الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن زمن الانتهازية والانتهازيين

عبد الإله بسكمار

2024 / 3 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يخطب بشعارات لا يؤمن بها هو نفسه، يملأ الدنيا ضجيجا باسم الديمقراطية والتحرر وأحيانا حتى العدالة الاجتماعية البعيدة عنه بعد السماء عن الأرض باعتبار لهاثه على الدرهم والدينار والجنيه والدولار وكل ما خلق الله والبشر من عمولات، ولا بأس بعد ذلك أن يتغنى هو أيضا بكلمات كبيرة كما يتغنى بها الآخرون، يضع رجله في كل المواقع يمينا ويسارا وأصولا وفروعا، المهم من يحقق له مصلحته الخاصة، أما كلام الليل فيمحوه النهار ببساطة، تراه يلهث على المواقع ويشد عليها بالنواجد ، ولا يهم إن كانت تافهة أو مؤثرة المهم أن تملأ جيبه بما تيسروأن يكون له موقع فيه سيطرة ما على العباد، أما السلطة فيقدم لها أوراق اعتماده منذ البداية متبرئا في لحظة واحدة وبجرة قلم من كل الكلمات الغليظة التي تروج على فمه أو قلمه، ذلكم هوالشخص الانتهازي الذي لا يؤمن سوى بشخصه الكريم وما يمكن أن يجنيه من هذه المحطة أو تلك، وقد سبق رواد النضال السياسي أن حذروا من هكذا أشخاص وتوجهات وخاصة لينين وتروتسكي ونذكرأيضا بعض المفكرين العرب كالشهيد مهدي عامل .
في ذلك الزمان الغابر، زمان النضال المؤدي إلى السجون والمنافي والتجويع كانت هذه النماذج قليلة وسط ما يصطلح عليه بالقوى الديمقراطية، وإذا حدث وانفضح أحدهم يطرد من الصف إياه ببساطة، لأن خطه التحريري يناقض الإطار السياسي الذي ينتظم ضمنه، أو يدعي الانتظام ضمنه لكن في الزمن الحاضر حيث اختلط الحابل بالنابل، أصبحت الانتهازية هي العملة الرائجة ليس في ميدان بعينه فقط بل في أغلب الميادين والصعد ولم تشمل رجل الشارع العادي فحسب والمعذور في كل الأحوال، بل عم بلاؤها أكثر من كنا نصفهم بالمناضلين / ت الذين لا عذر لهم إلا من رحم ربك، طبعا لكل قاعدة استثناء فلازال هناك مناضلون في إطارات محترمة لكنها لم تعد رقما صعبا كما كانت إلى عهد قريب للأسف الشديد تبعا لعوامل لا داعي للتفصيل فيها .
هذا هو نموذج الشخص الانتهازي: يضع رجله مع الجميع وهو في الحقيقة ضد الجميع ههههه، هو مع ذاته اللاهثة فقط لأن ديدنه هو مصالحه الشخصية فحسب وتلك هي الثقافة السائدة حاليا ليس في صفوف اليمين المتعفن كما اعتدنا ولكن أيضا فهي ضربت أغلب الإطارات التي نصفها عادة بالتقدمية أو المعارضة على الأقل مع كل الاحترام والتقديرللقوى التي لا زالت تشد على الجمر( الحزب الاشتراكي الموحد كنموذج ) رغم كل شيء .
وبعد، لماذا نستغرب الوضع الصنمي الرهيب الذي انحدرت إليه الأحزاب المغربية ونخص هنا إطارات الصف الوطني الديمقراطي بل هو ما ينسحب على الحياة السياسية ككل، إذ أصبح الانتماء السياسي يعادل اللصوصية والوصولية والانتهازية وليذهب كل العالم إلى الجحيم، وما دامت هذه الثقافة المتعفنة هي السائدة حاليا فلا يمكن أن ننتظرأفقا مبشرا أو واعدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه