الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة قراصنة القرن الأفريقي

كاظم فنجان الحمامي

2024 / 3 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


ما ان تضاعفت أعداد السفن الهاربة من جحيم مضيق باب المندب، وأعداد السفن التجارية المتوجهة صوب رأس الرجاء الصالح حتى استيقظ قراصنة الأمس من سباتهم، وركبوا قواربهم، وراحوا يقطعون المسالك الملاحية الموازية للقرن الأفريقي. . تلقت المحطات الساحلية إشارة استغاثة بصوت كبير الملاحين العاملين على متن السفينة البنغالية (عبدالله)، واسمه (عتيق الله خان). يقول فيها: ان القراصنة المسلحين صعدوا على متن السفينة، واعتقلوا الربان والطاقم، وتولوا قيادة السفينة المخطوفة نحو سواحل الصومال. من دون ان تستجيب لهم السفن الحربية المتواجدة في المنطقة. .
في حين أكدت التقارير الدولية تعرض اكثر من 20 سفينة للسطو المسلح منذ بداية العام الحالي، ما ادى إلى ارتفاع أجور الحراس الأمنيين، وتصاعد رسوم التأمين، وعزوف الطواقم عن العمل، وتضرر سلاسل التوريد. فانتهز القراصنة أحوال الفوضى الملاحية السائدة في خليج عمان وفي البحر الأحمر وبحر العرب، واستغلوا الضربات الصاروخية التي تكبدتها السفن الحربية في المنطقة، فقرروا اعتراض مسارات السفن التجارية الهاربة والاستيلاء عليها ومصادرة شحناتها. آخذين بعين الاعتبار ان القوات البحرية الأجنبية المرابطة حول القرن الأفريقي خفضت من عملياتها وتوجهت نحو باب المندب. ناهيك عن ضراوة الضربات المباشرة التي تلقتها الفرقاطات والمدمرات الأمريكية والأوروبية على يد الحوثيين. .
وبالتالي فان المسطحات المائية الساخنة والخطوط الساحلية الملتهبة تسببت حتى الآن في فقدان مقومات الامن والامان التي كانت تتمتع بها السفن التجارية. ويتعين على منظمة التجارة العالمية الإسراع بتقديم دراسة دقيقة ومفصلة عن حجم الخسائر المالية والأضرار المعنوية الناجمة عن فقدان السيطرة على زمام العمل البحري في المنطقة. .
ليس لدينا ادنى شك بإن تدخل البحرية الهندية، التي نشرت ما لا يقل عن اثنتي عشرة سفينة حربية شرق البحر الأحمر، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي ومهم. .
لو عدنا إلى التقارير الدولية القديمة لوجدنا: أن القراصنة الصوماليين بلغوا ذروتهم في عام 2011، عندما شنوا 237 هجوماً واحتجزوا مئات الرهائن في ذلك العام، قدرت مجموعة مراقبة Oceans Beyond Piracy أن أنشطتهم كلفت الاقتصاد العالمي حوالي 7 مليارات دولار، بما في ذلك مئات الملايين من الدولارات التي دفعت خلسة لتحرير المحتجزين. .
كلمة اخيرة: لا يوجد دليل قاطع على وجود تنسيق مباشر بين الحوثيين والصوماليين، لكن الثابت لدينا ان القراصنة استغلوا الأوضاع المربكة، فاستأنفوا انتهاكاتهم القديمة. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية