملطخة بدماء عشرات الآلاف من أبناء قطاع غزة لا يمكن أن تسوق نفسها بأنها المنقذ لأبناء القطاع من المجاعة الحقيقية، وهي بهذا المشروع وعبر قصفها القطاع بسلات الغذاء، كمن يريد توفير الحد الأقل من السعرات الحرارية لأبناء القطاع قبل إعدامهم بالصواريخ والقذائف الأميركية.
5-إن هذا المشروع، معد وفق الخطة الصهيو-أميركية، لمرحلة ما بعد اليوم التالي لوقف الحرب، في سياق تصورها البائس واليائس لهزيمة المقاومة، أما الحديث عن دوره الجذري في التصدي لقضية الجوع، فلا يعدو أن يكون سياقاً تكتيكياً مؤقتاً تخفي الإدارة الأميركية من خلاله الأبعاد الاستراتيبجة لمشروع الميناء.
الأهداف الاستراتيجية المتوخاة من إنشاء الميناء العائم
تسعى بعض أطراف النظام العربي الرسمي، التي ستمول مشروع الميناء الذي تقدر كلفة إنشائه بـ(35) مليون دولار، إلى نفي خطورة الميناء على الصعيد السياسي، بالقول أن المسألة لا تتجاوز بناء رصيف لتفريغ السفن، وأن أهداف هذا الميناء العائم إنسانية محضة.
تجدر الإشارة هنا أن هذا الرصيف سيرتبط ببر غزة بواسطة جسر مؤقت، وأن مساحة المشروع الكلية تبلغ مساحته 6- 7 كيلو مترات، ويبعد عن ميناء لارنكا في قبرص 370 كيلو متر.
وفي التقدير الموضوعي أن الأهداف الإستراتيجية، المتوخاة من هذا المشروع تتمثل فيما يلي:
أولاً- تسهيل مهمة العدو الصهيوني في إقامة منطقة عازلة في الشمال، لا سيما وأن قوات الاحتلال هي من ستتولى بشكل رئيسي حماية هذا الميناء، ولا يغير من واقع هذا الهدف المزاعم الأميركية بأنها ترفض اقتطاع أي جزء من القطاع وضمه لـ(إسرائيل).
ثانياً- تحول هذا الميناء إلى قاعدة عسكرية بحرية متقدمة، تضاف إلى مجمل القواعد الأميركية في المنطقة، لتلعب دوراً مركزياً في ضرب المقاومة، وفي توفير الغطاء العسكري الأميركي لأية حكومة دمى في القطاع .
ثالثاً- توظيف هذا (الميناء - القاعدة) لتحقيق الهجرة الطوعية، الناجمة عن ويلات الجوع والتي هي في التحليل النهائي تهجير قسري، رغم التوقعات الكبيرة بفشل هدف التهجير الذي قاومه أبناء شعبنا في القطاع، رغم المجازر اليومية على مدى ستة شهور .
وتقتضي الإشارة هنا، إلى أن العدو الصهيوني الذي فشل في تحقيق الهدف الاستراتيجي من حربه العدوانية على قطاع غزة، ممثلاً بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، لا يزال يسعى لإنجاز هذا الهدف، من أجل أن لا يتجاوز عدد الفلسطينيين في القطاع (150) ألف مواطن .
رابعاً- قطع الطريق على أية احتمالية لتواجد صيني أو روسي على شاطئ غزة، رغم أن هذه الاحتمالية غير واردة، في ضوء الموقف الباهت لكل من روسيا والصين حيال محرقة غزة، واكتفاء كل منهما بالموقف السياسي في مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار والمطالبة بوقف حرب الإبادة والتجويع .
خامساً- أن يلعب هذا (الميناء - القاعدة) دوراً في تمكين الكيان الصهيوني من استخراج الغاز من مياه بحر غزة، والذي يقدر بكميات هائلة، تزيد عن الغاز المتوفر في مياه فلسطين المحتلة، بحيث يشكل غاز غزة تعويضاً عن الغاز الذي تصدره روسيا لأوروبا، ناهيك عن سعي الولايات المتحدة للحصول على حصة من هذا الغاز .
سادساً- أن يشكل هذا (الميناء - القاعدة) -في ضوء التوقعات البائسة واليائسة بهزيمة المقاومة في قطاع غزة- حارساً لمشروع إقامة قناة بن غوريون المزدوجة التي تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، كبديل لقناة السويس .
سابعاً- أن (الميناء - القاعدة) والحرب الصهيو-أميركية على قطاع غزة، يستهدفا توفير الظروف لإنجاز المشروع الأميركي الموازي لخط الحرير الصيني، والذي يربط الهند بميناء دبي مروراً ب السعودية وصولاً إلى الكيان الصهيوني ثم إلى أوروبا .
المقاومة في مواجهة استهدافات الميناء – القاعدة، والميليشيات العميلة
ما يجب الإشارة إليه هنا -والذي يجب أن تتنبه له فصائل المقاومة- أن مشروع الميناء تزامن مع مشروع صهيو-أميركي مدعوم بشكل رئيسي من إحدى الدول الخليجية، ممثلاً بتشكيل ميليشيات مسلحة من بعض مكونات العائلات المعروفة جيداً لدى حكومات العدو ولدى السلطة الفلسطيينية، وأن هذا الميناء القاعدة قد يشكل عامل إسناد لهذه الميليشات في حال إقامتها، لتخلق حالة من الفوضى لإرباك الجبهة الداخلية للمقاومة.
ننتظر من فصائل المقاومة اتخاذ الموقف الملائم، حيال مشروع الميناء الصهيو-أميركي وأخطاره على الصعيد العسكري ومخطط التهجير، وعلى صعيد تسهيل مهمة إقامة المنطقة العازلة في المناطق الشمالية .
لقد تنبهت فصائل المقاومة لمخطط تشكيل هيئات عميلة في القطاع، بهدف إرباك الجبهة الداخلية للمقاومة، وبهذا الصدد أكد مصدر أمني في المقاومة في قطاع غزة مؤخراً "بأن المقاومة ستضرب بيد من حديد، من يعبث بالجبهة الداخلية في القطاع، ولن تسمح بفرض قواعد جديدة، وأن كل محاولات العدو زعزعة الأمن والاستقرار في قطاع غزة ستبوء بالفشل الذريع، وأن المقاومة لن تسمح للعدو الصهيوني أن يعوض ما خسره في الميدان من خلال الألاعيب السياسية داخل قطاع غزة" مشيراً إلى أن "محاولة الاحتلال التواصل مع مخاتير وعشائر بعض العائلات للعمل داخل قطاع غزة" يعتبر عملاً مباشراً مع الاحتلال وهي خيانة وطنية لن نسمح بها"
لقد وصلت رسالة المقاومة للجهات المشبوهة في القطاع، ما دفع تجمع القبائل في قطاع غزة لأن يصدر بياناً أكد فيه على "حرمة التعاطي مع العدو في إعادة تدوير نظام روابط القرى أو إنشاء صحوات عشائرية تخدم المحتل، وأن التجمع ليس بديلاً عن أي نظام سياسي فلسطيني وأنه مكون من المكونات الوطنية وداعم للمقاومة".
شش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا