الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولايزال القتل مستمرا

زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)

2024 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في الحقيقة لا اعرف عن ماذا اكتب ، ليس ان المواضيع غير موجودة فهي اكثر من ان تحصى ، لكن الهولوكوست الذي يجري في غزة اخذ كل الخيارات . كيف اكتب عن حدث ما او فيلم سينمائي او رواية جميلة وانا اصحو وانام على صور الاطفال المغبرة وجوههم من آثار القصف او من هم على بقايا الطرقات وفوق الانقاض جثثا قد يوجد اولا يوجد قريب لهم يدفنهم !
هل أعتدت على هذه المشاهد الموجعة ؟ لا لم اعتد .امارس حياتي اليومية لكني لم اعتد ، ولازلت بجانب الالم اشعر اني بلا حول وان كل ما استطيع فعله للدعم غير كاف امام دمعة أم او بكاء طفل او الجثث والاشلاء والركام ، او منظر الناس يحملون اواني مستهلكة للحصول على وجبة حساء .

لا احد يعلم متى سيتوقف القتل سوى ربما الادارة الامريكية والكيان المحتل ولا اريد ان افكر في مايمكن ان يحدث لو نجح هذا الكيان في تحقيق اهدافه . ومن الواضح انه يريد : قتل اكبر عدد ممكن من الغزاويين وتدمير معظم او كل مبنى بما في ذلك المستشفيات والمدارس وإزالة البنى التحتية وتهجير ماتبقى من السكان الى سيناء او ارغام مصر او السلطة الفلسطينية على ادارة القطاع وتحت شروطه ومن ثم اعلان انه سيقبل بحل الدولتين معتبرا ان كيانا هزيلا مقتطعا تحت هيمنته هو الدولة المنشودة .. وانتهت القضية الفلسطينية .. وهي اعدل قضية في التاريخ .

ماذا سيفعل العرب ؟ لا شئ . لن يفعلوا شيئا . الانظمة العربية المطبعة وغير المطبعة والممانعة لا تمثل شعوبها وهي مدينة بوجودها للاجنبي القوي وعليه فقراراتها ليست لها . اما الشعوب فالصحيح ان ردة فعلها تجاه الماساة الغزاوية ليست بمستوى الحدث وباستثناء نجاح المقاطعات للبضائع والشركات الداعمة لإسرائيل في استقطاب جماهير واسعة تفاعلت واثرت فان الردود لم تتجاوز ردود الشعوب الغربية .
من غير المفهوم كيف تغضب الجماهير العربية والاسلامية على رسوم مسيئة للرسول وعلى حرق المصحف / الذين لا يؤثران لا على النبي ولا على المصحف ولا على الاسلام / اكثر بكثير من قتل اخوانهم في فلسطين ! ومن المستهجن كيف تنظم مهرجانات الترفيه وتحظى بحضور معتبر في هذه الظروف ؟ ليس من الضرورة التوقف عن الحياة والعمل والممارسات اليومية ولكن ليس من المعقول ارتياد الحفلات والغناء والرقص واخوانهم يذبحون في فلسطين .

هناك اسئلة كثيرة يجب ان تطرح عما حدث بالظبط في 7 اكتوبر وهل فصائل المقاومة كانت تعلم واجرت الحسابات ام لم تكن تتوقع الرد الهائل من اسرائيل ، وهل الشعب في غزة كان مستعدا لهذه الاهوال . انها اسئلة شرعية وإن ليس وقتها .
نامل ان لا تنجح تخطيطات اسرائيل والادارة الامريكية وان لا تذهب كل التضحيات سدى واقصد على المدى القريب ففي النهاية سيسترجع الشعب الفلسطيني حقه في ارضه التاريخية ولا يمكن ان يبقى الكيان في ارض ليست له ولم تكن ابدا فهو غريب على هذه المنطقة ولا يمكن ان يتقبله المحيط العربي مهما كانت ارادته مسلوبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل