الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا جرى في المجر الكبير ؟ -- التليفزيون البريطاني .. شاهد مشفش حاجة !

علاء الزيدي

2003 / 6 / 27
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

أود الإضافة إلى تقريري الأخباري السابق حول ماجريات الأحداث في قضاء المجر الكبير المطبوخ بالشمس والقهر والضيم ، بأن أربعة من العراقيين أيضا كانوا في عداد الضحايا ، على يد الضحايا البريطانيين الستة من رجال الانضباط العسكري الملكي ، لكن مصيبة حمزة العراقي أنه لا بواكي له !
إلى ذلك ، وددت كذلك أن أروي لقرائي هذه النكتة الحقيقية :
علقت محطة تليفزيون آي تي في البريطانية الخاصة ليلة أمس على اللقاء الذي أجرته  قناة أبو ظبي ( التي سحبت البساط من تحت أرجل قناة العربية البائسة ) مع محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي السابق بالقول على لسان مراسلها في واشنطن : إن الصحاف كان يدعى بعلي كيمياوي !
وافترضنا أن المحطة المذكورة أكثر بؤسا من " العربية " السعودية وقد أفلست تقريبا وباعت إذاعة نيوز دايركت إلى محطة إذاعة إل بي سي ، وأغلقت إحدى قنواتها التليفزيونية رغم دعم اليهود لها ، لكننا فوجئنا بتليفزيون بي بي سي الرسمي يكرر ذات الكذبة صباح اليوم !
قالت نشرة الثامنة صباحا في القناة الأولى للبي بي سي بالحرف الواحد :
" أجرت قناة ابو ظبي العربية الخليجية أول مقابلة مع وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف منذ الإطاحة بالنظام العراقي  في التاسع من نيسان ( أبريل ) الماضي . ويشتهر الصحاف باسمه المستعار ( كمكل علي = علي كيمياوي ) عقب ادعائه المتضمن لانتصار العراق في الحرب !
في الطفولة واليفاع ، كنت أستقي معلوماتي الخبرية – شأني شأن شيابنا المستلقين على ظهورهم اول المساء على سطوح دورهم والراديو يتربع على صدورهم – من إذاعة لندن العربية ، التي كنت أعاقرها بدء بسمفونية الماء لجورج فريدريك هاندل ، التي تفتتح بها برامجها ، وحتى العشاء الأخير في عراق ما قبل صدام .
أما اليوم ، فقد اتضح لي أننا كنا مستغفلين ومنومين  وارجلنا في الشمس !
كأننا نشهد مسرحية " شاهد مشفش حاجة " لعادل إمام ، الذي يعرف واحدا اسمه حسن عبد المجيد ، واسم ابنته نادية خليل محمد !
إذا كان هذا هو مدى المصداقية في أخبار العراق ، فما بالك ببلاد واق الواق مثل ميانمار وليبريا وغيرهما !
----------------------------------

ماذا جرى في المجر الكبير ؟

علاء الزيدي

لا يخرج المشاهد بنتيجة تذكر من متابعة اخبار تليفزيون بي بي سي بقناتيه المحليتين ، رغم دفعه ضريبة التليفزيون السنوية وهو الممنون . وإذا كانت هاتان القناتان معذورتين لأسباب علمها عند ربي ، فما هو عذر تليفزيون آي تي في ( الثالثة ) الخاص الذي دفعت به تخبطاته الإعلامية إلى الإفلاس ؟
الساعة الآن الثالثة والربع صباحا ، و روحي تمور ، و لاطاقة لي على الإنتظار حتى الصباح الرباح لقص الحكاية .
المذيع الأسود الشهير تريفور مكدونالد ذو المليون جنيه استرليني سنويا لفلفها علينا الليلة البارحة وكل الذي فهمناه أن الغوغاء في المجر الكبير هجموا الثلاثاء الماضي على رجال الشرطة العسكرية البريطانيين في مركز شرطة المجر وقتلوهم . ثم رأينا أبا أحد الضحايا وأمه يبكيان فبكينا تعاطفا ! هذه هي القصة التليفزيونية بإيجاز . لكنها ليست الحقيقة !
في البدء أقول إن العراقيين ، وخاصة الجنوبيين منهم ( وأنا أحدهم )  ، طيبون إلى حد السذاجة ، بحيث يمكنك أن تستولي على قلوبهم وتضحك على عقولهم  حتى بابتسامة صفراء ماكرة يشتهر بها الاستعمار عادة ، فلماذا فشل البريطانيون هذه المرة ؟
من خلال متابعتي للإعلام البريطاني المكتوب خلال الأيام القليلة الماضية ، تكونت لدي الصورة التالية عن الحدث المذكور :
تقاطرت قوات الاحتلال البريطانية على مدينة المجر الكبير يوم الاثنين الماضي محاولة جمع ما تقول إنه أسلحة ثقيلة – وهي في الواقع رشاشات متوسطة من نوع دوشكا وانواع أخرى – وكانت تتصرف بشكل عدواني ومتوتر كما يقول مراسلو جريدتي الغارديان والديلي تلغراف ، الأمر الذي أدى إلى احتكاك هذه القوات بسكان المدينة عدة مرات ، ثم تم التوصل إلى اتفاقية مكتوبة بين الزعماء المحليين ممثلين بالشيخ طلال عبد أحمد  الزبيدي إمام الجمعة ، وأحد قادة القوات النقيب كريس ، وتلزم بنود الاتفاقية الأهالي بتسليم الاسلحة المتوسطة والإبقاء على البنادق للدفاع الشخصي في ظل عجز أو عدم رغبة المحتلين بالمساعدة على قيام حكم وطني ، وتلزم قوات الاحتلال البريطانية بالانسحاب إلى خارج المدينة وعدم دخولها ، فيما تكون مهلة تسليم الأسلحة خلال مدة أقصاها شهر واحد .
لكن لسبب لا يعلمه إلا الله تعالى والراسخون في العلم ، فضلا عن قيادة قوات الاحتلال ، دخلت هذه القوات الثلاثاء مدينة المجر الكبير ثانية ، وراحت تدخل البيوت بدون استئذان مع كلاب شمامة ، وفتشت حتى المخادع الزوجية وحتى بعض النساء مثلما تؤكد الغارديان ، الأمر الذي ثارت بسببه ثائرة المواطنين الذين أسمتهم الديلي تلغراف والتايمز والتليفزيون بالغوغاء ، فيما وصفتهم الغارديان والإندبندنت بالمتظاهرين ، فراحوا يرشقون القوات بالحجارة ، فيما ردت هي عليهم بالرصاص الحي فجرحت عددا منهم . وهنا ، تدخلت جهات جاهزة لمثل هذه المناسبة السعيدة ، كما تفعل منذ ايام عبر تخريب خطوط الضغط الكهربائي العالي وأنابيب النفط لقطع التيار الكهربائي وحتى المياه عن بغداد وغيرها  – من بين هذه الجهات قيادي بعثي سابق في المجر الكبير– فأطلقت النار على طائرة هليوكوبتر فجرحت طاقمها ، واختلط الحابل بالنابل كما يريد أيتام حزب البعث المنحل والقنوات الفضائية العربية الطائفية .
انسحبت القوات مذعورة ، ولم تفكر بسحب رجال الشرطة العسكرية الملكية الستة الموجودين في مركز شرطة المجر والذين يدربون الشرطة العراقية الجديدة . كما ان هؤلاء الضحايا لم ينصاعوا لرغبة زملائهم العراقيين بالانسحاب من المقر معهم ، وبحمايتهم ، لتفادي الاحتكاك بالمواطنين الذين اغاضهم نقض العهود الذي أقدم عليه جنود الاحتلال . مما ادى إلى هجوم الناس الغاضبين على المقر وإحراق سيارة الشرطة الستة ، وهروب الشرطة العراقيين الخمسة عشر من النوافذ الخلفية ، ومقتل البريطانيين الستة بعد تصديهم بالنيران الحية للمتظاهرين .
نرجو أن يتعظ من يريد أن يتعظ ، ولايتحدث عن  سوق المزيد من القوات إلى المنطقة ، إذا كان يريد الخير بالفعل للعراق والعراقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل


.. مصر تعلن تدخلها لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام -العد




.. الاحتلال يهدم منزل الأسير نديم صبارنة في بلدة بيت أمر شمال ا


.. حريق بمنزل لعائلة فياض في وسط مخيم جباليا بعد استهدافه من قو




.. بوتين يقيل وزير الداخلية سيرغي شويغو ويعينه سكرتيرا لمجلس ال