الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تفاعلات القوة الجديدة
احمد جليل العتابي
2024 / 3 / 19مواضيع وابحاث سياسية
تسعى القوى العظمى على مر التاريخ الى اقامة النظام الدولي بالقوة واخضاعه لسلطانه وهذا يكون على حساب القوى العظمى الاقليمية والدولية الاخرى . ان النظام الدولي المعاصر مر بعدة مراحل تغيير هيكلية ، وهذه هي طبيعة النظام الدولي .
كانت آخرها نظام القطبية الاحادية والذي حاولت الولايات المتحدة بنائه طبقاً للقوانين القوة الامريكية ، لكنها فشلت في التحكم والامساك بكل خيوط اللعبة السياسية الدولية وأصابها في النهاية الانهاك مما دفعها الى التراجع للبحث عن الشراكة العالمية للوخفيف وعلاج ازمتها المالية . وهذا يحمل معه من ناحية أخرى ضمنا التسليم بالأمر الواقع الدولي وهو وجوب ان تتعدد القوى وتقرر وضع توازني لها فيما بينها لضمان مصالحها وأمنها واستقرار النظام الدولي . ومن ناحية اخرى هذا يعني تقرير لحالة الصعود الى اعلى لقوى عظمى جديدة في درجات سلم القوى العالمية . فنجد ان درجات الاعتماد المتبادلة العالية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين تجاريا دفعت الولايات المتحدة برغم اعلانها المستديم عن مقاومتها للصعود الاقتصادي الصيني وزيادة قوتها الشاملة ، الى حث الصين الى شراء أذون الخزانة الامريكية لدعم النظام المالي والنظام الاقتصادي الامريكي وعلى أساس أنه يصب في النهاي لدعم المصالح المالية والاقتصادية الصينية وكل هذا تم في أقل من ربع قرن من الزمان .
ان مشكلة النظام الدولي هي قدرة الدول على التفعيل المادي للقوة وذلك باستخدام القوة العسكرية والعنف في تنفيذ سياساتها الخارجية تجاوزا للقانون الدولي . ان ما يساعد الدول على المبادرة واستخدام القوة برغم وجود توازن في القوى معلن ومعروف هو ان الدول الاخرى لا يمكنها اتخاذ قرار استراتيجي بالحرب كل فترة زمنية قصيرة لان في ذلك اهدار للموارد ويؤثر عكسيا على عمليات البناء والتنمية ورفاهية الشعوب وهي الاهداف التي تسعى اليها النظم السياسية بالدول ، وبالتالي فان قرار الحرب والحروب المضادة ارتبطت وقيدت بالتبعية وبالتهديدات الحيوية للدول والدفاع عن النفس اكثر منها لتقرير اوضاع توازنية جديدة للقوى ، وبالتالي هذا اعطى مساحة للدول مثل الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل التي يرتكز اقتصادها ورفاهيتها ووجودها على تطور وتشغيل مؤسستها الصناعية العسكرية خاصة مع وجود وخلق الفجوات الاستراتيجية في النظام الدولي . ومن ناحية احرى ان انخراط القوى الاقليمية والدولية في سباق محموما للتسلح مع تطوير قدرتها التدميرية وزيادتها يكدس الاسلحة بالدول ويؤدي الى استخدامها في المواقع المختلفة يوما ما .
وكمثال على الاستخدام المضر للقوة في النظام الدولي والذي لم يجد العالم سببا ومبررا استراتيجيا صحيحا له ، استخدام الولايات المتحدة الامريكية للقوة وغزوها للعراق . مما ادى الى تقويض نظام توازن القوى الاقليمي في الشرق الاوسط وأدى الى اشاعة الفوضى في النظام الدولي التي نقلته من الاحادية القطبية الامريكية الى نظام دولي جديد تعددي قائم على التكتلات الاقليمية والنوعية ، وبالتالي هو نظام سوف يتميز بالتنافسية الشديدة والحادة على المستوى الاقليمي والدولب ، والتي ستمثل تحدياً خطيراً لعملية صنع القرار الاستراتيجي بالدول بسبب كا تحمله من تهديدات ومخاطر في البيئة الخارجية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصادم قطارين جنوبي الهند يخرج 12 عربة عن مسارها
.. سرايا القدس: مشاهد لقصف سديروت واستهداف مركز للقيادة في جحر
.. الانتخابات الأمريكية ببساطة.. قريبا مع أحمد فاخوري على الجزي
.. قراءة عسكرية.. ما آخر التطورات المتسارعة بشأن التصعيد في لبن
.. حملة ترمب.. طلبات أمنية غير مسبوقة لمرشح رئاسي