الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أليكا باباريغا- لينين عن دور الطليعة الثورية، الحزب الشيوعي

نيكوس موتاس

2024 / 3 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ترجمة دلير زنگنة

بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة فلاديمير إيليتش لينين ، تم تنظيم حدث مهم بعنوان "لينين حول دور الطليعة الثورية، الحزب الشيوعي" يوم الأربعاء 13 مارس في سينما "الاستوديو" المزدحمة بالكامل، في قلب أثينا. 

وكانت المتحدثة الرئيسية هي أليكا باباريغا، الامينة العامة السابقة للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني (KKE)، ونائبة البرلمان السابقة والعضوة الحالية في اللجنة المركزية. وأعقب الخطاب عرض الفيلم الكلاسيكي (عام 1937) لميخائيل روم " لينين في أكتوبر ". 

في بداية كلمتها، بمناسبة الفيلم، أكدت باباريغا أن الأجواء المحيطة خلال ثورة أكتوبر "تثبت أن الحزب البلشفي، القوى الثورية الرائدة، كانت مستعدة جيدًا أيديولوجيًا وسياسيًا وتنظيميًا". وأشارت إلى أن شخصيات مثل ماركس وإنجلز ولينين كانوا "عباقرة غير عاديين"، لكن إذا تم تقييم مساهمتهم بمجرد تسليط الضوء على شخصياتهم، فإننا "سنقلد المؤرخين والسياسيين البرجوازيين الذين عندما يشيرون إلى التطور الاجتماعي وإلى تعاقب الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، يركزون على دور الشخصيات والقادة والأباطرة والملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء والقادة السياسيين بشكل عام".

وهكذا، أكدت باباريغا، خاصة بالنسبة للينين، أنه «عاش في عصر كانت فيه الرأسمالية تمر بمرحلتها الاعلى الأخيرة، المرحلة الاحتكارية أو الإمبريالية كما كانت تسمى أيضًا، والتي اتسمت بالحروب الإمبريالية والثورات الاشتراكية». هو عصر الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. لقد عاش بالقرب من النضالات العمالية وداخلها، ليس فقط في روسيا ولكن أيضًا في الدول الرأسمالية حيث كان منفيًا. هكذا فهم الضرورة الحتمية والفورية للتحضير الواعي للثورة الاشتراكية التي تطلبت، قبل كل شيء، إنشاء حزب من نوع جديد، الحزب الشيوعي».

تؤكد أليكا باباريغا أن "لينين أوضح ضرورة إنشاء حزب ثوري عمالي باعتباره حزب الثورة الاشتراكية وحزب دكتاتورية البروليتاريا والبناء الاشتراكي". ولهذا الغرض، "درس المشاكل المتعلقة بالحركة العمالية في روسيا وأوروبا، على النقيض من الأحزاب الإصلاحية العمالية في أوروبا الغربية التي روجت للانتهازية، والإصلاحية وبالتالي تخلت عن المبادئ الثورية للماركسية".

كما ركزت المتحدثة على فترة الإعداد لتأسيس الحزب البلشفي، عندما «دارت معركة أيديولوجية كبيرة، بقيادة لينين نفسه، ضد التصورات التي اعتبرت أن النضال الجماهيري والسياسي يجب أن يقتصر على المطالب الاقتصادية. لقد ناضل لينين بقوة ضد المحلية والنزعة العملية و التشظي والخضوع للمؤقت، أي لما هو ممكن في إطار الرأسمالية. وقالت باباريغا: "في الواقع، عارض لينين كل أولئك الذين أعطوا الأولوية للإصلاحات في إطار الرأسمالية على حساب ضرورة الثورة".  

وأضافت أن لينين “طرح ضرورة العمل الحزبي المركزي، الموحد و المفصّل ديمقراطيا، ومن ثم مركزية التوجيه الذي يضمن وحدة العمل، فضلا عن التخصص، وبالتالي التكيف مع الخصوصيات التي تهم قطاعا محددا ومحدودا حتما بطبيعته في مجال مسؤولية الحزب، على مستوى محلي ، إقليمي ، عملياتي و قطاعي، وما إلى ذلك. الخبرة والتكيف والمرونة، بدون خطر تضييق و"تجفيف" المحتوى الأيديولوجي والسياسي للنشاط. نعم لجعله شعبيا، لكن لا للتبسيط”.

علاوة على ذلك، أكدت أليكا باباريغا: “في ظل قيادة لينين، أثبت الحزب البلشفي أنه قادر على توجيه نفسه والعمل داخل الجماهير البروليتارية الفقيرة، متخذا كمعيار المهام الحالية دون تشتيت انتباهه عن الهدف الرئيسي الذي تأسس من أجله، هذا هو النضال من أجل الاشتراكية”. وتابعت بالقول: إن وضوح وأفق نشاطه لم يتقلص، ولم يضيق تحت أي احتياجات موضوعية ملحة، في أوقات اللاشرعية والهزيمة والتراجع، والحرب الإمبريالية، والاضطهادات والهجمات التي تتوافق تماما مع الديموقراطية البرجوازية البرلمانية".

وفي إشارة إلى تأسيس الحزب البلشفي، أشارت الامينة العامة السابقة إلى أنه “بادئ ذي بدء، لقد غير هذا الحزب تماما حقيقة تشكلت سابقا عندما كان تطور نظرية ماركس وإنجلز الثورية والسنوات الأولى من نشاط لينين يتطور خارج إطار حركة العمال . كسباقين، وقبل كل شيء، كرواد، أخذوا على عاتقهم مسؤولية إدخال النظرية الشيوعية العلمية إلى صفوف البروليتاريا المناضلة. في ذلك الوقت، كان الاتجاه السائد هو دخول النظرية من الخارج إلى الداخل.
غير تأسيس الحزب الأمور بشكل جذري، حيث تولى مهمة الدراسة، والاستيعاب الإبداعي، ونشر النظرية في صفوف الطبقة العاملة، والعمل البحثي من أجل مزيد من التقدم بناءً على التطورات والمتطلبات المتنامية الجديدة. إن الموقف اللينيني القائل: "بدون نظرية ثورية لا يوجد عمل ثوري" ينطبق على الحزب الشيوعي، ليس فقط في سنواته الأولى، بل طوال مسيرته".

واستطردت باباريغا في الموضوع قائلة إن لينين "شن حربًا أيديولوجية لتأسيس وبالتالي الدفاع عن الطابع العمالي للحزب، ليس فقط كإعلان ولكن أيضًا في تكوينه الاجتماعي، في الأجهزة والمنظمات الأساسية للحزب (PBOs) )، فضلا عن الدور الرائد للحركة العمالية، ومسألة هيمنة الطبقة العاملة في الثورة الاشتراكية، وضرورة دكتاتورية البروليتاريا. حتى أنه استخدم هذا المصطلح المحدد من أجل تسليط الضوء بوضوح على التناقض التام مع دكتاتورية البرجوازية. وحدد شروط قبول الأعضاء في الحزب وضرورة اعتماد ثلاثة أشكال مترابطة من النضال، الأيديولوجي والسياسي والجماهيري، أي الأممية البروليتارية، كأساس نظري للحزب الماركسي اللينيني"

أوضح لينين أن “الإيديولوجية ستكون إما اشتراكية أو برجوازية، ولا يوجد حل وسط. وأضافت باباريغا: "إنه موقف في حينه ،خالد، و من الاسس".

مركزية مطالب النضال وأهدافه على المستوى الوطني:

في إشارة إلى الفترة الممتدة من تأسيس الحزب البلشفي حتى عام 1917، أشارت الرفيقة باباريغا إلى أن “النضال العمالي، بتوجيه من الحزب البلشفي، كان يتطور ويتجه إلى الأمام بأهداف سياسية واحدة أوسع نطاقا، حيث أن توحيد النضال على المستوى الوطني كان مطلوبًا وواقعيا. وشددت على أنه "في مثل هذه الظروف، يصبح تعميم الشعارات ومركزية جبهات النضال و رفع شعار واحد أو شعارين أو ثلاثة شعارات أخرى أسهل نسبيا، و من أجل تعزيز تحالفات الطبقة العاملة أيضا".

"هذا هو السبب ",أكدت باباريغا أن “دور الحزب الشيوعي الحاسم في وضع إطار صلب للحشد والتحالف الاجتماعي. خط حشد يأخذ في الاعتبار مستوى نضج الجماهير الشعبية العاملة، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يساهم في تقدمها الأيديولوجي والسياسي، من خلال أهداف وحجج مختمرة تشجع على تنمية الوعي الثوري”.

وبناء على ما سبق، أكدت باباريغا أن الحزب الشيوعي اليوناني "اكتسب خبرة إيجابية في هذا الشأن ويطور بشكل مطرد خط الحشد والنضال المناهض للرأسمالية والاحتكارات". ففي نهاية المطاف، كما لاحظت، "إن دراسة التعاليم اللينينية تحتوي على أدلة وفيرة، وتجربة مفيدة، حيث كان لينين يأخذ في الاعتبار مستوى الوعي الاجتماعي والسياسي للجماهير، ولكن دون الخضوع له".

الوحدة الأيديولوجية ووحدة النشاط

كما تناولت أليكا باباريغا في كلمتها مسألة كيف "أثبت لينين أن إعلان النضال من أجل الاشتراكية ليس كافيا، بل الوحدة مطلوبة في قضايا النظرية والبرنامج ومرة أخرى، الوحدة الأيديولوجية ليست كافية في حد ذاتها ولهذا السبب قام بالشرح التفصيلي للنظام الأساسي والمبادئ التنظيمية وقواعد عمل الحزب". وأشارت إلى أن كل هذه الأمور "لها سياق أيديولوجي وسياسي عميق لأنها تحددها المهمة التاريخية للطبقة العاملة المتمثلة في الإطاحة بالرأسمالية والانتقال إلى البناء الاشتراكي".

وفي ملاحظاتها الختامية أكدت الرفيقة باباريغا على أهمية دراسة العامل الذاتي وتعميم تجربة بناء الحزب. "إن المبادئ الأساسية للحزب ثابتة وخالدة. وهذا لا يعني عدم الحاجة إلى دراسة التجربة الناتجة عن نشاط الأحزاب الشيوعية في القرن العشرين والتطورات المهمة في سيرورة المجتمع الرأسمالي، والتجربة الإيجابية والسلبية التي ظهرت في دول البناء الاشتراكي، أي دراسة نشاط الحزب كعامل توجيهي ذاتي".

وفيما يتعلق بالحزب الشيوعي اليوناني، أشارت باباريغا إلى: "لقد بدأ حزبنا جهود دراسة العامل الذاتي خلال فترة البناء الاشتراكي، وخاصة في الاتحاد السوفييتي، في ظل الحاجة الملحة لتقديم إجابات حول ما حدث وانتصار الثورة المضادة"، مضيفةً "إننا "لم نترك حزبنا خارج نطاق النقد والأحكام"، في إشارة إلى مجلدات مقالة تاريخ الحزب.

وبشكل أكثر تحديداً، تم بذل جهد أفضل في المؤتمرين الأخيرين للحزب الشيوعي اليوناني، المؤتمر العشرين في عام 2017 والمؤتمر الحادي والعشرين في عام 2021، "من أجل تسليط الضوء على المشاكل والروابط في عمل ونشاط الحزب،" "وخاصة "الحاجة إلى تعزيز العنصر النظري والأيديولوجي في عمل جميع الهيئات التوجيهية، وبالتالي أيضًا المنظمات القاعدية للحزب، حتى يتم إلقاء الضوء على المهام السياسية والجماهيرية العملية بشكل كامل وصحيح".

اختتمت الرفيقة أليكا باباريغا، "إننا ندرس ونخطط ونعمل في أعماق الجماهير، في إطار الصراع الطبقي، ومن خلال النشاط اليومي للحزب، نسلط الضوء على إمكانيات وقيم المجتمع الجديد، الاشتراكي-الشيوعي، ونصبح مستعدين للغاية كحزب من "نوع جديد" . 

* نيكوس موتاس هو رئيس تحرير مدونة الدفاع عن الشيوعية.       








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا