الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1 ـ قراءة في المشهد الغزاوي

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 3 / 22
القضية الفلسطينية


من حقنا أن نسأل عما يجري في قطاع غزة ، او بتعبير أدق ، آن الأون بعد مضي ستة أشهر على بدء الحرب الإسرائيلية ـ الأطلسية على قطاع غزة أن نتفكر في الأهداف المتوخاة من هذه الحرب على ضوء المعطيات التي تتراكم يوما بعد يوم ، متشابهة ،دليلا على السعي لتنفيذ خطة رسمت مسبقا لتحقيق غاية مضمرة .
لا شك في أن المحتلين الإسرائيليين يضيّقون الخناق على الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية تدريجيا منذ توقيع اتفاقية أوسلو و إقامة سلطة فلسطينية في رام الله على رأس جهاز أمني متعاون معهم ، إلى أن وصلت الأمور في أغلب الظن ، إلى نقطة اللاعودة بالنسبة للفلسطينيين من جهة و للإسرائيليين من جهة ثانية :
ـ بدا للفلسطينيين ، سواء في الضفة الغربية و في قطاع غزة ، أنهم صاروا محاصرين من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أطلق ضدهم المستوطنين ، يهاجمونهم في منازلهم و يخرجونهم منها و يقطعون شجرهم و يستولون على حقولهم ويقتلون ابناءهم بدم بارد ، وسط تعتيم إعلامي مشدد بالإضافة لتعامٍ، دولي عالمي شامل و إقليمي (عربي ) و محلي ( السلطة الفلسطينية واعوانها ) شبه شاملين .
لم يكن سكان قطاع غزة أفضل حالا . فهم محاصرون كما هو معلوم ، منذ سنة 2007 ، بعد فشل محاولة المخابرات الأميركية في زرع سلطة رام الله ، او سلطة مماثلة لها في قطاع غزة ، حيث صار السكان ، تحت قانون الغيتو ، في سجن بلا سقف . ليس مستبعدا في هذا الصدد ، ان تكون السلطات المصرية اتخذت تدابير جديدة في رفح بحيث صار اختراق الحصار أكثر صعوبة من ذي قبل ، مما زاد الطين بلة ,
و لا بد إلى جانب ذلك من التذكير بأن السجن " الغزاوي " مكتظ بالسجناء الذي تجاوز عددهم مليوني نسمة ، على مساحة لا تزيد عن 360 كلم² ، أعلى كثافة سكانية في العالم .
أتضح أن اضطهاد الفلسطينيين و غزوات المستوطنين ضد مدن و بلدات الضفة الغربية مرشحة لان تصل القطاع حيث لن يكون امامهم إلا خيار من إثنين : الإبادة او النزوح نحو سيناء ، بموافقة الإدارة الأميركية ، كما يرشح من المواقف المعلنة و المشاريع المقترحة من هذه الأخيرة ، ديمقراطية كانت أم جمهورية .
مجمل القول أن الفلسطينيين صاروا بحاجة بشكل ملح لحل لقضيتهم لا يقتضي إبادتهم أو ترحيلهم بصمت .
ـ أما في الجانب المقابل فإن الدولة الصهيونية هي أيضا في مأزق يتطلب حلا عاجلا ، قبل افتضاح طبيعتها ، و ما تمثله حقيقة . يمكننا أن نقتضب في هذا الصدد فنقول :
ـ إنها قامت أساسا ، على مبدأ إلغاء التاريخ أو محوه أو تحريفه : تجسد ذلك بنقل المسألة العنصرية التي تفاقمت في أوروبا في مرحلة نشوء الدول القومية ، و تناحرها فيما بينها ، إلى الشرق العربي و تأسيس دولة قومية يهودية أوروبية ، حيث لا توجد دول عرقية ، قومية و إنما جماعات دينية ، يهودية و مسيحية و إسلامية و قبلها صابئة و ديانات أخرى ، في مناطق متداخلة في جغرافيا و احدة .
ـ قامت هذه الدولة الأوروبية اليهودية ، على أساسا منطلقات قومية ، عنصرية ، ساهمت في بلورتها الدولتان الاستعماريتان بريطانيا و فرنسا ، ثم و فرتا الظروف الملائمة لتحقيقها في فلسطين ، بعد إفراغها من ثلثي سكانها الأصليين ، و استبدالهم على أساس" عرقي و ديني " مفترض أو مزعوم ، بيهود من بلدان العرب .
ـ يتمثل مأزق الدولة الصهيونية في الراهن بمسألة سكانية أسقط القناع الذي يخفي ممارستها لسياسة التمييز العنصري ، حيث صار عدد سكان اليهود في فلسطين أقل من عدد السكان غير اليهود في حين أن الفجوة بين الفريقين تتسع أكثر فأكثر ، من حيث عدم المساواة في جميع مرافق الحياة .
ـ لم تلتزم الدولة الصهيونية بما تعهدت به في أوسلو ، لأنها تريد كل فلسطين بعد أخلائها من سكانها الأصليين
ـ فشلت سياسة التطبيع مع بلدان الهلال الخصيب ، لأن الدولة الصهيونية تدعي أن لها حقوقا في أجزاء من جغرافية هذه البلدان . أغلب الظن أن هذه الاطماع كانت عاملا وازنا في أصل المشروع الأميركي الهادف لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الذي كشف عنه بعد غزو العراق و أتلاف دولته .
( للبحث تتمة )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-