الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إتلاف الشعب الفلسطيني

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 3 / 17
القضية الفلسطينية


ما تزال الحرب التي أعلنتها إسرائيل على قطاع غزة مستمرة بعد ستة أشهر من اشتعالها ، دون ان تتوقف مقاومة الفلسطينيين الذين تشملهم هذه الحرب دون تمييز بين مقاتل ومدني، كما رشح ذلك على لسان بعض الوزراء ، أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي ، كاقتراح أحدهم بأن تلقى قنبلة ذرية " تكتيكية " فوق قطاع غزة ، أو تشبيه آخر الفلسطينيين "بالحيوانات البشرية " تبريرا لمنع الغذاء و الماء و الوقود عنهم .
لم يعترض إذن الذين أعلنوا منذ اليوم الأول ، عن تأييدهم "المشروط " لإسرائيل في حربها ضد سكان قطاع غزة ، على الأهداف التي ألمح إليها قادتها ، و هي أخلائهم الكامل بالقوة . بل أغمضوا أعينهم بينما تجري سيرورة الإبعاد و الإلغاء ، أبادة و ترحيلا وأصروا على ترديد السردية الإسرائيلية لما جرى في 7 تشرين أول ، أكتوبر 2023، بالرغم من افتضاح التلفيق الذي داخل صياغتها .
من البديهي القول أن هذه الحرب هي من جانب واحد ، غير متكافئة ، حيث جزت إسرائيل بجيش جرار يمتلك أحدث الأسلحة ، برا و جوا و بحرا ، بالإضافة إلى وقوف دول حلف الأطلسي إلى جانبها دعما بالإمدادات والمعلومات والعناصر المقاتلة ، ضد فصائل المقاومة المحاصرة في القطاع ، التي لا يصلها الإمداد و التموين مبدئيا ، إلا صدفة عن طريق التهريب .
الغريب في الأمر ، حتى لا نستخدم تعبيرا مثل المعجزة ، أن الفصائل المذكورة و سكان غزة استطاعوا التصدي طيلة ستة اشهر ، لآلة عسكرية متطورة ، تسيرها ذهنية عنصرية متعالية شرسة إلى حد إبادة كل من يعترض طريقها أو يخالفها ، الرأي لها ، و سرديتها الكاذبة هي المقبولة ، وقوانينها غير العادلة هي التي يجب أن تسود ، و أفعالها الشنيعة هي دائما مبررة .
و لكن يبدو ، بالرغم من هذا كله أن الحرب في قطاع غزة دخلت مرحلة جديدة يمكننا أن نلخصها كما يلي :
ـ تسعى الفصائل المقاومة إلى التوافق على هدنة مع عدوها
ـ في المقابل ، يظهر الإسرائيليون ميلا " لبيع هدنه مؤقتة " بثمن هم يحددونه ، (مثلا أطلاق سراح أسراهم لدى الفصائل ) لامتصاص الضغوط التي تمارس ضدهم في داخل مجتمعهم من جهة ، و في الخارج ، في المجتمعات الدولية احتجاجا ضد ، الأكاذيب و الغطرس العنصرية ، و الجرائم الشنيعة ، و التصفيات الفردية و المجازر الجماعية .
ـ في أغلب الظن ، أن الأوضاع في قطاع غزة ، لا تمثل في الراهن ، مرحليا على الأقل ، مشكلة عسكرية لإسرائيل ، لولا المساندة العسكرية الضاغطة من جنوب لينان و من اليمن من أجل و قف إطلاق النار .
ـ مجمل القول أن إسرائيل لم تتخل ، على الأرجح ،عن أهدافها المتمثلة باحتلال القطاع وإفراغه من سكانه الأصليين ، و لكن من المحتمل أن زعماءها و حلفاءهم ، الدوليين و الإقليميين ، يعتقدون أن الوقت يعمل لصالحهم ، بناء على أن المجازر الكبيرة و الدمار الواسع الذي أطاح بالمدارس و المعاهد و المستشفيات بما في ذلك و كالة غوث اللاجئين إلى جانب الحصار الغذائي و تعطيل القدرة على استغلال المساحة الزراعية ، هي عوامل كافية لجعل العيش في القطاع جحيما و إتلاف الشعب الفلسطيني على المدى القريب ، إذا لم يرحل .
لا بد هنا من أن نلفت النظر ، على عجالة ، إلى أن الإسرائيليين كذبوا و استساغت دول الغرب الأطلسي كذبهم ، عندما زعموا أنهم يحاربون فصيلا فلسطينيا إرهابيا ، في حين أنهم يحاربون في الواقع الشعب الفلسطيني كله في القطاع الضفة الغربية و في الجزء المحتل منذ 1948 ، و في مخيمات الشتات . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإننا نسمع عن محادثات ووساطات بين إسرائيل و فصيل فلسطيني مقاوم دون سواه ، بينما يعلن عن أن كل الفصائل في القطاع تشارك في التصدي للعدوان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية