الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة الخزامى.

صباح حزمي الزهيري

2024 / 3 / 19
الادب والفن


مقامة الخزامى :
يصف امرؤ القيس أنياب محبوبته بطيب الخزامى ورائحتِه :
(( كأن المدامَ وصوب الغمام وَرِيحَ الخْزَامَى وَنَشْرَ القُطُرْ
يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أنْيَابِهَا إذَا طَرّبَ الطّائِرُ المُسْتَحِرْ)).

لا أدري ماالذي جاء بهذا العشب الى البال, ربما نشره احدهم على صفحته؟ ليعيدنا لأيام كانت نبتة الخزامى البنفسجية تغرق حقول أهلنا في ربوع ديالى ؟ ولما أدركنا زماناً مذبوح َالأشجار ورفاقا لا يلتفتون إلى الماضي كما يقول ابراهيم البهرزي ,نسأل أهلنا لما لانرى الخزامى هذه الأيام ؟, يجيب الكبار , لقد ذهبت البركة مع أهلها , وأنقرض الخير مع الأخيار, لازلت أذكر قصيدة النواب مظفر حين يشتم رائحة الخزامى وهو في السجن ليقول : (( وأشهك وأصعدك للسمه بحسرات وبعتة حزن )) , ترى أي حزن يبعث البنفسج ؟ لتقول الأغنية الشهيرة : (( ليه يابنفسج بتبهج وأنت زهر حزين ؟)) .

عندما كنت في جنيف , وهي كما هو معروف العاصمة الأوربية للامم المتحدة, تصيب زائريها بالملل بعد يوم او يومين , ليس لإنها تخلو من المعالم الملفتة او لفقر أبنيتها التاريخية من المناظر الممتعة والمثيرة, بل لان الهدوء الأسطوري المخيم على مدينة الحياد الراقدة في أحضان اجمل الجبال يثير الملل في قلوب الزوار,لأن كل شيء صحيح ومنسق فيها, لا يوجد غصن شجرة شاذ, ولا أصص زهور متناثرة, وحتى بجعات البحيرة يسبحن بنسق وكأنهن يؤدين فالس شتراوس, وهكذا كنت حين يصيبني الملل , أنطلق بسيارتي الى الريف الفرنسي المجاور , لأمتع نظري بجمال طبيعته , وجمال أزاهيره التي يحضنها ألأخضر الجميل الذي يغطي الأرض وصولا الى أفق السماء , ومن بين تلك الأزاهير يعم اللافندر البنفسجي , الذي ترتاح له العين ويطمأن فيه الفؤاد وتعاودنا الذكريات.
توارثت بعض الشعوب, أن تلك العشبة البرية (اللافندر) , التي عُرفت في تراثنا العربي باسم (الخزامى) هي هدية الله إلى الأرض, وأنها من أزهار الجنة, التي أنبتها الله في الأرض , بسبب منظرها الأخاذ ورائحتها الطيبة وفوائدها الطبية المشهورة , وحتى يلتمس الناس منها شيئاً يسيراً من نعيم الخلد المنتظر, وقد عرف العرب الخزامى كنبت ربيعي , ويظهر في الأرض الرملية , لأنه من نبات مواطنهم , وهو ذو رائحة زَكية , وقد ذهب الأصمعي إلى أنه أفضل النبت العِطْرِيِ عند العرب , واستد ل على ذلك , بقول أعرابية تترقص ابنا لها : (( يا حَبَّذا ريحُ الولدِ, ريحُ الخُزامى في البلدْ.أهكذا كلُّ ولد , أم لم يلدْ مثلي أحدْ ؟)), وهذا حافظ ابراهيم يقول:((بِالَّذي أَجراكِ يا ريحَ الخُزامى بَلِّغي البُسفورَ عَن مِصرَ السَلاما)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور