الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة الأغفائة.

صباح حزمي الزهيري

2024 / 3 / 19
الادب والفن


مقامة الأغفائة :
أغمضت عيني , ولكن كيف اغفو؟, وأنت في الظل حين قبلت شمسك بألف نجمة , ولا حول لقلبي حين أحتضن هباتك من البروق , أستهِل الليل بضوء الماء وصدري مضرج بعناقك , وكنت حين يلتحفني البرد تحضنيني .
التفكير فخ ينصب شِباكه لِيصطاد الْفرائس من غابة الذاكرة, لأجدها في تفاصيل فنجان القهوة , وهي أزمة هؤلاء الذين يشربون من نهر العشق كل صباح , فإذا بهم يزدادون عطشا , و كلما حلموا بالارتواء لم يجدوا سوى لعنات أبدية , أذكر ان أحدهم قال لي بكلمات مخضبة بحبر القلب :وهل كانت باليد حيلة ؟
والذاكرة آه منها فهي لاتخون, فمن يفكك شفرتها ؟ هي تحتفظ بِالسرِ حتى تذوب خلاياها
وتطمر فِي التراب ,فهل نسقيها دمعا لِتزهر الحقيقة ؟ تلك أسئلة المجهول لأبجدية الهوس, التي تسري بسطور اتعبها ثقل المداد من حجم ما خط القلم الذي أستل من غمده ليصوغ على الاضلع نقش من الوله, ويلونه بالحناء بخطوط منقوشة علي اوراق السمر, هناك حيث الوجد معترك بين المعاني المتزاحمة على اولوية التعبير ,هوس جارف لكل التفكيرالذي يعمى المخيلة بالصمت المقيت , ويجثم بمحيط الحنجرة هائم بصحراء الفؤاد.

عندما يصيبني الجنون أراك جميل مثل قلبي الغارق في يم الحنين , وأشواقي إليك تجتاز جغرافية الإشتياق صوب دروب الجنون , تحلم أصابعي بعناق أصابعك , وشفاهي تحلم بتقبيل عينيك, ولأن الوجود والْغياب توأمانِ فأنَا حين أجدني لا أجدني.

تكتبين اسطرا فنرد بصفحات , تلك مقامة المحبين عندما يصلهم امر بالأغفاء , أو هو القهر حين نفر من الألم , لتحتضننا الأشواك, وهذه طرقنا عثراتها كثيره, لتجعلنا نصبح ماهرين في الأجتياز, وعندما تقاطعين نمد حبال الوصال, لتشنقينا شوقا.

وما دامت التفاصيل الصغيرة تستهويك , فأسمعي ما يقوله نزار قباني :(( كل شيء يمكن إخفاؤه, إلا ملامح العين, حين تحن, وحين تحب, وحين تحزن, وحين تفتقد شخصاً )) ,
وانا أضيف: لا يمكن للعين إخفاء جرأتها, او خجلها, او سحرها, او خيانتها, او ثقتها, او ذكاءها , فأينَ تختفي مفاتن الصوت المسروقٍ من غفلة نايٍ في غفوة نجمٍ بضياعِ زهورِ الهمسِ الشارد من خفرٍ في لهوِ الوجنة إذ بادل الخد خمار؟ وماذا عن الشفاه التي تغمز للحرفِ, فنجد بتهويمتها رحلة عينٍ من جبل الكحل حتى وديانِ العنبرِ في ميلان قوامٍ سار مليا في غنجٍ, يالتلك اللثغة , تأتيك كنسمة جاءت بأفضل ورود قارورة الأحلام التي ساحت وتمارت ثم حنت الهوينا, ليتمطى الطيف رويدا, فيميل بها النسيم نحو الأفنان, لتتوارى وحياء الوجنة يلهو, أرأيت كيف تبقينا التفاصيل مؤرقين ؟

يطول الحديث في طريق نجد , تقول كوثربنحدو: (( يُروى والعهدة على الراوي , أنك فقدتَ أبجدية حروفك, وأصبح دمعك من بعدي , يسبق الكلام العالق في طرف لسانك , وأخبرك أنا , على ذمتي , ما كان ذلك سوى ما جنته روحك من تناغم وتلذذ بوجعي ,وها قد جف الدمع في عيني وحُلت من بعدك ,عقدة لساني)) , تلك هي أحلام لاتأتي بالغفوات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا