الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيبة آمال لا تخفيها عنتريات الرئيس ماكرون

محمد حمد

2024 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يعيش الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون منذ عدة اشهر حالة مركبة هي خليط من المرأرة والخيبة والقشل والانكسار. بعد ان تم طرد قواته من بعض الدول الأفريقية التي كانت يوما ما مرتعا خصبا لجيوشه وشركاته الجشعة ومرتزفته القتلة.
وبما أن دوائر الدنيا تدور. وتستمر في الدوران. فبدأ أن رؤساء بعض الدول الأفريقية لم يجدوا سوى روسيا الاتحادية حليفا موثوفا يمكن الاعتماد عليه. وليس له تاريخ استعماري بشع كفرنسا. وهذا التوجه من جانب بعض الزعماء الأفارقة نحو موسكو اثار غضب وحنق وغيرة الرئيس الفرنسي ماكرون. وبما أن ثقافته وعقليته هي ثمرة حقبة استعمارية عنصرية فهو لا يؤمن بأن تلك الدول الأفريقية لها الحق في التحرر والتخلص من الماضي الاستعماري البغيض، او ان تكون حرّة في اتخاذ القرارات السياسية المستقلة. وحسب تصوره الخاطيء يجب أن نبقى إلى الأبد تحت هيمنة واستبداد سلطة الاستعمار الفرنسي القديم. وكانّ لسان حاله يقول، عجبا ! كيف سمحوا لانفسهم وتمردوا علينا هؤلاء الافارقة ؟
وبطبيعة الحال لم يجد رئيس فرنسا طرفا آخرا ليصب عليه جاب غضبه وحقده سوى روسيا. فراح يطلق التصريحات النارية ويحرّض بعض الدول الأوروبية ويهدّد ويتوعّد. وآخر "بنات أفكاره المريضة هو رغبته أو عزمه على ارسال قوات عسكرية تقاتل إلى جانب اوكرانيا ضد روسيا. طبعا ليس من أجل عيون المهرج زيلينسكي بل بحثا عن فرصة للثار من روسيا التي ساهمت بشكل كبير في طرد فرنسا من أكثر من أربعة دول أفريقية والحبل ما زال على الجرار. والمضحك في دعوات الرئيس ماكرون الحماسية إلى "تجاوز كل الخطوط الحمراء" مع روسيا, لم تجد آذانا صاغية من غالبية دول حلف الناتو. باستثناء ثلاث أو أربع دول ليس لها موقع من الاعراب على الساحة الدولية. ويبدو أن دول حلف الناتو أصيبت بالرعب والهلع من قدرات الجيش الروسي وصمود اقتصاد روسيا وتماسكها من جميع النواحي، حكومة وشعبا. وهنا تجدر الاشارة، وبناءا على دراسة الواقع المعاش، أن اية دولة من دول الاتحاد الاوروبي، باسثناءات قليلة جدا، لا يمكنها ان تصمد لأكثر من شهرين في حالة نشوب حرب عالمية. ولهذا السبب، ولاسباب اخرى اقتصادية واجتماعية، تسعى معظم دول الحلف الى تجنب الصراع المباشر مع روسيا. رغم عنتريات بعض الحكام وتهديداتهم في وسائل الاعلام.
ان الرئيس الفرنسي، وبعد الهزيمة والفشل في افريقيا فقد على ما يبدو بوصلة الحكمة السياسية. وأخذ يبحث عن سبل خبيثة للتحرش بروسيا الاتحادية سعيا منه للعثور على مؤطيء قدم في البلدان المجاورة لروسيا. ليقوم من هناك باطلاق التصريحات النارية التي لا تخيف حتى الاطفال.
واتضح في الأشهر الأخيرة أن التخبط طاغٍ على تصرفات وتصريحات رئيس فرنسا. وكثيرا ما يناقض نفسه بنفسه خصوصا في موضوع الحرب ضد روسيا.. وقبل اشهر قليلة صرّح مخاطبا حكام أوروبا: " لا ينبغي إذلال روسيا". واليوم يعد العدّة لارسال جيشه الى هناك.
والظاهر أنه ما زال يرى في أحلامه آثار هزيمة نابليون على يد الروس. ولا يُستبعد أن تكون لدى ماكرون، شان القادة الألمان الحاليين، غرائز ثار وانتقام لما جرى لهم، على يد الجيش الأحمر السوفييتي ابان الحرب العالمية الثانية، من "بهذلة" وهزيمة نكراء. جعلتهم مطأطيء الرؤوس خجلا وخزيا لأكثر من سبعين سنة. واليوم وجدت المانيا في نظام كييف التجسيد الأمثل لتاريخها النازي. وما دعمها المنقطع النظير لمهرج اوكرانيا زيلينسكي آلا تعبيرا عن حقدها الدفين على روسيا.
وسواء كان ماكرون فرنسا اومستشار المانيا شولتس او مخرف امريكا جو بايدن، من اكثر الساعين إلى استمرار وإطالة الحرب بين روسيا وأوكرانيا. واكثر "الكرماء" في المال والسلاح لكييف، فمن المستحيل أن يحقق لهم نظام اوكرانيا النازي شيئا ملموسا يفتخرون ويتباهون به أمام العالم.
لن تنفع الرئيس الفرنسي ماكرون تصريحاته العنترية وتهديداته وتحريضه المستمر ضد روسيا. وعليه أن يعرف أنه، مهما نفخ في نفسه وصال وجال وعربد في وسائل الإعلام، سيبقى أقل حجما بكثير جدا من نابليون الذي تذوّق، على يد روسيا القيصرية، مرارة هزيمة تاريخية نكراء لن ينساها الفرنسيون ابدا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة