الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ااأم الفلسطينية والأم السورية في - عيد الأم -

فلورنس غزلان

2024 / 3 / 20
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها


من هي الأم التي يمكنها أن تحظى بفضيلة التذكر ، أو فضيلة التقدير؟
من هي الأم في أيامنا السوداء هذه التي سنكرس لها القلم والروح وننصفها حقاً يموت على أطراف المدن ، والخيام؟
لو امتلكت بلورة التكوين يا إلهي....لمنحتها قداسة مريم ، وصنعت من صورتها أيقونة وترنيمة تُحفر فوق الصدور...لكل منا أم يرى فيها قدسية يحرص على صونها وانتقالها في تراث حياته العائلية....لكل منا قصة في بحر الأمومة الذي يستمر في ضخ مياه العطاء واستمرار الحياة ..يحاول جاهداً أن يرويها ويجعل منها سيرة متداولة من جيل لجيل ....لتكون درساً لأمهات سيأتين فيما بعد.
لكن نيروز الأم اليوم ...بصر على البكاء، يصر على الصراخ والنحيب ، يرفض الانصياع والهجوع إلى حدائق ربيعية تدفع باتجاه الفرح...إنما أبجدية اللغة تمنعني ، وتمنع روحي وقلبي من الفرح ، وتفرض علي أن أتهجى بأسماء رصفها العقل ورتبتها الأحداث أمامي... وصرخت بوجهي بكل ملامة :.أين هي الأم الفلسطينية ؟ وأين أنت من الأم السورية؟
توقف الربيع ، وانحنت زهوره تعبر الخيام والأجساد المرصوصة فوق طين الأرض وظلم البشرية وانحيازها لطاغوت السلاح والموت.
وجم صوتي وصمت قلمي...لكن رعشات جسدي وقلبي جاءت لترد على أسئلة الربيع ونيروزه الأمومي
فقد اكتسى الربيع ثوب الجوع والمرض ،بينما يمرح القتلة فرحين بانجازاتهم الموتيه فوق أجساد الطفولة المفزوعة أمام الخذلان، وخلو المساحة الأوسطية من الفرسان...فلم يبق في ساحة الشرق سوى المرأة ، الأم التي تحرس الحياة وكنوز العشق في أرواح الانتماء لأرض قدستها السماء وتاجرت بها السياسة، فاي طقسٍ ربيعي تعيشه امرأة الخيمة في غزة وشمال سورية ؟ فهل يمكن للمديح والتبجيل اللغوي أن يرفع عبء الحياة القاسية عن كاهلها ؟
إن المبارزة في هذا الحقل محسومة وصعبة القياس، فنيروزنا اليوم يغرق بالدماء، ينتحر فوق قصعة غذاء..يندحر أمام طفل يموت فوق سرير في مشافي لاتقدم له ماينقذ حياته...يرتعد الربيع ويخفي وجهه أمام يدي طفل تغرق بالجراح وتشكو من خشونة الزمن وموت العدالة فيه...طفل فرضت عليه أحكام اللجوء والعوز أن يكون رجلا فيعمل ويكد ليقدم خبزا لعائلة هو معيلها الوحيد ...محروم من المدرسة...محروم من الطفولة...
لست نطاساً يمكنه أن يقدم علاجاً لكل هذا العبث وهذا القهر...لست حكيمة ولا أملك شيئا من القداسة أمنحها للأم في غزة ...في سورية...وعباراتي تتحول لخرساء أمام هذا المقدار من التضحية وهذا المقدار من الصبر والتحمل في زمن تكبر فيه الأكاذيب وتتسع في دائرة الكون رقعة الزيف في الخطاب باسم حقوق الأنسان ، وحقوق المرأة .
رغم الألم ...أصيح بكن... بنساء فلسطين وسورية...بكل النساء المعذبات فوق هذه الخريطة المسماة " العالم العربي"... لن أفسد عليكِ يومك ..
.أنت وحدك من يصنع من المستحيل ممكناً، أنت وحدك من يضمن الحياة ويقدمها ـ فيك وفي قلبك، في صورتك وأمام ماتغعلين يعيش الحب وينتشي الربيع...سيكون لك ربيعك يامرأة المعجزة ...سيأتي لك نيروزا ...يُعَّلِم الكون كيف تكون النساء من صلب كنعان وغسان.
فلورنس غزلان ــ باريس ــ 20/03/2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران