الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات رئاسة ترامب على الأكراد

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تداعيات رئاسة ترامب على الأكراد


مقدمة:

يتسم المشهد السياسي اليوم بعدم اليقين والجدل. أحد الجوانب الحيوية لهذا المشهد هو التأثير المحتمل لرئاسة دونالد ترامب على مختلف القضايا الدولية، بما في ذلك النضال الكردي من أجل السيادة. يهدف هذا المقال إلى استكشاف التداعيات المحتملة لرئاسة ترامب على الشعب الكردي، مع التركيز على العواقب المحتملة على تطلعاتهم طويلة الأمد لتقرير المصير والاستقرار الإقليمي.

قد يكون لرئاسة ترامب آثار كبيرة على الشعب الكردي بسبب نهجه غير المتوقع في السياسة الخارجية. وخلافاً للإدارات السابقة، فإن استجابة إدارته للمحنة الكردية لا يمكن توقعها بسهولة. وقد تعطي سياسة ترامب "أمريكا أولا" الأولوية للمخاوف المحلية على القضايا الدولية، مما يؤدي إلى نقص الدعم للأكراد.

كما يمكن أن يؤثر حظر السفر الذي اقترحه ترامب وسياسات الهجرة التقييدية بشكل مباشر على المجتمع الكردي. إذا تم تنفيذها، فإن هذه السياسات يمكن أن تعيق قدرة الأفراد الأكراد على طلب اللجوء أو الهجرة إلى الولايات المتحدة، مما يسبب المزيد من الصعوبات للسكان الذين هم بالفعل في حاجة ماسة إلى الدعم.

والجانب الآخر الحاسم هو موقف ترامب من الشرق الأوسط، حيث يتركز السكان الأكراد. إن معارضته للتدخل الأميركي، واستعداده لسحب القوات، وتشككه في التحالفات القائمة منذ فترة طويلة، قد يؤدي إلى إضعاف علاقة الأكراد بالولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لهم في سعيهم إلى تقرير المصير.

وقد تؤثر سياسات ترامب المتعلقة بالنفط أيضا على الأكراد. ونظراً للسيطرة الكردية على احتياطيات نفطية كبيرة في العراق وسوريا، فإن نهج ترامب غير التقليدي في التعامل مع سياسات الطاقة العالمية قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات مع السلطات الكردية، مما قد يقيد مصادر إيراداتها ونفوذها السياسي.

لقد كانت المعركة الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) متوافقة بشكل وثيق مع جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. قد تؤدي رئاسة ترامب إلى تغيير كبير في التدخل الأمريكي في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تقليل الدعم للأكراد وتعريض مكاسبهم التي حققوها بشق الأنفس ضد المنظمات الإرهابية مثل داعش للخطر.

إن مسألة تسليح الأكراد، والتي كانت عنصرا أساسيا في سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، أصبحت غير مؤكدة في ظل رئاسة ترامب. وفي حين دعمت الإدارات السابقة المقاتلين الأكراد، فإن طبيعة ترامب التي لا يمكن التنبؤ بها تجعل من الصعب تحديد ما إذا كان سيواصل إمداد الأكراد بالأسلحة أو سيغير الاستراتيجيات بالكامل.

وقد يؤدي الانسحاب المحتمل للجيش الأمريكي في عهد ترامب إلى خلق فراغ أمني، مما يجعل الأكراد أكثر عرضة للخطر أمام خصومهم. وقد يؤدي هذا الفراغ إلى تشجيع الفصائل المتنافسة، مثل تركيا أو إيران، وقد يؤدي إلى زيادة الصراعات الإقليمية والتراجع في السعي إلى تقرير المصير الكردي.

وتثير علاقة ترامب المثيرة للجدل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخاوف بشأن دعمه للتطلعات الكردية. لقد عارض أردوغان بشدة أي شكل من أشكال الاستقلال الكردي، وقد يؤدي إحجام ترامب عن مواجهته إلى إعاقة فرص الشعب الكردي في تحقيق هدفه الطويل الأمد المتمثل في إنشاء دولة مستقلة.

إن عدم القدرة على التنبؤ برئاسة ترامب قد يعيق الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الأكراد ويجعل من الصعب الحصول على اعتراف دولي بقضيتهم. تاريخيًا، لعبت الولايات المتحدة دورًا حاسمًا في تعزيز المصالح الكردية، ولكن تحت قيادة ترامب، قد يتراجع هذا الدعم، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للشعب الكردي.

خاتمة:

في الختام، لا تزال آفاق الشعب الكردي في ظل رئاسة ترامب غير مؤكدة وربما مثيرة للقلق. إن نهج ترامب غير التقليدي في السياسة الخارجية، إلى جانب خطابه ومواقفه المتغيرة، يثير مخاوف بشأن استقرار وأمن وتطلعات السكان الأكراد على المدى الطويل. إذا فاز ترامب بالسباق الرئاسي، فسيتطلب الأمر بلا شك اليقظة والدبلوماسية والتعاون من مختلف أصحاب المصلحة لضمان حماية الشعب الكردي وسعيه إلى تقرير المصير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة