الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استمراراً لممارسة نهب بلدان الجنوب / الاتحاد الأوروبي يبرم اتفاقاً مع رواندا بشأن المعادن الحيوية

رشيد غويلب

2024 / 3 / 21
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


وقع الاتحاد الأوروبي في 19 شباط اتفاقية مع حكومة رواندا تهدف إلى تعزيز سلاسل القيمة «المستدامة والمرنة» للمواد الخام الرئيسية. وترى جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تتهم رواندا بسرقة مواردها وتأجيج الحرب في منطقة كيفو، فإن الاتفاق ببساطة «لا أخلاقي».
يستثمر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه باسم «فريق أوروبا»، في إطار ما يسمى ببرنامج الاستثمار الأوربي للعالم، أكثر من 900 مليون يورو في رواندا. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان له إن الاستثمار يشمل: «الصناعات الغذائية الزراعية والمرونة المناخية والتعليم». وما يبدو محايدًا جدًا يحجب حقيقة أن الأمر يتعلق أساسًا بمعادن الخام الحيوية.
جاء في بيان صحفي صادر عن مفوضية الاتحاد الأوروبي يوم 19 شباط: «تلعب البلاد دورًا مهمًا في إنتاج التنتالوم في العالم، ولكن أيضًا في تعدين القصدير والتنغستن والذهب والنيوبيوم ولديها إمكانات لمواد خام أخرى مثل الليثيوم والأتربة النادرة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تصبح رواندا مركزاً لسلاسل القيمة في قطاع المعادن بسبب مناخها الاستثماري الملائم واحترام سيادة القانون. وهناك بالفعل مصفاة لتكرير الذهب ومصفاة للتنتالوم ستبدأ العمل قريباً. كما أن رواندا تملك المصنع الوحيد في أفريقيا لصهر القصدير.
وتنص المذكرة على تعاون وثيق بين الاتحاد الأوروبي ورواندا في خمسة مجالات: تكامل سلاسل القيمة للمعادن الحيوية، والتعاون في الإنتاج المستدام والمسؤول لهذه المواد الخام، والبحث والابتكار في قطاع التعدين، وتعزيز قدرة الجهات الفاعلة المحلية على الالتزام باللوائح وفي توفير التمويل لهذه الاستثمارات. ومن المقرر أن يتم وضع خريطة طريق مشتركة لتنفيذ هذه الشراكة في غضون ستة أشهر، والتي تتناسب مع استراتيجية «البوابة العالمية»، التي تمثل الرد الأوروبي على طريق الحرير الجديد الصيني.
وقد أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقيات مماثلة مع دول أفريقية رئيسية أخرى منتجة للمعادن: ففي منتدى «البوابة العالمية» في تشرين الأول 2023، تم التوقيع على اتفاقيات مماثلة مع زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وقبلها مع ناميبيا.

اتهام
لكن جمهورية الكونغو الديمقراطية غير قادرة على استيعاب الاتفاق الجديد بين الاتحاد الأوروبي ورواندا: تتهم حكومة الكونغو رواندا بدعم وتمويل وتسليح وتدريب متمردي جماعة «ام 23 «. الناشطة ن في شرق البلاد في واحدة من أكثر الصراعات دموية وأكثرها عنفًا وتعقيدًا والتي تبدو غير قابلة للحل عالميا. وفي تشرين الثاني 2021، سيطر المتمردون على أجزاء واسعة من مقاطعة شمال كيفو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على الحدود مع رواندا. وارتكبوا انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وأجبروا أكثر من 800 ألف مواطن على الفرار. واستنتجت تقارير الأمم المتحدة إلى أن القوات الرواندية تشارك بشكل مباشر في القتال، وتستخدم أسلحة متطورة.

معايير مزدوجة
بموازاة التوقيع على الاتفاق في بروكسل، سار متظاهرون كونغوليون في غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو الكونغولية الواقعة على الحدود مع رواندا، رافعين أعلام بلادهم، وداسوا أعلام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبولندا، واصفين إياهم بـ «المتواطئين مع رواندا».
وفي اليوم السابق، ناشدت وزارة الخارجية الفرنسية رواندا التوقف عن دعم المتمردين، ودعا الاتحاد الأوروبي رواندا إلى قطع كل علاقاتها مع المتمردين والانسحاب من الأراضي الكونغولية. وهذا يعكس عدم تماسك موقف المفوضية الاوربية.
من جانبه وصف الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي ورواندا بأنه «لا اخلاقي» ووجه اتهامات خطيرة للجارة رواندا: «رواندا اليوم قائمة على المواد الخام المسروقة من جمهورية الكونغو الديمقراطية». وان المعادن الواردة في الاتفاقية مع أوروبا «منتجات مسروقة».
وقال الكونغولي دينيس موكويجي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، وهو طبيب أمراض نساء مقيم في بوكافو: «إن الاتحاد الأوروبي لا يصل إلى ذروة السخرية بقدر تعلق الأمر بالسياسات الاستراتيجية فقط، بل يظهر مرة أخرى سياسة المعايير المزدوجة التي تقوض مصداقية المؤسسات الدولية». وأضاف إن الاتفاق «يتناقض تماما مع مبدأ التماسك والقيم الأساسية للاتحاد الأوروبي، ولا سيما تعزيز السلام وحقوق الإنسان»، ودعا أوروبا مرة أخرى إلى «المزيد من التماسك في السياسات الاقتصادية»، واحترام ضمان حقوق الإنسان ووضع الكرامة الإنسانية في قلب الاهتمامات الاقتصادية والمالية.
بيان منظمات الإغاثة
جاء في بيان أصدرته ثماني منظمات إغاثة: «من المؤسف أن يستثمر الاتحاد الأوروبي بهذا الشكل في بلد لا يملك كميات كبيرة من هذه المعادن. دولة لم تصبح مصدراً رئيسياً لهذه المعادن إلا بفضل الحروب التي شنتها على جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 1996، بواسطة حركات تمرد حملت الاسم (ام 23)».
ويضيف البيان: «على مدى سنوات، كانت المعادن الثمينة، الذهب والكولتان والأتربة النادرة، تتدفق من شرق الكونغو بكميات كبيرة إلى رواندا وغيرها من البلدان الشرقية المجاورة بدعم من مسؤولين فاسدين من مختلف المستويات». لقد أصبحت الأمور الآن أسهل لأن المتمردين يسيطرون على مناطق حدودية مع رواندا».
و»الثمن هو الموت، والعنف بجميع أشكاله، وسرقة ممتلكات السكان الذين لا ذنب لهم سوى العيش في منطقة غنية». وفي الختام طالب البيان الاتحاد الأوربي فرض عقوبات على رواندا، بدلا من إبرام اتفاقية استثمار لمواد خام مسروقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم