الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصدع الحاصل في العملية السياسية .. يعلن رحيلها العاجل

علي عرمش شوكت

2024 / 3 / 19
كتابات ساخرة


ان العملية السياسية في عراق اليوم اصيبت بمقتل، حينما تولاها سرطان المحاصصة ونهش مفهوم ما سمي بـ " حقوق المكونات " الذي تحول اليوم الى " لوكيميا " يسري في دماء روادها وهذا المرض العضال من شدة خبثه يخدع المصاب به حيث ينخر بجسمه حتى يسقطه صريعاً.. والحالة التي يمر بها حكم امراء الطوائف ومن خلال عملية فحص الجماهير المتضررة يعلن ان العملية السياسية القائمة في طريقها الى الاخرة اي انها مشيعة لا محال الى عالم الاموات.
وبعد الانفجار السياسي المدوي الذي خلفه انسحاب " التيار الصدري " من البرلمان الذي كان يمثل قاعدة مثلث " التحالف الثلاثي" الفائزالاول صاحب الاغلبية، مع ان بامكانه الصعود على سدة الحكم باريحية، اذا ما جرى التصرف بحنكة سياسية مناسبة، والصمود في مجلس النواب ، مما جعل ضلعيه الاخرين يعومين مأزومين يبحثان عن ملاذ يحميهما من مهب الريح السياسية الاتية، التي اطاحت بقاعدة التحالف الاقوى فعاشا القلق القاتل، الامر الذي غداهما يتعلقان حتى بغطاء كانا لم يقبلانه. وهذا قد شكل هزة مدمرة بلطت الطريق امام القناص الذي كان متربصاً بهما فاصطاد ضحايا الانفجار الهائمة على وجوهها للاسف الشديد.
اما ما تمخض عن هذه الدراما الممزوجة بالكوميديا الساخرة التي كانت ملهاة للاطراف الملتحقة، مع جل احترامنا لها، حيث راحت راضية مرضيا ان تكون عبارة عن " مكملات " ليس الا .. ورهنت نفسها طوعاً وطمعاً لعلها تحصل على فتات المنافع التي كانت تبشر بها الموازنة المالية الضخمة في حينها. وغدت تلفهما القناعة بان حقوقهما مضمونة طالما صارا ضمن حصون ما سمي بـ " ائتلاف ادارة الدولة " غير انهم قد تناسوا تجاربهم السابقة في ضياع التوازن العادل مع ذات القوى صاحبة الاغلبية، في نظام برلماني يجيز لصاحب الاكثرية، ان يتصرف كما يشاء ضمن مساحته القانونية، التي لا يتمكن اي طرف غلق المنافذ عليها. في حين هو فارغ من قدرات تتيح له من جني الثمار، ما عدا سماح صاحب البستان هذا اذا ما تصدق عليهم وسمح.
وما نشاهده الان من تجليات كانت متوقعة. واول غيثها لم ولن يُسمح للطرف الكردي ان يطلق مدى رؤيته ابعد من الواقع المسموح به " نمط الحكم الحالي " ففي كثير من الاحيان راح منطلقاً من طموحه المشروع، غير انه لم يصب في حساباته ضمن راهنات نظام لم يؤسس على قواعد المواطنة والديمقراطية العادلة، وانما على اساس المحاصصة المقيتة الممسوكة من خوانيقها من قبل صاحب الاغلبية الحاكمة والمعمدة قضائياً ، ولم يكن بمقدور الطرف الكردي وهو في حالة انشطار غير التهديد بالذهاب الى الانسحاب وقد بدا " البارتي " بخطوة الامتناع عن المشاركة في انتخابات اقليم كردستان المقبلة ويلمس ان الحبل على الجرار ..
اما التصدع والشرخ القانوني الذي جعل العملية السياسية تمشي وهي نائمة جراء افراغ البرلمان من رئيساً له ، مما حرك غضب واعتراض صاحب هذه " الحصة " وبالمناسبة هو الاخر كان مهرولاً ظاناً بقدرته الحصول على بقايا من مائدة الحكم الدسمة ، وهو احد اطراف التحالف الثلاثي المنكوب بطوفان انكسار سد قوى التغيير على اثر انسحاب " التيار الصدري " وما زالت عافية البرلمان في غرف العناية الفائقة، دون اي مؤشر ايجابي بل هنالك توقعات اصبحت رأي عام، بقرب رحيل ما سميت بالعملية السياسية. والعهدة على اصحاب القرار..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل