الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الحاكم يقاطع انتخابات الإقليم !

محمد حمد

2024 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ما اعجب امرك يا عراق! وما اغرب النظام السياسي فيك يا عراق. فدستورك حقل ألغام مترامي الأطراف وبلا خرائط وليس لدينا حتى اللحظة كاسحات ألغام صالحة للاستعمال. فلا انت دولة مواطنين. ولا انت دولة احزاب. ولا انت دولة مكونات. ولا انت دولة ميليشيات مسلّحة. ولا انت دولة قوميات وعشائر واديان وطوائف. ولكنك في المحصلة خليط غير متجانس من كل هذا. بل انت الشيء ونقيصه في آن واحد. وانت النفي والاثبات في حركة دائمة. وكل ما فيك من سياسة هو قمة الغرابة والشذود عن التقاليد والأعراف المتبعة في بقية الأمم. وانت يا عراق البلد الوحيد الذي يلتقي فيه المسؤولون الاجانب، وزراء أو سفراء، مع أية شخصية "سياسية" حتى وان لم يكن لها وظيفة أو منصب في الدولة أو الحكومة. وهذه الظاهرة الفريدة من نوعها لا تحصل، ويستحيل أن تحصل، حتى في جيبوتي وافغانستان، مع احترامي طبعا.
وانت يا عراق، لا شمالك شمال حفيفي ولا جنوبك جنوب حقيقي. والجزء الصغير فيك يسعى إلى التهام الكل. وهذا "الكل" لا يكفّ عن التلاعب ببقية الأجزاء. وبين الجزء المتمرّد والكلّ المتكتل " طار" عقل الشعب العراقي. واصبح لا يعرف رأسها من أساسها !
ولم يجد أمامه سبيلا آخر غير التقوقع....والمزيد من التفوفع.
وزبدة الكلام هي أن وسائل الإعلام العراقية بمختلف اللغات نقلت خبرا مفاده أن الحزب الحاكم في شمال العراق، في اربيل تحديدا، قرر مقاطعة الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق التي ستجري في ١٠ يونيو القادم. والسبب هو قرار المحكمة الاتحادية العليا في بغداد، الذي الغى 11 مقعدا من "الكوتا" المخصّصة للمكونات او الاقليات الاخرى. وبغض النظر عن صواب اوبطلان قرار المحكمة الغليا، هل تتصورون ان الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم (كردستاني على عيني وعلى راسي، اما ديمقراطي فلا !) سوف يخسر تلك الانتخابات؟ وهو الذي يحكم الاقليم منذ خمسين سنة او اكثر.
وهل خطر على بالكم سبب آخر لمقاطعة الانتخابات غير موضوع الكوتا؟
واسمحوا لي هنا، اطال الله في اعماركم وضاعف في صبركم على امثالي، ان أدلو بدلوي !
في رايي المنولضع، ان للحزب الحاكم في اربيل ،(وفي اربيل فقط)؛هدفين غير معلنين وراء مقاطعة الانتخابات:
الاول: تاجيل الانتخابات البرلمانية في الاقليم إلى أجل آخر من اجل اطالة عمر حكومة الاقليم. رغم كونها حكومة تصريف اعمال. وكل شيء في الإقليم أصبح فاقدا للشرعية حسب الدستور العراقي . وثمة خوف لدى قاددة هذا الحزب من فقدان مكاسب كثيرة.
الهدف الثاني: وهو الهدف الاهم، يتمحور حول رقص كلّ ما يصدر من قرارات من قبل موسسات الدولة العراقية (محاكم وحكومة اتحادية وما شاكل ذالك) لها علافة بالاقليم. والهدفان، أولا وثانيا، يخفيان خلفهما اهداف اخرى، قد لا يراها الإنسان بالعين المجردة !
منها على سبيل المثال، وضع العراقيل والمعوقات، وبشتى السبل، على طريق حكومة بغداد الاتحادية. وجعلها تعيش دائما في ازمة عصيٌة على الفهم والحل مع الاقليم. والغاية النهائية من وراء كل هذا هي منع العراق والعراقيين (عربا وكردا وتركمانا واقليات اخرى) من الوصول الى برّ الامان والعيش بسلام وتآخي في بلد واحد كمواطنين عراقيين فقط. وخلاف ذلك سوف لن تقوم للعراق قائمة. وسيبقى بلدا مشرذما مفكّكا تتصارع فيه "القوى السياسة" بشراسة. أن لم يكن من أجل مصالحها الضيقة، فمن أجل مصالح الأجنبي البعيد والقريب على حد سواء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف