الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2 ـ قراءة في المشهد الغزاوي

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 3 / 24
القضية الفلسطينية


لا غرابة في أن تعترض " الدولة " اليهودية في الهلال الخصيب ، و تحديدا تنفيذ خطتها كما وضعت في بداية القرن الماضي من الحركة الصهيونية و الدول الاستعمارية الأوروبية ، ثم انضمت اليهم الولايات المتحدة الأميركية ، في سياق إجراءات هادفة للهيمنة على شبه جزيرة العرب و ما تذخر به من ثروات ، نفطا و غازا ، من جهة و تدعيم الطوق حول الإتحاد السوفياتي ، سابقا ، و روسيا و الصين راهنا ، من جهة ثانية ، تعترضها عقبات قوية ومتجددة ذات أصول مختلفة ، محلية و إقليمية و دولية ، الامر الذي يجعل المأزق الذي دخلت فيه إسرائيل منذ سبعينيات القرن الماضي ، معقدا و مركبا و صعبا، أي ليس كما يتصوره حكامها الحاليون و يقاربه حكام الدول الأوروبية المنضوية تحت لواء الولايات المتحدة الأميركية في الحلف الأطلسي ، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي
مهما يكن هذا ما يرشح من تحليل بعض المحللين الذي يتناولون الأزمة الدولية الراهنة في شقيها الأوروبي و الآسيوي بكثير من الحذر ، لا سيما أن الأطراف المعنية بها مباشرة ، تحاول أن تعالجها بأساليب تحاكي تلك التي اتبعت حيال الأزمة الالمانية في سنوات 1930 و افضت إلى الحرب 1939 ـ1945 ، أي إلى دمار روسيا و هذا ما كان يتمناه الأوروبيون و إلى دمار أوروبا أيضا ، نتيجة الوقوع في الحفرة التي حفرتها الرأسمالية لحركات التحرير العمالية .
نكتفي بهذه التوطئة لنقول أن أزمة الدولة الإسرائيلية، التي ذكرنا باختصار مميزاتها العرقية ـ الدينية ، و الاستعماريةـ الاستيطانية ، و التوسعية ، دفعتها لان تخلق الظروف اللازمة لإشعال الحرب ، استنادا إلى اعتداد بالتفوق العرقي و العسكري إلى جانب قوة الحلفاء في الغرب ( سادة العالم ) . لا سيما أن معاهدة الصلح مع مصر ، بعد حرب 1973 ، و ما تلاها من اتفاقيات تطبيع مع منظمة التحرير الفلسطينية و الأردن ، ودول الخليج ، لم تؤتي أوكلها . فأغلب الظن أنه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، تبقى الكلمة الأخيرة في بلدان الهلال الخصيب و مصر للشعوب ، مهما طال الزمن ، يبدو أن هذه الشعوب تمهل و لكنها لا تهمل .
هكذا اشتعلت الحرب التي تريدها إسرائيل ، موضوعيا ، لتحقيق ثلاثة أهداف :
1 ـ حل الأزمة السكانية عن طريق التطهير العرقي : أي ترحيل الفلسطينيين ، تكرارا لنكبة 1948 ، بواسطة المجازر الجماعية و تدمير المنازل و تجريف العمران و المزارع
2ـ التوسع و ضم أراض جديد ، و ترسيم حدود جديدة ، برا و بحرا ، كما يجري في لبنان .
3 ـ إعادة رسم خريطة بلدان الهلال الخصيب ، و انتزاع اعتراف دولها ، بدولة إسرائيل.
و لكن الحرب و قعت هذه المرة ، ليس مع الجيوش و الدول ، و إنما مع المقاومات الشعبية . حيث سقطت الأقنعة عن الأطراف المنخرطة فيها ، و عن الذين يلتزمون الصمت و الحياد و عن المتواطئين و المرائين .
لا نجازف بالكلام أن هذه الحرب المستمرة منذ ستة أشهر ، كشفت عن أمور كثيرة ، في مقدمها أن المقاومة بادرت إلى انتفاضة مسلحة ، لان دولة الاستعمار أصمت أذنيها عن معاناة سكان القطاع ، من أجل رفع الحصار و أطلاق سراح المعتقلين و احترم رموز الشعب الفلسطيني الثقافية ، في حين أن دولة الاستعمار اغتنمت الفرصة لإعلان الحرب الشاملة على الفلسطينيين ، و ربما على شعوب الجوار أيضا .
لا نستطيع الإجابة هنا على سؤال عما إذا كان توقيت هذه الحرب مبكرا أو متأخرا؟ فما يمكن . قوله هو أن هذه الحرب هي أطلسية ، ببزة عسكرية إسرائيلية ، و انها تتصف بالقساوة الوحشية تجسدت بدمار شامل للمساكن و البني التحتية ، من ضمنها المدارس و المستشفيات و المشاغل و المزارع ، إلى جانب الترحيل القسري في القطاع نفسه من محافظة إلى أخرى ذهابا و إيابا .الأمر الذي كبد المدنيين خسائر هائلة بالأرواح تقدر بعشرات الألاف . ترافق ذلك كما هو معلوم مع إعلان أن إسرائيل عن أنها تعتبر الفلسطينيين حيوانات بشرية ، لذا ستمنع عنهم الغذاء و الماء و الوقود و الدواء ,
هذا كله سمعته و تعرفه دول حلف الأطلسي التي سارع حكامها إلى إسرائيل في إشارة للوقوف إلى جانبها و دعمها غير المشروط في حربها ضد الفلسطينيين .
هنا لا مفر من رفع الصوت احتجاجا على سيرورة الإبادة الجماعية التي يبدو أن الإسرائيليين أطلقوها ضد الفلسطينيين ، فما يتناهى للعلم عما يجري في قطاع غزة لا يختلف عما قرأناه في كتب التاريخ عن معسكرات النازية الألمانية في أوروبا ، و عن الأساليب التي ابتعتها الدول الاستعمارية في إفريقيا و أسيا وأميركا اللاتينية , ينبني عليه أن المشهد الموصوف في قطاع غزة هو دليل على أن ما اقترفته المانيا النازية قبل و أثناء الحرب العالمية الثانية لم يكن حادثا عابرا و أنما هو نهج ما يزال متبعا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ