الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحركات الدبلوماسية لا تغطي فشل امريكا في العراق

طه معروف

2006 / 12 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


جربت امريكا وبريطانيا بدائل عديدة في العراق؛ بدءا بأقامة سلطة بريمر وانتهاءا بحكومة نوري المالكي ومشاريعها الطائفية المخادعة التي ادعى انها للمصالحة الوطنية ولكن جميعها بائت بالفشل لكونها مبنية على الاساس العرقي والطائفي ولا تستهدف الا خداع الجماهير العراقية ولم تؤدي إلا الى المزيد من تدهور الوضع الامني . كان إرغام الجماهيرعلى الحضورامام صناديق التصويت من قبل الميليشيات المسلحة في تلك الظروف عنوانا لعملية الديمقراطية. و ضمن سيناريو آخرتبذل الآن اطراف اقليمية ودولية تحت المظلة الامريكية، جهودا دبلوماسية مكثفة ترمي الى جني الاوراق السياسية الرابحة بعد ان تحولت الساحة السياسية العراقية الى مسرح وميدان للصراع ولتصفية الحسابات السياسية. تتمركز هذه التحركات الدبلوماسية في عدة محاور اهمها: المحور الايراني القوي في العراق الذي تسلم رسالة امريكية بريطانية من جلال طالباني خلال زيارته الاخيرة لطهران لطلب يد العون والمساعدة من حكومة احمدي نجاد الاسلامية "لتهدأة الوضع الامني في العراق". وفي محور آخر،جرى الاسبوع الماضي اتصال امريكي سعودي اثناء زيارة تاجر الحروب الامريكية ،ديك تشيني، لجمع الحلفاء ولسد الطريق امام توسع النفوذ الايراني في العراق وفي المنطقة ، و كذلك أستأنفت المحادثات في الاردن بين ملك الاردن و رئيس هيئة علماء المسلمين الارهابية في العراق والمسؤولة عن الجرائم الفضيعة بحق المدنيين، الضاري ، الذي يتمتع بدعم السعودية ومصرايضا، تمهيدا لزيارة الرئيس الامريكي الى هناك غدا .ولكن هل من الممكن ان تحقق هذه التحركات الدبلوماسية اية نتيجة على ارض الواقع في العراق؟ إن البذور العرقية والطائفية الخبيثة التي زرعتها امريكا في العراق وتسقيها أيادي الطائفية والعرقية والتي ادت الى الكارثة الانسانية الراهنة يستحيل تجاوزها بهذه التحركات مثلما عجزت العملية السياسية المخادعة خلال اكثر من ثلاث سنوات عن وضع حجر على حجر في هذا المسار، لسبب واضح ،هو ان الاحتلال مستمرفي العراق. ذلك ان الاحتلال و استمراره هما اساس المشكلة الراهنة و ان القضايا الاخرى التي تتمحور حولها الجهود الدبلوماسية الراهنة ليست سوى نتائج له.
إن التحركات الدبلوماسية الامريكية في هذه الظروف هي شكل من اشكال التوسل السياسي التي تلجأ اليها قوة فاشلة امام قوى اخرى منتصرة في الساحة العراقية وخصوصا الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تحاول فرض اجندتها السياسية كقوة اقليمية منتصرة ليس على نطاق العراق وانما على صعيد المنطقة من فلسطين ولبنان الى افغانستان وما زيارة جلال الطالباني الى ايران إلا لتسلم قائمة مطالب الحكومة الاسلامية الايرانية من قوى الاحتلال بعد ان تحولت الاولى الى القوة المهيمنة في المعادلة السياسية العراقية وتمتلك القدرة الفعلية لتغير المسار السياسي في العراق عبر العشرات من المجاميع الميليشياتية المسلحة وعلى رأسها حكومة المالكي الشيعية الطائفية التي تلجأ الى قصف الأحياء السكنية وقتل المدنيين العزل بحجة تواجد المسلحين فيها في اتون الصراع الطائفي .
ان التحركات الدبلوماسية الامريكية الاخيرة هي حصيلة الفشل السياسي والعسكري الامريكي في العراق وفي المنطقة ولم تأتي الى الواجهة إلا بعد إستنزاف كل الوسائل الأخرى لدى قوى الأحتلال وخروج الوضع العراقي من نطاق السيطرة وبات العنف والأرهاب جزءا من الحياة اليومية للجماهير .
على صعيد اخراعلنت الحكومة الاسرائيلية وقف اطلاق النار مع الفلسطينيين في إطار اللعبة الأمريكية بهدف دعم وإنجاح جهود يبلوماسية امريكية فقط و ليس لسبب آخر وان توقيت هذا الأعلان جاء متزامنا مع زيارة بوش للمنطقة وليس له اية علاقة بحل القضية الفلسطينية .
ان امريكا وسياستها الدموية ونزعتها الفاشية العسكرتارية فشلت في العراق والتأريخ يسجل هذه الأنتكاسة والفشل بوصفها هزيمة ثانية بعد هزيمتها في فيتنام رغم كل الادعائات بإن تجربة فيتنام لن تتكرر مرة اخرى .واذا كانت امريكا هزمت في فيتنام على ايدي المقاومة المدنية التي تعاملت بصورة انسانية مع المجتمع الفيتنامي ولمت شمل جميع الاطراف و عملت على تداوي الجروح ونسيان الماضي و باشرت بعملية البناء، فان هزيمتها في العراق تاتي على ايدي اشد التيارات الارهابية القومية و الاسلامية الرجعية التي تعادي الجماهير حتى النخاع و ستعمل على بناء سلطتها الدينية والإستمرار في حربها الدموية ضد الجماهير المتمدنة.
طه معروف
2-12-2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد