الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية الدائن والمدين

رياض ممدوح جمال

2024 / 3 / 19
الادب والفن


تأليف: أوغست سترندبرك
ترجمة: رياض ممدوح جمال

شخصيات المسرحية:
السيد اكسيل، طبيب، ومسافر افريقي
السيد تيوري، شقيق السيد اكسيل، وهو مزارع
زوجة السيد تيوري
الآنسة سيسيليا
خطيب الآنسة سيسيليا
الدكتور لندجرن، تدريسي سابق
الآنسة ماري
رجل قانون محترم
النادل

)غرفة ذات أثاث جميل في فندق. ابواب على اليمين وعلى اليسار. يدخل تيوري وزوجته(

تيوري: هذه غرفة جميلة جداً ! لكن لابد ان الرجل الذي يعيش فيها ايضاً محترم جداً.
الزوجة: نعم، انا اعتقد ذلك ايضاً، صحيح اني لم ار اخاك ابدا، لكني سمعت عنه كثيراً، وكأني الآن اعرفه.
تيوري: هناك الكثير من الاقاويل حوله، ان أخي الطبيب قد زار نصف اقطار افريقيا، وليس بإمكان شخص ما ان يقتفي خطاه،... وربما في شبابه قد شرب الخمر وتمتع...
الزوجة: اخوك الطبيب في الحقيقة ليس لديه سوى شهادة درجة الماجستير...
تيوري: لا يا سيدتي، فهو لديه شهادة درجة الدكتوراه في الطب.
الزوجة: نعم، لكنه عندما كان بدرجة الماجستير، كان اخي قد حصل على درجة الدكتوراه في الآدب.
تيوري: ان اخاك رجل محترم، لكنه هو مجرد مدرس في مدرسة حكومية. وذلك يختلف كثيراً عن طبيب ويحمل درجة دكتوراه، يمكنني قول ذلك بدون غرور.
الزوجة: آه، لربما هو حقق ما كان يريده، ومهما تكن وجهة نظرك به، وعلى كل حال فان اخي كلفنا الشي ءً الكثير.
تيوري: لقد كلفنا الشيءً الكثير، لكنه جلب لنا من السعادة الشيء الكثير ايضاً.
الزوجة: سعادة كثيرة ! حينما كنا نغادر منزلنا ووطننا على حسابه الخاص.
تيوري: ذلك صحيح بما فيه الكفاية، لكننا لا نعلم سبب تأخر مساعداته المالية لنا، هل انه لا يتمكن من ذلك أم ان ارسال الاموال الى خارج افريقيا السوداء ليس سهلاً؟
الزوجة: سواء لد يه عذر في ذلك أم لا، فهل هو سيساعدنا الآن؟ انه ليس أكثر من واجبة.
تيوري: سنرى، سنرى...على أي حال، هل سمعت انه قد نال أربعة أوسمة؟
الزوجة: نعم، لكن بماذا سيقيدنا ذلك؟ اعتقد ان تلك الاوسمة ستجعله متغطرساً اكثر. لا يا سيدي، لن انسى السرعة التي جاء بها ضابط الشرطة بتلك الصحف.. وجلب الناس معه كشهود.. ثم.. بدأ العرض.. كل الجيران دخلوا يستعرضون قيمة ما لدينا من اغراض في البيت. تعرف يا تيوري، ما الذي احزنني اكثر في حينها؟
تيوري: الثوب الاسود...
الزوجة: نعم، ثوبي الحريري الاسود الذي اشترته لي كنتي بخمسة عشر كراونات. خمسة عشر كراونات.
تيوري: ما عليك سوى الانتظار، سوى الانتظار، سيكون بمقدورنا شراء ثوب حريري جديد...
الزوجة: (تبكي (نعم، لكن ليس مثل ذلك الثوب.. الذي اشترته لي كنتي.
تيوري: ثم بمقدورنا ان نشتري ثوباً اخر. انظري هنا، كم هي راقية هذه القبعة ! لابد ان تكون لرجل قانون محترم ويسكن هنا مع اخي اكسيل.
الزوجة: وما شأني انا بهذا؟
تيوري: أوه، الا تعتقدين انه أمر رائع ان هناك شخصاً مثلنا انا وانت يزورونهم اناس هم اصدقاء للملك؟ اني اتذكر انك كنت قد ابتهجت طوال اسبوعين عندما اخوك، التدريسي، كان قد دعي على الغداء عند الاسقفية.
الزوجة: لا اتذكر ذلك.
تيوري: أوه، كلا لا يمكن ذلك.
الزوجة: لكن اتذكر يوم الرابع عشر من آذار، عندما اجبرونا ان نغادر البستان، التي كنا قد استأجرناها. ولم يكن قد مضى على زواجنا سنتان وكنت احمل طفلي على كتفي.. أوه يا عزيزي !.. ثم، وصول المركب البخاري بكامل مسافريه، كنا نحن فقط الراحلين، ولن انسى ابدا القبعات الثلاثية الزاوية لتلك المسافرات من كل انحاء العالم. وعلى أية حال، ما الذي يجعلك تعتقد ان رجل قانون محترم سيهتم ببستاني وزوجته ولم يقذف بهما خارجا؟
تيوري: انظري الى هذه، ما هذه؟ هل ترين هذه الحوالات البريدية المقدمة له، انظري الى هذه الكمبيالة !
)يأخذ حوالة بريدية من على منضدة الكتابة، يضعها على يده ويمسدها بلطف باليد الاخرى(
الزوجة: مثل هذه النفايات !
تيوري: لا تتكلمي بكلام غير محترم عن هذه الحوالات البريدية، قد يأتي يوم نكون نحن انفسنا اصحاب حوالات من هذا النوع. فقد يصبح هذا البستاني مديرا او فارسا في المستقبل.
الزوجة: كم هو رائع لو تحقق لنا ذلك !
تيوري: ان ذلك ليس منة او حسنة منه علينا، يجب ان يكون هذا حقيقة، لكن هذه الحوالة) يشير الى الحوالة( قد يكون عامل مساعد في اعطائنا المكانة المطلوبة. في هذه الاثناء، اعتقد ان انتظارنا هنا سيطول، فمن الافضل ان نعتبر انفسنا في بيتنا. تعالي اساعدك في خلع مئزرك، تعالي.ً
الزوجة: (بعد جهد بسيط) هل انت متأكد ج ا من اننا سنكون مرحبا بنا هنا؟ اشعر اننا سوف لن نقض بقية عمرنا في هذا البيت.
تيوري: أوه ! واعتقد سنحصل على عشاء فاخر هنا، حيث اني اعرف أخي اكسيل. اذا هو عرف أننا هنا، هو.. لكن، انظري لحظة، (يضغط على زر جرس موجود فوق المنضدة، يدخل النادل( ماذا تريدين؟ ربما بعض الخبز والزبد؟ )الى النادل( اجلب بعض السندويشات مع البيرة... انتظر لحظة، قنينة براندي جيدة لي، لأنه يجب علينا ان نعتني بأنفسنا، كما ترى.
)يدخل اكسيل بصحبة رجل القانون(
اكسيل: (الى رجل القانون) عند الساعة الخامسة، ثم الروب.
رجل القانون: والكمبيالات والحوالات البريدية.
اكسيل: هل ذلك ضروري؟
رجل القانون: ضروري جدا، اذا لم ترغب ان تكون قاسي، وانت بالتأكيد لم تكن كذلك مع أي كان، ما دمت أنك ديمقراطي. الوداع يا دكتور.
اكسيل: الوداع.
(ينحني رجل القانون احتراما عندما يمر أمام تيوري وزوجته، لكن تحيته لا تقابل بالمثل(
اكسيل: أهلا، انت هنا ايها العجوز ! لقد مضى وقت طو يل لم ير احدنا الاخر... وهذه زوجتك ! مرحبا، مرحبا.
تيوري: شكرا لك، يا أخي. ومرحبا بك ايضا بعد رحلتك الطويلة هذه.
اكسيل: نعم، انها كانت رحلة حقا... اعتقد... انك قرأت كل شيءً عنها في الصحف.
تيوري: في الحقيقة، نعم، اني قرأت كل شيء. (فترة صمت) ان والدنا أرسل لك تحياته.
اكسيل: أحقا ذلك؟ هل لا يزال غاضبا مني؟
تيوري: انت تعرف الرجل العجوزؾ وكيف هو. فلو لم تكن مع هذه البعثة، لكان سيعتبر ان ذلك من عجائب الدنيا السبعة في العالم. ولكن لأنك كنت معه مخادعا كبيرا.
اكسيل: هو لم يتغير ابدا فرغم كوني ابنه، لم يتكفل لي في بعثتي. لكن على الاقل ان ذلك ليس بدافع الانانية. بل ان هناك اناس هذه هي طريقتهم في الحياة... ولكن ما الذي كونته انت من اجل نفسك طوال هذه المدة؟
تيوري: ليس كثيرا. انه ذلك القرض القد يم...
اكسيل: نعم، حقا ذلك القرض ! آه، وما فعلت بشأنه؟
تيوري: ما علي الا ان اسدده، وقد سددته.
اكسيل: ذلك امر مزعج حقا. لكننا سنعيد ترتيب الامر بأقرب فرصة.
(يدخل النادل مع الاشياء المطلوبة(
اكسيل: ما هذا؟
تيوري: اوه، لقد اخذت حريتي في طلب بعض الخبز والزبد...
اكسيل: ذلك تصرف حكيم منك. لكن ما دمت لم اكن حاضرا في زواجكم، كان يجب ان نشرب قدح نبيذ على شرف زوجة اخي.
تيوري: كلا، شكرا لك، نحن لا نشرب في الصباح. شكر ا جزيلا.
اكسيل: (يومئ الى النادل للخروج، فيخرج النادل) اني حقا أريد ان ادعوكم على الغداء معي، لكني خارجا بدعوة على الغداء. هل يمكنك ان تحزر اين هي الدعوة؟
تيوري: انها ليست في القلعة، اليس كذلك؟
اكسيل: هناك بالضبط. سأتغدى مع الامير نفسه.
تيوري: يا الهي !.. ماذا تقولين في ذلك، يا أنا؟
(تتململ الزوجة في كرسيها مضطربة، وغير قادرة على الاجابة(
اكسيل: ان الرجل العجوز سيصبح جمهوريا بالتأكيد عندما سيسمع برغبة الامير بمصاهرتي.
تيوري: اسمع، يا اخي اكسيل، اعذرني، اذا كنت ار يد التحدث بموضوع مزعج، لكن لابد ان نتحدث عنه.
اكسيل: اعتقد انه موضوع ذلك القرض الملعون؟
تيوري: نعم، ولكن ليس هذا الموضوع فقط. باختصار.. نحن مجبرون على سحب قرض على كفالتك، اننا في ضائقة مالية.
اكسيل: ان وراءك سرا ايضا. لكن لماذا لم تجدد القرض القديم؟
تيوري: اوه، ذلك سهل عليك ان تقوله. اين اجد الشخص الذي يرضى ان يكفلني بعد ان غادرت انت؟
اكسيل: لابد انك ذهبت الى اصدقائي.
تيوري: لقد ذهبت اليهم، وكانت النتيجة سلبية فهل بمقدورك مساعدتنا الان.
اكسيل: كيف بمقدوري ان اساعدكم الان؟ الان، حينما اصبح الدائنون يضايقونني؟ كيف بمقدوري ان استلف الان، حينما اصبح جميع أصدقائي مصدر تهديد لمكانتي؟ً فليس هناك أسوأ من ان اوصي بسحب قرض. انتظر لفترة قصيرة وسنتدبر الامر بيننا.
تيوري: هل تعتقد انه بإمكاننا الانتظار من غير ان يفوتنا الاوان؟ ان وقت الزراعة هو الان، حرث الارض وبذارها، يجب ان يتم الان، ان كل شيء يجب ان يتم في أوانه. افلا يمكنك ان تتدبر الامر لنا؟
اكسيل: واين يمكنني ان اجد لكم حقلا هنا، لتستثمروه؟
تيوري: عند اصدقائك.
اكسيل: ليس لدى اصدقائي حقولا. انهم لم يتكفلوني انا، عندما كان وضعي جيدا. فكيف سيتكفلونك انت وعلى ضمانتي.
تيوري: (الى زوجته) انه لن يساعدنا، يا أنا.
اكسيل: لا يمكنني.. ليس الآن. هل من المعقول ان تتوقع مني، انا مطلوب للناس قروضا كبيرة، ان احصل على قرض لغيري ايضا؟ وما الذي سيقوله الناس عني؟ً هنا كما ترى، سيقولون كنا ندعمه هو فقط، والآن يريد ان نتحمل اعباء عائلته بالكامل على اكتافنا. وبعد ذلك سيدعوني اسقط عن مكانتي.
تيوري: (ينظر الى ساعته ثم الى زوجته) حسنا، يجب ان نذهب.
اكسيل: لماذا انتما على عجلة؟
تيوري: نريد ان نأخذ طفلنا الى الطبيب.
اكسيل: الله ما اجمل ذلك، هل لد يكما طفل؟
الزوجة: نعم لدينا طفل، طفل مريض، لأنه كان يجب علينا أن نسكن في المطبخ عندما باعوا باقي المنزل بسببك.
اكسيل: وهل كان هذا بسببي؟ً سأفقد عقلي من جراء ذلك. كان ذلك من اجلي انا ! اذن علي أن احتفل بأخي. ما الذي بإمكاني ان افعله لكم؟ وهل ان كنت قد بقيت معكم في ذلك البيت كان سيكون وضعي افضل حالا؟ لا، بل أسوأ، ثم لكنت قد بقيت معلم مدرسة بسيط، وكنت سأكون اقل فائدة لكم مما انا الان. اسمع، اذهبا الى الطبيب وعودا ثانية بعدها، وسأفكر انا في موضوعكم.
تيوري: (الى زوجته) اترين، سيساعدنا.
الزوجة: ان من واجبه ذلك.
تيروي: سيبذل كل ما في وسعه.
اكسيل: لا تعولوا كثيرا على مساعدتي، لأنه قد تكون المرحلة الأخيرة أسوأ من الأولى... اذهبوا مع السلامة، لأجل طفلكما المريض، ولأجلي ايضا.
تيوري: أوه، انه ليس مريضا جدا.
الزوجة: انت تتكلم هكذا، لعدم فهمك شيئا...
تيوري: الوداع يا أخي اكسيل، اذن نلتقي قريبا.
(يظهر لندجرن عند المدخل(
الزوجة: ارأيت، لم يقدمنا الى رجل القلعة المحترم.
تيوري: لا تثرثري. هل هو مجبر على ذلك؟
(يخرجان. يدخل لندجرن. انه يرتدي ثيابا بالية وشارد النظرات، غير حليق الذقن ونصف يقظان يبدا اكسيل بمساعدته في الدخول(.
لندجرن: ألا تعرفني؟
اكسيل: نعم، الان عرفتك. لكنك قد تغيرت كثيرا.
لندجرن: أتعتقد ذلك؟
اكسيل: نعم، اعتقد ذلك، وأتعجب كيف يمكن لثلاث سنوات ان تغيرك هكذا كثيرا...
لندجرن: ربما ثلاث سنوات مدة طويلة... ولكن ألن تطلب مني ان اجلس؟
اكسيل: بالتأكيد، ولكني كنت في عجلة من امري.
لندجرن: انت كنت دائما على عجلة (يجلس(.
(فترة صمت(
اكسيل: كم تر يد؟
لندجرن: ثلاثمائة وخمسون.
اكسيل: لا أملك هذا المبلغ، ولا يمكنني الحصول عليه.
لندجرن: أوه نعم، انك تملك.. اعذرني ان نزلت دمعتي.
(يصب لندجرن كاسا من البراندي لنفسه(
اكسيل: هل ترغب بإسعادي، وذلك بان تأخذ قدحا من النبيذ بدلا من البراندي؟
لندجرن: كلا، لماذا؟
اكسيل: حسنا، كما ترغب، اني ارى ان البراندي يضر بصحتك ان شربته بهذه الطريقة.
لندجرن: كم اصبحت لطيفا !
اكسيل: لأحافظ على سمعتي، وثقة الاخرين بي.
لندجرن: اذا كنت تملك ثقة الاخرين، فبمقدورك مساعدتي وانقاذي بعد ان اسقطتني الى اسفل السافلين.
اكسيل: يعني ذلك انك تطلب مساعدة !
لندجرن: اذكرك فقط باني كنت انا احد ضحاياك.
اكسيل: اذن اسمح لي، بمناسبة دينك الذي بذمتي، ان اذكرك، بانك قد ساعدتني في امتحانات الجامعة، في نفس الوقت الذي كنت تملك فيه المال، بانك قد استنسخت اطروحتي...
لندجرن: انني علمتك طريقة الدراسة التي كانت العامل الحاسم في مهنتك العلمية، وانا كنت في ذلك الوقت، ذلك الرجل العصامي، عملت على تخليصك من طبيعتك المهملة. باختصار، انا الذي جعلت منك شيئا. وثم بعد ذلك، حينما كنت انا على وشك الحصول على البعثة، جئت انت وخطفتها مني.
اكسيل: اني حصلت على البعثة، لأنهم اعتبروني الأجدر منك بها.
لندجرن: وبعد ان كان كل شيء في صالحي. تصعد انت الى اعلى الدرجات وانزل انا الى الدرك الاسفل ! هل تعتقد ان ذلك كان عملا لطيفا منك تجاهي؟ً
اكسيل: انه جحود، كما يقول الناس، لكن الانجاز العظيم قد تم، علم غزير، واعتراف الوطن بقيمتي ازداد، وفتحت ابواب المستقبل على مصراعيها لأولادي واحفادي.
لندجرن: اهلا !.. اصبحت فصيح الكلام ! هل تعلم كم هو مؤلم ان تكون قد انتفت الحاجة اليك وترمى كالخرقة جانبا !
اكسيل: اني اتصور ذلك، انه ليس أسوأ من صورتي السوداء ناكر الجميل، واني أهنئك انك لست في مكاني الذي لا احسد عليه... دعنا نعود الى ما نحن فيه الان... ما الذي بإمكاني ان افعله لك؟
لندجرن: ماذا تعتقد انت؟
اكسيل: الان، لا شيء.
لندجرن: وبعد الان ستختفي عني ثانية. وسوف لن تسنح لي الفرصة لأراك ثانية (يصب له كاسا أخر من البراندي).
اكسيل: ارجوك اشفق علي ولا تنه قنينة البراندي كلها، لكي لا تجعل الخدم يرتابون بي.
لندجرن: يا للعار !
اكسيل: هل تعتقد انه من المناسب لي أن توبخ هنا؟ هل تعتقد ذلك مناسبا؟
لندجرن: أنظر الي. هل بإمكانك أن تحصل لي على بطاقة دعوة الى القلعة لهذا المساء؟
اكسيل: انه من المؤلم أن أقول لك بانك ؼ غير مسموح لك بالدخول الى القلعة.
لندجرن: السبب !...
اكسيل: لأنك مخمور دائما.
لندجرن: شكرا لك، يا صديقي القديم. هل تسمح لي أن أرى مجموعاتك النباتية؟
اكسيل: كلا، سأرتبها بنفسي لمنفعة الاكاديمية.
لندجرن: مجموعاتك الاثنوجرافية، اذن؟
اكسيل: كلا، انها ليست ملكي الخاص.
لندجرن: اذن، هل بإمكانك الان تعطيني خمسة وعشرون كرونا؟
اكسيل: لا يمكنني اعطاءك اكثر من عشرة كرونات، لأني لا أملك سوى عشرون.
لندجرن: أوه، يا لك من شيطان !
اكسيل: هذا هو موقعي ومكانتي التي تحسدني انت عليها. هل تعتقد أن لي احد ما أجد راحتي معه؟ كلا، أولئك الذين هم أدنى مني يكرهون الرجل الذي ارتفعت مكانته، وأولئك الذ ين في مكانة أعلى مني، يخشون الرجل الصاعد اليهم من الاسفل.
لندجرن: نعم، أنت سيء الحظ جدا...
اكسيل: حسنا دعني أخبرك، بعد النصف ساعة الاخيرة التي مررت بها الان، أني اصبحت راغبا لتبادل المواقع معك أنت. كم هو مستحيل الوصول الى حالة الرجل الذي ليس لديه ما يخسره، كم هي مريحة اهتمامات الرجل البسيط، وعدم ادراكه وتجاوزه لكل هذه الأمور، كل همه هو الحصول على خمس سنتات، وانت ما أن تعرض يدك حتى يتعلق بها الاصدقاء والمعارف، و يطلب منك ما يفوق طاقتك بكثير. وهذا هو انا الشخص المحسود، الذي لا يعرف طعم الحظ السعيد كحظك.
لندجرن: هذا من وجهة نظرك انت، المهم، هو اني لا ازال في الاسفل، وانت في المكانة العليا أنظر هنا، فربما أنك لم تقرأ هذه الصحيفة؟
(يخرج صحيفة)
اكسيل: كلا، وليس لي الرغبة بقراءتها.
لندجرن: ورغم ذلك عليك بقراءتها، لمصلحتك انت.
اكسيل: اني غير راغب بقراءتها حقا، لا لأجعلك غير مرتاح، ستقول: تعال هنا وسأبصق عليك، وانت تعرف ان من السذاجة بما فيه الكفاية ان يطلب مني أن آت حقا... اني في هذه اللحظة توصلت الى نتيجة راسخة هي انه اذا انا قابلتك في غابة من خشب الخيزران، فيجب عليً، وبكل تأكيد، أن أطلق ساقي للريح وأهرب.
لندجرن: وهذا ما أتوقعه منك، لأنك وحش مفترس.
اكسيل: أنه ليس افضل من أن أسدد كل حسابات أصدقائي وأقاربي الذين عشت معهم بحميمية، لأن لا احد يعرف ولا يريد أن يصدق حقيقة وضعي المادي. وحينما أصعد الى سطح الماء فهناك العديد من الايادي التي تتشبث بي وتريد مني مالم أستطع أن احققه لنفسي بعد. وأني لا أمتلك قوة سحرية، كل الذي معي هو تدريسي الجامعي فقط. انا يمكن ان أهنئ نفسي لأنك لم تؤكلنيً، وانا معذور حينما كنت قد أكلتك، ما دام لأخيار هناك أمامي فأما ان آكل انا الاخرين او ان يأكلوني هم.
لندجرن: وحش مفترس.
اكسيل: انت من القوارض الان، بما انك لا تستطيع ان ترتقي الى مستوى الوحوش المفترسة... فانك سعيد جدا بي الان. في هذه الحالة، انت لا تتمنى ان تصعد الى مكانتي بقدر ما تتمنى ان اسقط انا الى الأسفل معك. واذا كان لديك شيء اخر مهم تر يد اضافته، فارجوا الاسراع بذلك، فاني بانتظار زائر.
لندجرن: خطيبتك؟
اكسيل: كذلك تشم من في الخارج ايضا؟
لندجرن: نعم، طبعا. واني اعرف من هي ماري، الفتاة التي هجرتها، اعتقد وأقول، واعرف ما هو الشيءً الذي دعا اخيك وزوجته الى الذهاب...
اكسيل: هل تعرف من هي خطيبة المستقبل؟ حيث اني لم أخطب لحد الان.
لندجرن: كلا. لكني أعرف الرجل الذي خطبها.
اكسيل: ماذا تعني؟ً
لندجرن: انها مع رجل آخر طوال هذا الوقت... اوه، اذن انت لا تعرفها؟
اكسيل: (يصغي الى صوت في القاعة) نعم اعرفها، لكن اعتقد انها قد انفصلت عنه... انظر الي، الا يمكنك ان تعود بعد ربع ساعة من الآن؟ وفي هذه الاثناء سأحاول ترتيب امرك بطريقة ما.
لندجرن: اليست هذه طريقة لطيفة لإخراجي من هنا؟
اكسيل: كلا، هناك التزام علي أن افرغ منه، انه امر هام.
لندجرن: اذن سأذهب واعود ثانية... مع السلامة مؤقتا... (يدخل النادل(.
النادل: رجل محترم يرجو السماح له بالحديث معك، يا دكتور.
اكسيل: دعه يدخل.
(يخرج النادل، يترك الباب مفتوحا. يدخل خطيب الآنسة سيسيليا. يرتدي زي اسود مقلم بخطوط زرقاء(
لندجرن: (يتفحصه بعناية) مع السلامة، يا اكسيل... حظا سعيدا.
(يخرج(
اكسيل: مع السلامة.
(خطيب سيسيليا، محرجا (
اكسيل: من الذي اتشرف بمقابلته؟...
خطيب سيسيليا: اسمي غير مميز وغير محبوب لديك، ومهمتي هي قضية متعلقة بالقلب...
اكسيل: هل انت... تعرف الآنسة سيسيليا؟
خطيب سيسيليا: نعم، انا اعرفها.
اكسيل: (يتردد، ثم بثقه) ارجوك ان تجلس (يفتح الباب ويشير الى النادل( جهز قائمة تصفية حسابي، واحزم امتعتي واجمعها هناك، والغي الحجز بعد نصف ساعة.
النادل: (ينحني و يخرج) انا سأهتم بهذه الامور، يا دكتور.
اكسيل: (يذهب الى خطيب سيسيليا، يجلس على كرسي (ارجوا ان تخبرني عن مهمتك.
خطيب سيسيليا: )بعد فترة صمت، بشكل متزلف) رجلان عاشا في نفس المدينة، احدهما غني، والآخر فقير. وكان لدى الرجل الغني عددا ضخما من الخراف والماشية، والرجل الفقير لا يملك شيئا سوى حمل صغير...
اكسيل: وما شأني انا بهذه القصة؟
خطيب سيسيليا: )كما في السابق(... حمل صغير، ذلك الذي اشتراه ورعاه...
اكسيل: هذه اطالة زائدة، ماذا تريد؟ وهل انت ما زلت مهتما بسيسيليا؟
خطيب سيسيليا: (يتغير فجأة) هل قلت انا أي شيء عن سيسيليا؟ هل قلت شيئا؟
اكسيل: اسمع يا سيدي، اوضح مهمتك، او اخرج من هنا. وقل ما تريد قوله وبسرعة وبدقة، وبلا أي لف أو دوران...
خطيب سيسيليا: (يقدم له سيكارة) هل تدخن؟
اكسيل: لا، شكر ا لك.
خطيب سيسيليا: الرجل العظيم لا يضعف امام هذه الصغائر.
اكسيل: ما دمت انت سوف لن تتكلم، فانا سأتكلم. ان المسالة لا تتعلق بك، لكنه من المفيد لك ان تعرف، ما دمت انت لا تظهر انك على علم بالمسالة اني قد خطبت رسميا الآنسة سيسيليا، خطيبتك السابقة.
خطيب سيسيليا: (يصدم( السابقة؟
اكسيل: نعم، انها قد قطعت علاقتها بك، طبعا.
خطيب سيسيليا: لا علم لي بذلك.
اكسيل: (يخرج خاتم خطوبة من جيب صدريته) هذا لا يحتاج الى توضيح، لا تعرف عنه شيئا؟ حسنا، الآن ستعرف، انك ترى خاتم خطوبتيً.
خطيب سيسيليا: هل هي قطعت علاقتها بي؟ً
اكسيل: بما انه لا يمكنها ان تكون مخطوبة لرجلين معا وفي وقت واحد، وبما انها بالطبع، لا تحبك، كان لابد لها ان تقطع علاقتها بك. كنت اريد ان اقول كل ذلك لك لكن بشكل اكثر تهذيبا، لو لم تضطرني الى ذلك بقدومك الى هنا.
خطيب سيسيليا: انا لم اجبرك على شيء.
اكسيل: ايها المتبجح الكتوم، ايها الجبان المخادع.
خطيب سيسيليا: (بضعف) انك رجل قاسي، يا دكتور.
اكسيل: كلا، انا لست قاسيا، لكني سأكون قاسيا. انت لم تراع مشاعري من قبل. وانك احتقرت مشاعري، وانا لم افعل معك ذلك. والآن هذه المحادثة انتهت.
خطيب سيسيليا: (بعاطفة صادقة) انها كانت حملي الوديع، وقد خشيت ان تخطفها مني، لكنك بالتأكيد لن تفعلها، انت الذي لديك الكثير من...
اكسيل: لو اني لن افعل ذلك، فهل انت متأكد انها ستبقى معك؟
خطيب سيسيليا: فكر بي، يا دكتور...
اكسيل: سأفكر فيك، لو ستفكر انت بي.
خطيب سيسيليا: انا رجل فقير...
اكسيل: انا ايضا لكن انت، وحسب ما ارى واسمع، بمقدورك ان تتوقع لك النعيم بهذه الحياة. اما انا فلا استطيع ان اتوقع ذلك لي... وبالإضافة الى ذلك، انا لم آخذ شيئا منك.. بل تقبلت ما عرض علي. بالضبط كما فعلت انت.
خطيب سيسيليا: وانا، الذي حلمت بمستقبل لهذه الفتاة، مستقبل مزدهر جدا...
اكسيل: اعذرني، اذا اقول لك كلاما همجيا، ما دمت انت قد قلت كلاما همجيا، هل انت متأكد من ان مستقبل الفتاة معي سيكون غير مزدهر؟
خطيب سيسيليا: انك تذكرني بمركزي الاجتماعي المتدني، كعامل...
اكسيل: كلا، بل اذكرك بمستقبل هذه الفتاة، وان قلبك يكذب عليك، حينما قلت لي بانها لن تحبك، وبانها لا تحب احدا سواك. انا لا اعيش على الاحلام، ولا اعتقد انه بالضرورة سيكون مستقبلها اكثر اشراقا مع من تحب.
خطيب سيسيليا: انك قوي جدا ونحن اناس ضعفاء ونكون الضحية دائما.
اكسيل: انظر الي، اني اخبرتك بان مكانتك في قلب سيسيليا قد انزاحت، وبالوسائل الشريفة. فمن الذي ضحى بك؟
خطيب سيسيليا: انه الرجل السيء.
اكسيل: من أي رجل سيء تريد ان تحمي الفتاة. انا اريد ان احميها منك، الوداع.
(تدخل سيسيليا)
خطيب سيسيليا: سيسيليا !
(تقفز الى الوراء)
خطيب سيسيليا: ببدو انك تعرفين الطريق الى هنا وبسهولة.
اكسيل: (الى خطيب سيسيليا) ابتعد من هنا.
سيسيليا: اعطني قدح ماء.
خطيب سيسيليا: (يرفع قنينة البراندي( يبدو ان قنينة البراندي قد افرغت... كوني حذرة من هذا الرجل، يا سيسيليا.
اكسيل: (يدفع خطيب سيسيليا الى خارج الباب) وجودك هنا غير مرغوب فيه اطلاقا.. اخرج.
خطيب سيسيليا: احذري هذا الرجل، يا سيسيليا.) يخرج(
اكسيل: ذلك كان من اكثر الاحداث ازعاجا، وبمقدورك انت ان تجنبيني اياه، اولا، بالانفصال عنه رسميا، وبعد ذلك، بمنعه من زيارتي حيث اسكن.
سيسيليا: (تبكي) وعلي الآن ان اسمع ملامة.
اكسيل: كان علينا ان نناقش خطا من كان هذا، والآن ذلك واضح.. دعينا نتحدث بأمور أخرى... لنبدأ بأول شيء. كيف حالك؟
سيسيليا: ما بين بين.
اكسيل: المهم انك لست مريضة.
سيسيليا: وكيف حالك انت؟
اكسيل: جيدة جدا، مجرد تعب بسيط.
سيسيليا: ألا تأتي الى عمتي بعد ظهر اليوم؟
اكسيل: كلا، لا يمكنني، يجب ان اسافر ظهر هذا اليوم.
سيسيليا: لطيف. انت تسافر دائما، وانا ابقى هنا أنتظرك.
اكسيل: أوه !
سيسيليا: لماذا تقول، اوه؟
اكسيل: لأنك اخذت انطباع ؼ غير جيد عني.
سيسيليا: هناك الكثير من الانطباعات غير الجيدة عنك هذه الايام...
اكسيل: على سبيل المثال؟
سيسيليا: عندما تقرأ الصحف.
اكسيل: اذن انت قرأت تلك القصص المخزية عني! وهل تصدقينها؟
سيسيليا: وماذا تعتقد انت؟
اكسيل: اذن تسلي بالشكوك السيئة التي يصفونني بها. اذا كنت راغبة بالزواج مني رغم كل هذا، حين ذاك فقط يمكنني الاعتقاد بانك ترغبين بالزواج مني بدوافع عملية تماما وليس بسبب أي ميل شخصي لي.
سيسيليا: انت تتكلم كما لو انك لم تملك أي تصور او وجهة نظر عني.
اكسيل: سيسيليا، هل تسافرين معي ومن هنا وخلال ربع ساعة؟
سيسيليا: خلال ربع ساعة؟ والى اين؟
اكسيل: الى لندن.
سيسيليا: لن اسافر معك ما دمنا غير متزوجين.
اكسيل: ولم لا؟
سيسيليا: ولم نسافر بهذه العجالة؟
اكسيل: لأن... الوضع هنا خانق. واذا بقينا، فاني سأتحطم ولا يمكنني النهوض ثانية.
سيسيليا: انه امر شاذ، وهل ان الوضعية سيئة جدا الى هذه الدرجة؟
اكسيل: هل تريدين الذهاب معي، ام لا؟
سيسيليا: ليس قبل ان نتزوج.
اكسيل: هل انت مصرة على ذلك؟.. اجلسي هنا لثواني، بينما انا سأذهب واكتب رسالة او رسالتين.
سيسيليا: هل تر يد مني ان اجلس هنا لوحدي، والابواب مفتوحة؟
اكسيل: لا تقفلي الابواب، وان قفلتيها فسنضيع كليا) يخرج من باب على اليسار).
سيسيليا: لا تتأخر. (تذهب الى الباب المؤدي الى القاعة وتدير المفتاح. سيسيليا لوحدها. بعد ذلك تدخل ماري من باب القاعة).
سيسيليا: اما كان الباب مقفلا؟
ماري: لا، لقد لاحظت ذلك !.. اوه، اذن كان يجب ان يكون مقفلا، اليس كذلك؟
سيسيليا: ومن التي اتشرف بمقابلتها؟
ماري: بل انا التي ار يد ان اعرف من التي اتشرف بمقابلتها؟
سيسيليا: ان ذلك لا يعنيك.
ماري: انك ارستقراطية جدا؟ انني الآن فهمت. انها انت، انت التي كنت ضحية لك.. الى ان تأتي واحدة اخرى وتصبحي انت ضحية لها.
سيسيليا: اني لا اعرفك.
ماري: لكني اعرفك كثيرا..
سيسيليا: (تنهض، تذهب الى باب اليسار) في الحقيقة )تتكلم الى اكسيل) اخرج لدقيقة فقط.) يدخل اكسيل).
اكسيل: (الى ماري) ماذا تريدين بمجيئك الى هنا؟
ماري: لا يمكنك ان تقول شيئا.
اكسيل: اذن اذهبي من هنا.
ماري: ولماذا؟
اكسيل: لان كل شيء انتهى بيننا منذ ثلاث سنوات.
ماري: والآن هناك فتاة اخرى سترمى على كومة القمامة.
اكسيل: هل اعطيتك وعدا بان لن اتركك ابدا؟ وهل انا مدين لك باي شيء؟ هل سبق ان حدثتك عن الزواج؟ هل لدينا طفل؟ وهل انا كنت الوحيد المفضل لديك؟
ماري: وهل تعتقد انك المفضل الوحيد الآن؟ عند تلك الفتاة، التي هناك؟
سيسيليا: (تذهب الى ماري) ما ازال لا اعرفك.
ماري: لكن عندما كنا معتاد ين على التجول في الشوارع، كنا نعرف بعضنا البعض؛ وعندما كنا نذهب للتسوق ندعو بعضنا البعض. (الى اكسيل) وانت تنوي ان تتزوج تلك الفتاة. هل تعرف، كم انت افضل منها بكثير !
اكسيل: (الى سيسيليا) هل انت كنت تعرفين هذه الفتاة؟
سيسيليا: كلا.
ماري: الن تخجلي من نفسك؟ في بادئ الامر لم اتعرف عليك، لأنك بدوت لطيفة جدا...
(يحدق اكسيل في سيسيليا)
سيسيليا: (الى اكسيل) تعالى، سوف اذهب معك.
اكسيل: )بشرود ذهن) حالا، فقط انتظري لبضع دقائق... يجب ان اذهب لأكتب اكثر من رسالة... لكن هذه المرة سنقفل الباب.
ماري: لا شكرا، لا أريد ان احبس في الداخل، كان ذلك في الماضي.
اكسيل:) يثار انتباهه) وهل اقفل الباب من قبل؟
سيسيليا: )الى ماري) هل بإمكانك ان تقولي بان الباب كان مقفلا؟
ماري: كنت تعتقد ين انه كان مقفلا، وانا اعتبرت انك قفلته بشكل مهمل بحيث اني فتحته...
اكسيل: (ينظر الى سيسيليا بتمعن، ثم يقول لماري) يا ماري، انك كنت فتاة طيبة، كما يبدو لي على الاقل، هل يمكنك ان تعيدي لي رسائلي؟ً
ماري: لا.
اكسيل: وماذا ستفعلين بها؟
ماري: منذ ان سمعت انك اصبحت شخصا مشهورا، اصبح بإمكاني بيعها.
اكسل: ومن ثم، تنتقمين بها مني.
ماري: نعم.
لندجرن: يا اكسيل...
ماري: نعم... انه هنا، موجود.
)يدخل لندجرن(
لندجرن: (في حس فكاهي (انظر فقط، ما كل هؤلاء الفتيات ! وماري ايضا هنا، مثل الصراصير توجد حيثما يوجد بيض السمك. اسمع يا اكسيل.
اكسيل: اني اسمعك دائما حتى وان لم ارك. انك في مزاج رائق جدا. ما هذا الحظ السيء الذي هبط علي اليوم؟
لندجرن: لقد اطلت في النوم قليلا، ومضت فترة من الوقت فشعرت وكأني قد نزلت الى الطابق السفلي وجلبوا لي شريحة لحم بقري... نعم، انظر الي.. انك حقا غير مدين لي بشيء (اكسيل يعبر عن عرفانه بالجميل) وان ما فعلته لك هو من طيبة خاطر ونابع من قلبي، ولي الشرف والسرور ان ما وصلك مني هو حق لك وليس دين او استعارة.
اكسيل: انك الآن حليم ووديع جدا.
لندجرن: لا تقل ذلك. والآن، خدمة مقابل خدمة، هل توقع على ذلك، كضمانة لي؟ً
(اكسيل يتردد(
لندجرن: ليس من الضروري ان تخاف. فلن اسبب لك مشكلة كالتي سببتها انت لأخيك...
اكسيل: يا الهي !
لندجرن: ماذا بك؟..
اكسيل: (ينظر الى ساعته( انتظر قليلا، يجب ان ادخل واكتب بضع رسائل.
(سيسيليا على وشك ان تتبعه(
اكسيل: (يحملها على الرجوع) بضعة دقائق، يا صديقتي العزيزة... (يقبلها من جبهتها) بضعة دقائق. (يذهب خارجا الى اليسار).
لندجرن: هذه هي الورقة، وقعها في نفس الوقت.
اكسيل: اعطني إياها (يذهب بشكل حازم الى اليسار(.
لندجرن: حسنا، نحن على اتفاقنا الان، ايتها الفتيات الصغيرات؟
ماري: في الحقيقة، نعم. وقبل ان نذهب من هنا سوية، نحن سنبقى على افضل اتفاق.
(سيسيليا تعبر عن امتنانها(
ماري: اعتقد اني احب ان اعمل عملا طيبا هذا اليوم.
لندجرن: تعالي معي؛ سأحصل على بعض المال.
ماري: كلا.
(تجلس سيسيليا، بشكل مضطرب، قرب الباب الذي خرج منه اكسيل وتسند ظهرها عليه(.
لندجرن: سنذهب ونشاهد الالعاب النارية هذه الليلة، ثم يمكننا ان نرى الرجل البنغالي الضخم وما يفعله من انارة جسمه بالكهرباء.
سيسيليا: هل تعلم، سأمرض ان بقيت هنا؟
ماري: انها ليست المرة الاولى.
لندجرن: هذا وقت الشجار، ايتها الفتيات الصغيرات، هذا سيعطيني شيئا اسمعه. امضوا من هنا.
(تيوري وزوجته يدخلان(
لندجرن: انظر هنا ! الاصدقاء القدماء ! كيف حالكم؟
تيوري: جيد جدا، شكرا لك.
لندجرن: والطفل؟
تيوري: الطفل؟
لندجرن: أوه، نسيته، اليس كذلك؟.. هل تجد صعوبة في حفظ الاسماء؟
تيوري: الاسماء؟
لندجرن: التواقيع؟.. كم هو مخيف بطء ذلك الرجل الذي يكتب هناك.
تيوري: هل ان أخي، الطبيب، هنا؟
لندجرن: فيما اذا كان الطبيب هو هنا، انا لا اعرف، لكن اخاك دخل توا الى هناك.. على كل حال، بإمكاننا ان نتأكد.
(يطرق الباب) هدوء كالقبر) يطرق ثانية) انا سأدخل (يدخل).
(توتر وعدم ارتياح عام(
سيسيليا: ماذا يعني ذلك؟
ماري: سنرى.
تيوري: ماذا حدث؟
الزوجة: هناك أمر ما.. انت سترى، انه لن يساعدنا.
لندجرن: (يخرج من الغرفة مع قنينة وبعض الرسائل) ما الذي كتبه في هذه الرسائل؟ (يقرا العلامة على القنينة( سيانيد البوتاسيوم !.. أنظر الى هذا، كم كان غبيا، هذا العاطفي الحالم، ليذهب ويأخذ حياته القصيرة جدا..
(ضجة عامة(
كذلك لم تكن وحشا مفترسا، يا عزيزي اكسيل... لكن... (ينظر خلال الباب الى الغرفة) انه ليس في الغرفة.. ولا حتى اشياؤه. هو ايضا قد انطلق. وان القنينة غير مفتوحة... ذلك يعني، هو فكر ان ينهي حياته، لكن في ما بعد قرر ان يفعل شيئا اخر... حسنا، لقد ترك هنا كتاباته وراءه.
" الى الانسة سيسيليا " يبدو انه يحتوي على شيء ما دائري.. ربما خاتم زواج.. امر جيد جدا.
" الى اخي، تيوري " (يرفع الرسالة نحو الضوء(... على ورقة زرقاء.. مخططات ورسومات كلها.. ربما مفيدة لك.
(يظهر خطيب سيسيليا عند الباب الذي على اليمين(
تيوري: (بعد ان فتح الرسالة) أنظري، لقد ساعدنا...
الزوجة: في هذه الحالة، نعم، أوه، نعم.
لندجرن: وهنا ملاحظتي.. بدون توقيعه، هذا هو الرجل القوي.
ماري: اذن لن يكون هناك العاب نارية.
خطيب سيسيليا: ألن يكون هناك شيء لي؟
لندجرن: كيف، بالتأكيد، هناك، خطيبة... أي نوع من الرجال كان ! ليتمكن من اعطاء لكل ذي حق حقه ! ان الامر يغيظني بالطبع، ان ادع نفسي ان اكون مخدوعا، لكن ليأخذني الشيطان اذا انا لم افكر بان اعمل نفس العمل الذي فعله هو.. وربما انت ايضا، اليس كذلك؟

ستار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا