الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 102 ـ

آرام كربيت

2024 / 3 / 22
الادب والفن


العصبوية
البعض يظن أن العصبوية نابعة من عشق للدين أو القومية، هذه أضغاث أحلام.
جذر العصبوية، هو إنكماش الذات على الذات، عزلة تاريخية ومعرفية وخوف من الانقراض لعدم توفر الشروط التاريخية للاستمرار.
في مرحلة الاسترخاء والراحة، بعد الوصول إلى النشوة النفسية يكتشف العصبوي أن ما كان عليه هو مجرد رغبة في تفريغ كبت متراكم أو قصور معرفي.
هذا الكبت كان يحتاج إلى التنفيس.
كان كبتًا نفسيًا ووجدانيًا، وحاجة للتوازن.
أي نزوع نحو فعل جاد، يحتاج إلى عمل جاد وبحث عميق للدخول في عمق المشكلة قبل أن تكون مجرد هوس داخلي بتأكيد الذات المريضة.
قلنا سابقا، ونقول الأن، لم تصل شعوب المنطقة إلى القيمة الحقيقية للقومية، كما حدث في أوروبا، لكون هذه الأخيرة كان لها مشروعًا سياسيًا واقتصاديًا حقيقيًا وبعيد المدى.
إن جذر القومية في منطقتنا لا يزال عشائريًا قبليًا مذاهبيًا طوائفيًا.
إن الانتقال إلى مفهوم القومية يحتاج منّا إلى الواقعية السياسية والفكرية، إلى البحث الجاد والحقيقي عن ماهية القومية أو الدين وغايتهما دون عواطف أو بكاء مريض ورخيص.
القومية العارية من لحاف وطني مستقل هو مجرد هباء تتناقله الرياح.
وفي هذا العصر لم يعد هناك لحف يغطى أجساد البسطاء والأجسام الهزيلة وحتى الأجساد القوية.
هذا العالم عاري من الأغطية.
هلكتونا يا مأزومين، يا مرضى، اشتغلوا على أنفسكم قليلا حتى توفروا علينا وعليكم خراب حياتنا وحياتكم، وجنبوا وطننا ويلات تصرفاتكم المريضة

الديكتاتورية
الديكتاتورية، بنية، وحدة، منظومة علاقات شديدة التماسك، بنية سياسية متكاملة، المحكوم والحاكم يستمتعان ببعضهما، بأدوار بعضهما، أحدهما شديد السادية والآخر شديد المازوخية.
السجان سادي ممثل بالديكتاتور، والمحكوم مازوخي ممثل بالمجتمع.
والديكتاتورية هي نتاج واقع اجتماعي اقتصادي سياسي ثقافي نفسي تاريخي، تأخري.
وهذه الدكتاتورية هي نتاج الاستبداد المستفحل الطويل الأمد، وأحد إفرازات السلطات المتعاقبة تاريخيًا، التي قسمت المجتمع إلى نخبة قليلة من العبيد السعداء، وقطيع كبير من العبيد السعداء مستمتع بخضوعه، وقبول كليهما، النخبة الخاصة، وجموع العبيد، بعبوديتهما واستمتاعهما بهذه العبودية.
العبودية أسهل على الإنسان من الحرية.
وربما لم ير الإنسان عبر التاريخ كله من الحرية إلا اسمها، أما وجودها، كمفهوم صعب للغاية ويحتاج إلى مجتمع واع جدًا لدوره في الحياة والعيش.
وللحرية مسارب وأفاق وأبواب كثيرة تحتاج أولا إلى تفكيك هذا المفهوم، وإعادة تركيبه ليكون مدخلًا إلى عالم مختلف.

محاربة الإرهاب يتم عبر تفكيكه
محاربة الإرهاب لا يمكن أن يتحقق بالسلاح. لهذا يجب أن يفكك هذا المفهوم حتى تتم تعريته ليسهل علينا الوصول إلى جوهره.
من جانبنا، علينا تفكيك النص ثقافيًا، بمعنى، أن يعاد قراءة النص وفق العصر، ودمجه فيه ورفع شأن المغبونين اجتماعياً، وإنسانياً، وسياسيا ووطنياً. وإعادة الاعتبار للمظلومين والمهمشين، وإدخال المنطقة في هذه الحضارة من موقع الفاعل.
منطقتنا تعرضت وما زالت تتعرض للإجهاد السياسي والاجتماعي والإنساني منذ سبعة عقود، وتعبت من الاستثمار السياسي من قبل الأخرين.
آن الأوان أن يسمح لهذه المنطقة أن تتحرر من ربقة العبودية التي منيت بها من قبل حكامها المرتبطين والمدعومين والخاضعين من قبل الخارج.
وهذا الخارج جعل منطقتنا حقل استثمار سياسي واقتصادي وعسكري ومكان لتفريغ حمولة النظام الدولي سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وأمنيًا.
هذا ما نريده ونرغبه.
أما ما يريده صانع القرار الدولي فله أهداف مغايرة تمامًا لأهدافنا وغاياتنا. فهو يريد للإرهاب أن يستمر ويكبر بقوة السلاح والرعب وزرع الخوف في نفوسنا، وينقل معركته من دولة لأخرى ليتركها دولة فاشلة مدمرة ليبقى متسيدًا على هذا العالم.

فن الحب أو الحب فن
لماذا لا يتعلم الناس فن الحب؟
لماذا يعتبرونه من البديهيات؟
لماذا لا يجلسون مع أنفسهم، ويشتغلون على هذا المفهوم، الهام جدًا؟
لماذا نقع في الحب، ولماذا نفشل فيه، ماهي الأسباب، ولماذا نندفع إليه ثم يهرب منّا بسرعة، مرة بعد أخرى؟
نبذل الجهد في أغلب مجالات الحياة إلا الحب، وكأنه في نظرنا تحصيل حاصل أو أنه في أيدينا، قابضين عليه، بالرغم من أنه كائن متحرك، لا يمكن الركون إليه دون فهمه والرفرفة معه إلى أعالي النجوم والسماء.

إن عقلنة الغرائز كانت المدخل لتكسير الفردوس، أو الجنة أو العقل الأول، وانصهار العواطف الطبيعية وتبددها، ثم انسحابها من الحياة الإنسانية.
الخيبة التي يعاني منها الإنسان المعاصر، أنه لم يعد قادرًا على الرجوع إلى الوراء أو العودة إلى الجنة.
لم يعد لديه سوى خيار واحد، هو الاستمرار في النهج الذي سار عليه، عبر عقله المنفصل عن عقل الطبيعة.
إن فقدان العقل الأول، البيئة الطبيعية، أدى بنا إلى فقدان البراءة الأولى. الغرائز تذكرنا بذلك، بطفولتنا الأولى أيضًا.
عندما نتخطى العشر سنوات الأولى من أعمارنا، نبدأ بوداع تلك المملكة الجميلة، عندها ندخل في العقلنة الشيطانية.

عن حزب الإخوان المسلمين
الإخوان المسلمين، حزب مبندق، لا يعرف على أي خازوق يجلس.
والمشكلة أنه مسيطر على الفضاء الثقافي السوري وغيره.
نقول عنه أنه مبندق لأنه ليس حزبًا دينيًا ولا دعويًا ولا سياسيًا، أنه خليط من كل هذا.
ترى أعضاءه الجهلاء، الفارغين من العلم والثقافة، ينطون من مكان إلى أخر، بشكل جماعي ليشكلوا حالة عامة، بهياج أشبه بهياج الثيران في ساحات المصارعة.
إنهم من عوم، المخرج والممثل حاتم علي، كأيقونة ولوحة لا يمكن خدشها، وفرضوا على الأخرين أن يحذو حذوهم.
واليوم، هؤلاء الهمج ذاتهم يجرمون نوال السعداوي تحت حجج، هي حجج الإسلام السياسي الفارغ من القيم والمبادئ والأخلاق.
ليس لي موقف محدد من حاتم علي، لأنني لا أعرفه سوى أنه ممثل سوري قبل أن يصبح مخرجًا، وأنه أخرج مسلسلًا عن عمر بن الخطاب، الذي أعطاه حصانة ومهر أحمر من الأخونجية.
ونوال السعداوي، أيضًا ليس لي موقف محدد منها سوى أنها مع حرية المرأة وضد اغتصابها إنسانيًا وعاطفيًا وجنسيًا تحت مسمى الشرع الإسلامي.
أذهبوا وبلوا ماء هذا الشرع، وأرموه في الهواء، لأنه لم يعد صالحًا لهذا الزمن المفتوح على الريح.

الثورة وأكل أولادها وأولاد الجيران
لدي سؤال يؤرقني:
لماذا, أغلب الأنظمة التي وصلت إلى الحكم عبر ثورة مجتمعية, كانت شديدة القسوة على نفسها.
الثورة الفرنسية, الروسية على سبيل المثال.
ولماذا يكون طاقمها السياسي مازومًا جدًا, لا يحتمل وجود غيره في المعادلة؟ ويبدأ أحدهم في تصفية الأخر.
ولماذا لا يعملون أي اعتبار لمن أوصلهم إلى الحكم. ويتعاملون معهم, كأنهم فضلات أو زوائد لا قيمة لهم.
الثورة من أجل من تقوم إذا كانت مصالح الناس, المجتمع ليست على جدول أفكارهم؟
وأريد القول, أن التنمية, تحسين الوضع الاقتصادي, لا يعني أي شيء في الحسابات السياسية على المستوى السياسي.

السعادة تنبع من الذات
الكثير من الناس يظنون أن السعادة تتحقق بالإنغماس في المزيد من الملذات, لهذا يلهثون كالذئاب الجائعة من عظمة إلى أخرى.
السعادة التي لا تنبع من الذات عبارة عن زبد, رغوة فارغة.
جمال الحياة أنها كالغانية اللعوب, لا تسمح لأي كائن أن يمتلكها. وتجعل المرضى بحب أنفسهم يركضون وراءها كالكلاب الشاردة, لا يقبضون إلا السراب.

الجهاد مرض العصر
الجهاد, برأي مقولة غوغائية. فضفاضة. لأنها مقولة مركبة على إطار غير تنظيمي وبدون بعد معرفي ودراسة. في الزمن ذاك. في القرون الوسطى. كان يمكن ان يضحك السياسيون على الناس البسطاء بهذه المقولات الفارغة. ولكنها. وفي العمق. تحمل في طياتها كم هائل من حمولة مصالح ونهب. أما اليوم وبعد اكتشاف علم الاجتماع وفك رموز الصراع والطبقات والقوى السياسية والداخل والخارج وجرى تعريف الدولة والشعب وغيرها من المقولات لم نعد بحاجة للعودة للتاريخ لنتكئ عليه
بمناسبة عيد نيروز، والاحتفالات التي تعم بلدان كثيرة في العالم، اتساءل:
ما هي نتائج انتصار كاوا الحداد، منذ أن قتل الجلاد وإلى اليوم؟
من انتصر على من، الجلاد أم الضحية؟
باستثناء الاحتفال، والفرح والرقص، لا شيء يذكرني بكاوا أفندي، لأنني أرى الجلاد جالسًا ومتربعًا فوق رأس كاوا، يذله ويبصق عليه، بل حوله إلى ايقونة تسويقية لا قيمة لها.
ولا يزال بيت الجلاد عامرًا، مزداً يالقهر والذل. بنظرة سريعة، سترى أولاد الجلاد في ممارسات بوتين وبايدن وبشار الأسد، وجلادي أفريقيا والصين والهند والباكستان، وروكفلر وروتشيلد ومورغان، وحكام الخليح، وترامب وحافظ الأسد وهولاكو، وخالد بن الوليد، وأنبياء الله كلهم.
اتمنى أرى كاوا أخر، إنجاز أخر على مستوى العالم القديم والمعاصر كله؟
كاوا عمل فردي لا قيمة له، لأنه على المستوى الأفقي، لا يزال الضحية يموت يوميًًا من الجوع والسجن والقهر والذل والقتل والتهجير، والهروب واللجوء.
عالمنا ينوء بالهزائم والخراب على يد ذاك المقتول، الذي قتله كاوا.

القانون
القانون اسوأ اختراع إنساني
القانون يضعه الأشرار، إنه آلة حرب صامتة تضعه القوى المهيمنة أو المسيطرة على الدولة والمجتمع وفقًا لمصالحهم.
إنه القانون حمولة سياسية وثقافية، حمولة ثقيلة، كفته تميل للقوى المسيطرة. والقوى المسيطرة لا تقدم على عمل يضرها.
أنهم أذكياء جدًا. القانون بديل عن القتل المباشر، لكنه قتل مهذب.
بالقانون يستطيعون أن يجردون المرء من ثياب ورميه في الشارع.
هل رأيتم كيف رموا 120 ألف أرمني خارج أرضهم وبيوتهم وتاريخهم قبل أشهر، دون رحمة أو شفقة؟
إنه قانون القوي، والظالم. ولا فرق كبير بين القانون الدولي أو المحلي، أنها مفصل على مقاس القوى المسيطرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا