الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليساري الجديد

عايدة الجوهري

2024 / 3 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


استغرب الصحافي في "العربي الجديد" أن أكون بصدد إعداد كتاب عن مفاهيم الانتماء إلى الوطن، والمواطنة، والهوية الوطنية، هو الذي كان يعد العدة لمحاورتي حول كتابي "اليسار الماهية والدور"، لافتراضه أنّ المفاهيم متباعدة، وتنتمي إلى حقول مختلفة تماماً، فكان هذا الحوار الذي أبرزت فيه نقاط التقاطع، والمشتركات، من وجهة نظري:

 أنت منشغلة حالياً بالإشكاليات التي تطرحها مسألة المواطنة والانتماء إلى الوطن، فما الذي يجمع بين الإشكاليات التي عالجتِها في مؤلفاتك السابقة، ابتداءً من كتاب "رمزية الحجاب مفاهيم ودلالات"، مروراً بـ "اليسار الماهية والدور" وغيره، وصولاً إلى "دروس شهرزاد"، وبين إشكاليات المواطنة والانتماء إلى الوطن؟
- تنتمي هذه الإشكاليات إلى حقول فكرية ونقدية مختلفة، ولكنّها ليست متناقضة، أو متباعدة، جوهرياً، وتتقاطع وتتشابك من حيث الهواجس، ومن حيث منظومة المفاهيم الموظّفة في التحليل، ومن حيث الأهداف الأخيرة.
إنّ الكتابة هي رحلة البحث عن المعنى، والحقيقة، داخل الذات وخارجها، في العالم، وتكون مقنعة كلما استندت إلى منظومة مفاهيم علمية، وأدلة وبراهين وحجج مواتية.
نحن محاصرون بالتناقضات والمفارقات والأسئلة، ولا بد للكاتب المهموم بمشاكل مجتمعه أن يتفاعل، أو يوظف معارفه، وعقله التحليلي، لتفكيك الظواهر الاجتماعية الإشكالية، ومحاولة العثور على أجوبة عن الأسئلة التي تطرحها هذه الإشكاليات، والأمثل على حلول.
ويقع على عاتق المثقف، توظيف معارفه ومهاراته، في سبيل ما يجب أن يكون، لا من أجل ما هو كائن وعفا عليه الزمن.
وأنا أجد صلة وثيقة مباشرة بين محتويات كتابي "اليسار الماهية والدور"، والإشكاليات التي يطرحها مفهوم المواطنة ومقولاته، فهي إشكاليات متعالقة، لأنّ اليساري يهدف، في العمق، إلى تطوير واقع الإنسان، لأنّه يعترف به كفاعلية حرة، وككائن مستقل الإرادة، ومسؤول، وصانع لتاريخه، وذي كرامة غير قابلة للانتهاك، وبما أنّه كذلك، هو "كائن حقوقي"، يفترض أن تتمركز التنظيمات السياسية والاجتماعية حول هذه المسلّمة.
وهذه المسلّمة لم تنشأ بغتةً، وخلسةً عن التاريخ، بل جاءت كحصيلة للأفكار التنويرية والإنسانوية، والتجارب السياسية والاجتماعية العالمية. وتبلورت هذه المسلّمة في مفهوم "المواطنة"، ومقولاته ومترتباته.

 ما هي تفاصيل الصلة الوثيقة، كما تصفينها، التي تجدينها بين مفهومك الذاتي للرؤية اليسارية النموذجية، ومفهوم المواطنة ومستتبعاته، والتي جعلتك تقترحين أن يكون مبدأ "المواطنة" هدفاً رئيساً لليساريين العرب؟
- بدايةً أنا سأستعمل مصطلح "اليساري الجديد" للدلالة على اليساري الذي يُحسن تشخيص مشاكل مجتمعه ومعضلاته، والذي لم يهجر قيمه وأخلاقياته، ومفاهيمه الأساسية، ولم يتنكر لها لأنّها لصيقة بوجدانه وحسه السليم، ولم يلتحق بعناوين العصر النيوليبرالية، التي آلت إلى ما آلت إليه، ويحاول بكل ما أوتي من وسائل، عصرنة رؤيته التغييرية، واستدخال مفردات ومفاهيم جديدة، تقرّبه من أهدافه.
ولم تعد بالتالي مفردة "مواطنة" بعيدة عن مفرداته السياسية، وخطابه التغييري، خلافاً للثقافة السياسية السائدة والتي تعمل السلطات الحاكمة على بثها وترسيخها.
لم يعد اليساري الجديد يحلم بمجتمع خالٍ من الطبقات والملكيات الخاصة، وبالمساواة المطلقة بين الناس، بين الكسول والخانع، والجاد، المنتج والمبدع، ولا بدكتاتورية عمالية، وهو لم يعد يرضى بإلغاء شخصية الإنسان المتفردة، والمستقلة، والمبدعة، في سبيل عدالة مزعومة.
ولم يعد الإنسان وسيلته لاختبار صحة التنبؤات النظرية، فاليساري هو بالتعريف نقدي، موضوعي، جدلي، لا يأخذ بالأفكار الاتباعية، أو ما يسمى "ثوابت" و"مسلّمات"، إلا تلك التي يرتضيها حسّه السليم ووجدانه، فهو يأبى التصرف ضد إرادة البشر الحرة، مؤمناً بمركزية الإنسان، وقدراته الإبداعية، أميناً بذا لأفكاره ومنطلقاته التنويرية، وهو بات يأخذ بالحسبان، المعطيات والمحددات الموضوعية، والتجارب الخاصة بالمجتمعات التي ينشط فيها، فلا يُسقط عليها النظريات التجريدية والطوباوية.
وما يرنو إليه هذا اليساري، لم يعد منفصلاً عن التجارب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي اختبرتها المجتمعات على مستوى العالم، والتي كانت ثمرة الأفكار التنويرية ونظريات العقد الاجتماعي، وحقوق الفرد الطبيعية، وأسهمت طروحات الثورة الفرنسية، والأفكار الاشتراكية التي انبثقت عنها، ابتداءً من بالوف Baleuf، وشارك فورييه، وسان – سيمون وتلامذته، وأفكار كانت Kant، وغيرهم، وصولاً إلى ماركس ومن تلاه، في بلورتها، وتعميقها.
ولا يفوتنا أنّ تركيز الأمم المتحدة ابتداءً من أواسط ستينات القرن الماضي، على حقوق الإنسان – المواطن الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، كان انعكاساً للشعارات والأحداث التي رفعتها ما سُمي آنذاك بالدول الاشتراكية.
ما زال مفهوم "المواطنة"، الذي يحوّل الإنسان، إلى كائن حقوقي قانوني، بعيداً عن ثقافتنا السياسية، ولم تتمثله، حتى أنّ مفهومَي "الحق" و"القانون"، مفهومان غريبان إلى حد كبير عن اللغة الإعلامية، ومحصور استعمالهما بالنخب التغييرية الواقعية.
تعريفاً، "المواطنة" هي مجموعة الحقوق المكرسة التي يكتسبها الفرد من خلال عضويته في مجتمع معين، فهي ليست مجرد جنسية تجيز لحاملها، الإقامة والتجول، والعمل، إذا استطاع لذلك سبيلاً، والاستفادة من الخدمات العامة الشحيحة، إذا أتيحت، دون أي حقوق دستورية، شاملة مكرسة، وواضحة، معمول بها، وقابلة للتطوير.
يتأسس مفهوم "المواطنة"، على مفاهيم المساواة أمام القوانين والفرص الحياتية، وعلى مفاهيم الحرية، والحق، والعدالة والديمقراطية، وهذه ليست شعارات طنانة، بل تختبرها المجتمعات الديمقراطية، وتُطورها وتُعدّلها باستمرار، وإن حاولت الحكومات الانتقاص من الحقوق، تنهض الشعوب ضدها، لأنّها باتت جزءاً من ثقافتها.
نحن متخلفون بما لا يقل عن قرنين ونيف عن تمثّل مفهوم "المواطنة"، الذي تضمنته "شرعة حقوق الإنسان والمواطن" التي أقرتها "الجمعية الوطنية الفرنسية" عام 1789، عام اندلاع الثورة الفرنسية، وما لبثت هذه الشرعة أن تطورت وتبلورت، وتوسعت إلى أن آلت إلى سلسلة من التشريعات العالمية، افتتحها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، تلاه أواخر الستينات (1966) عهدان، الأول "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، والثاني "العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1976، تلاهم جميعاً "إعلان الحق في التنمية" عام 1986، الذي يجعل الإنسان أو المواطن محوراً للعملية الإنمائية التي تستهدف رفاهية السكان بأسرهم والأفراد جميعهم، على أساس مشاركتهم النشطة والحرة والهادفة في التنمية، وفي التوزيع العادل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز والتعصب والتمييز العنصري (1986)، و"اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة" (3/9/1981)، واتفاقية مناهضة التعذيب وسائر المعاملات أو العقوبات الوحشية اللاإنسانية أو المحطة بالكرامة الإنسانية (1987).
ويعود تاريخ إبداع مبدأ "المواطنة" في أوروبا بعد اكتشافه في أثينا، إلى بداية ظهور الفكر السياسي العقلاني التجريبي، وتزايد تأثيره نتيجة حركات الإصلاح الديني، وما تلاها من حركات النهضة والتنوير في الحياة السياسية، وقد استفاد هذا الفكر الجديد من الفكر السياسي الإغريقي والفكر القانوني الروماني، وجاء نتيجة تبلور العامل القومي إثر معاهدة وستفاليا عام 1648.
إذا دققنا في منظومة المفاهيم والمقولات التي استقطبها وراكمها مفهوم "المواطنة"، إبان ولادته الثانية، لوجدناه كامناً وراء "العقد الاجتماعي" الذي ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأنّه وراء سيادة القانون لا الهوى، ووراء سيادة القانون المدني لا الديني، ووراء مقولة فصل السلطات، وتداول السلطة.
إنّه المواطن الملك والسيد، الذي تحوّل إلى "ذات حقوقية" بعد أن كان تابعاً لعصبية دينية أو مذهبية، أو إقليمية، أو لأمير.
إنّ الالتزام السياسي بمبدأ "المواطنة" في بلد ما، يتمثل في التوافق على عقد اجتماعي جديد، يؤكد على أنّ المواطنة وحدها هي مصدر الحقوق والواجبات، وبالتساوي بين جميع المواطنين دون تمييز ديني أو عشائري، أو عرقي، أو جندري، أو طبقي، بحيث يستأثر الأغنياء والأقوياء والأوليجارشيين بكل الحقوق والفرص دون غيرهم.

 ولكنّ نبرة الطروحات اليسارية تبدو أعلى من هذه الطروحات.
نحن لم نبتعد كثيراً عن الحساسية اليسارية التي تعتبر اللامساواة ذات أصل اجتماعي، والتي تُبرز فلسفتها دور علاقات القوة والاستغلال والهيمنة في توزيع المنافع والموارد والمواقع والامتيازات، وفي رسم التركيبة الأساسية للمجتمع، التي تحدد أوضاع ومواقع الأفراد حتى قبل ولادتهم، لتعود وتدغم كامل سيرورتهم، ويؤول الأخذ بمبدأ أنّ اللامساواة ذات أصل اجتماعي، إلى ضرورة العمل على تصحيح عواقب التفاوت، بتوفير مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع أفراد الشعب، كي يستقيم مبدأ "الاستحقاق"، و"المساهمة"، وصولاً إلى مبدأ التفوق. نحن لم نبتعد عن هذه الحساسية، لأنّ من شأن الأخذ بحقوق المواطنة الاقتصادية والاجتماعية الإسهام في تصحيح عواقب التفاوت، بتوفير فرص حياتية متكافئة أمام جميع أفراد الشعب، والعمل على توحيد "نقاط الانطلاق".
نعم يقتنع "اليساري الجديد" بأنّ العدالة لا تستقيم بدون تصحيح عواقب التفاوت الاجتماعي، القائم على القوة، والمصادفة، وتاريخ من استغلال النفوذ، ومراكمة فوائض القيمة، كي يتمكن مَن لهم المواهب والقدرات نفسها، من استغلال إمكانياتهم وطاقاتهم، في أن يكون لهم فرص النجاح نفسها، بصرف النظر عن مكانتهم الاعتباطية في المجتمع، أي أن يكون ثمة حد من التساوي في الفرص بغية إعادة ترتيب المجتمع على أساس الكفاءات الفردية العصامية، لا المزايا الوراثية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي لا فضل للفرد فيها.
يفضي الأخذ بمبدأ تكافؤ الفرص كشرط أساسي لتصحيح عواقب التفاوتات الاعتباطية، بشكل جوهري، إلى توفير فرص تعليم وتأهيل متساوية، لكل أفراد المجتمع، فلا يتم توزيع المعارف والخبرات البشرية المتراكمة، طبقاً لأصول الفرد الاجتماعية، فيذهب أولاد الأثرياء والموسرين إلى مدارس نموذجية، تتيح لهم كل أسباب التفتح والانطلاق، وأولاد الفقراء إلى مدارس متهالكة بائسة تُنتج بائسين ليس إلا، وينطبق الأمر ذاته على الطبابة والغذاء، والسكن، واللباس، والتنقل، والعمل، والثقافة، وغيرها من جوانب العيش، ولو تأملنا ما يجري حولنا، لوجدنا العالم ينقسم على ذاته مرات عديدة في الدقيقة الواحدة، فيولّد الفقر فقراً وعلى كل المستويات، والثراء ثراءً وعلى كل المستويات.
إنّ الغاية النبيلة من تصحيح عواقب التفاوت الاجتماعي المتراكم، بين الشرائح والطبقات الاجتماعية، تنسجم مع مطلب المواطنة.
فالمجتمع الأمثل هو الذي يسمح بتجاوز أشكال التمييز الاجتماعي، وإذا انتفى التمييز الاجتماعي الأصلي، فحينئذٍ يكون التفاوت في الحصص الموزعة، على أساس الاعتراف بالفضل الحقيقي لا الوراثي.
إنّها حق كل فرد في مجتمع ما في التمتع بالحصول على الفرص المتاحة للفئات المميزة.
أما فرص العمل، فهي تكاد أن تتوزع بدورها طبقياً، فيفوز المحظوظون بالمناصب والمواقع الوازنة، وفي لبنان على سبيل المثال تتفاقم الأمور ويضاف إلى العامل الطبقي، عامل الولاء السياسي، حيث يتم توزيع فرص العمل في مؤسسات الدولة على أنصار القوى السياسية وجلاوزتها، وحتى الخدمات الاجتماعية التي تتيحها الدولة، تعيد هذه القوى توزيع بعضها على المحسوبين، من مثل خدمات الطبابة، وعطاءات وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الأشغال، وإذا استرسلنا سنجد المزيد من الأدلة على توزيع الفرص على أساس طبقي اجتماعي سياسي، وأعتقد أنّ لكل بلد عربي خصائصه في توزيع الفرص، وإعادة إنتاج التفاوتات والتمايزات.
وهنا أستطرد لأقول إنّ معركة العدالة في لبنان هي معركة سياسية بنيوية، وتخاض على أكثر من مستوى وصعيد، بالنضال من أجل تغيير النظام في اتجاه مدني علماني مساواتي، ومن أجل كبح جماح الرأسماليين على أنواعهم، والذين يستغلون مقولة إنّ الاقتصاد اللبناني حر، ولا يجوز وضع ضوابط له، فيسترسلون في قهر العمال، وسرقة أموال الناس، إن بفرض أجور منخفضة على العمال وبعدم توفير شروط عمل لائقة لهؤلاء، أو باحتكار السلع وبيعها بأسعار مرتفعة، أما عن أحابيل أصحاب المصارف بالتعامل مع ودائع الناس، فهي غنية عن الوصف، ولاستغلال الرأسماليين والملاّك للناس أشكال، وأفانين، لا مجال لسردها الآن وهنا.
وسأثير موضوعاً إضافياً ينسجم مع مزاج اليساري الجديد والقديم، وهو موضوع إعادة توزيع الثروة الذي يبرز كحق عام في الخيرات التي يجمعها أحدهم، على حساب عموم الناس.
فعلى الدولة التي تأخذ حقوق المواطن الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على محمل الجد، وتَعدّها من أولوياتها، وضع استراتيجيات لإعادة توزيع الثروة على حساب المحظوظين الذين ابتسمت لهم المصادفة، أو القوة، أو القوانين المجحفة، أو راودتهم عن نفسهم شهوة الربح والاستغلال، فعلى هؤلاء المستفيدين من الثروة العامة، تقع ضريبة الفروقات الاجتماعية الاعتباطية، وعليهم التنازل الإجباري عن امتيازاتهم، التاريخية المتوارثة، باسم "الحق العام" وحق كل فرد في الثروة العامة، كي توظّف مشاركاتهم، لصالح الطبقات المستفيدة من دينامية مراكمة الثروات، وهذه المشاركات ليست سوى الضرائب التصاعدية، التي تعتمدها معظم الدول الديمقراطية والتي تصل أحياناً إلى 70% من معدل أرباح الرأسماليين.
ولا تستقيم هذه المسؤوليات والالتزامات الكبرى في دولة تشهر الحياد التام تجاه حراك اقتصادها الوطني، فعلى عاتق هذه الدولة تقع مسؤولية رفع مستوى معيشة مواطنيها وزيادة الدخل القومي، وخلق فرص عمل، ما يوجب تدخلها في القطاعات الإنتاجية دعماً وترشيداً وتصويباً، ولدينا عدة أمثلة على تدخل الدولة الإيجابي والمجدي في الاقتصاد، منها تجربة كوريا الجنوبية، الناهضة اقتصادياً والتي يطلق عليها اسم "النمر الآسيوي"، فهذه الدولة أحسنت حماية قطاعاتها الإنتاجية وتوجيهها، وتوصلت إلى الانتقال بالبلاد من اقتصاد زراعي متخلف إلى اقتصاد صناعي متقدم.
ولكنّنا كبلدان عربية غائبون عما يجري في العالم، ولا نكف عن النظر إلى أنفسنا بنرجسية مدمرة، ولا تملك حكوماتنا، على الأقل غالبيتها العظمى، لا الطموح، ولا الإرادة، ولا الشعور بالمسؤولية العامة، لإخراج شعوبها من مآزقها.
وبأية حال تقع على اليساريين مسؤولية تجذير مفهوم "المواطنة" وموجباته، فاحترام حقوق المواطن الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتنموية لا يتحقق في ظل اقتصاد متفلت من كل قيد، فعلى اليساريين فرض وضع الاقتصاد في خدمة المجتمع، وهنا يكمن مغزى مفهوم الاشتراكية.
أين نحن من هذه الحقوق التي أقرها الضمير العالمي، والمجتمع الدولي، والتي تعمل بها العديد من الدول الغربية، التي توفر شكلاً مرموقاً من أشكال "العدالة الاجتماعية"، جعل الشبان والشابات والعائلات العربية، واللبنانية خصوصاً، على ما نشاهد ونختبر، تزحف زحفاً إليها، سعياً وراء هذه الغطاءات والتأمينات والحقوق.
نحن نعاني من احتقار الحكومات العربية لشعوبها، فهي لا تنظر إلى مواطنيها "الافتراضيين" ككائنات حقوقية، يُفترض أن تدور حول حقوقها السياسية والمدنية، والاقتصادية والاجتماعية كل الاستراتيجيات والسياسات، والقرارات، بل هي تنظر إليها ككائنات فائضة عن الحاجة، ينبغي لجمها وضبطها، وفي أحسن الأحوال إبقاؤها على قيد الحياة، كي تكون موضوعاً للسلطة، والتسلط والتحكم، وموضوعاً لخدمة ذوي السلطان والثروة.
كما أنّنا نعاني من نظرة هؤلاء الأفراد إلى أنفسهم، نظرة جزئية مبتورة، فهم أعضاء في عشيرة، أو طائفة، أو دين، قبل أن يكونوا أعضاءً في دولة، فالانتماء إلى الوطن، كان دائماً وما يزال، "علامة زائدة على النسب"، كما يقول ابن خلدون.
إنّنا مدعوون كيساريين إلى العمل والنضال من أجل تطبيق الإعلانات والاتفاقيات العالمية بنداً بنداً، إلى تحويلها إلى برنامج نضالي، وإلى جعلها مادةً للتثقيف السياسي العمومي، فمن العوائق الأساسية أمام تطور مجتمعاتنا نحو الديمقراطية، بكل مترتباتها، غياب الثقافة الشعبية الحقوقية المدنية، فنحن مطالبون بالترويج لمفاهيم الحق، والقانون، والعدالة، سواء بسواء، وجعلها إنجيلاً جديداً.
إنّ الإعلانات والاتفاقيات الدولية، تشكل مرجعية مكينة، حقيقية وفعلية، صالحة للاستشهاد بها والاستناد إليها، وما حجة "الخصوصيات المحلية" سوى وسيلة لإغفالها والتغاضي عنها، ومن المثير للحيرة أنّ الكثير من الدول ادعت في دساتيرها احترام المواثيق الدولية.
ما لم نجد مرجعية عالمية كونية نتمسك ونسترشد بها، سنظل نحرث في الماء، وسيظل خطابنا التغييري خطاباً أعجمياً مشتتاً، أو مجموعة نظريات ترقد بين دفّتي كتاب، ولا تحد طريقها إلى التجسد. بتنا في حاجة إلى إعلان "شرعة حقوق المواطن في كل بلد عربي".
ولكنّ الطروحات اليسارية الرائجة عالية النبرة، ويتضمن بعضها مشاريع تغييرية جذرية، نكاد نقول انقلابية، تتخطى موضوعة "المواطنة".
وإذا نشدنا كيساذريين التغيير السلمي الديمقراطي لبلوغ أهدافنا، ولا مناص من أن ننشده، كيف نستطيع القفز فوق مكانة الفرد في الدولة وعلاقته بها، وإغفال حقوقه السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والثقافية، التي تكرست عالمياً وباتت في قلب سياسات الدول الديمقراطية، وإن تفاوتت الإنجازات بين دولة وأخرى؟

 أنت تثيرين في كتاباتك مشكلة عدم الشعور بالانتماء العميق إلى الوطن، في الوقت الذي يجري فيه التداول بمصطلح "المواطن الكوني". فهل من صلة بين طروحاتك حول ترسيخ فكرة "المواطنة" وتحويلها إلى هدف رئيسي، وفكرة الانتماء إلى الوطن؟
أنا أعتقد أنّ عدم الشعور بالانتماء العميق إلى الوطن، وأشدّد على كلمة عميق، هو أحد الأسباب الكامنة وراء عدم الشعور بالمسؤولية العامة، والحرص العام، وعدم الفاعلية، وعندم النزاهة، واللامبالاة والإحباط، على مستوى الحكام والمحكومين، سواء بسواء، مع التشديد على أنّ انعدام الشعور بالانتماء العميق إلى الوطن، لدى الحكام أشد تأثيراً على الأحداث، من تأثير المحكومين، وهذا بديهي لأنّهم في موقع القرار، والتشريع والتنفيذ، والحل والربط.
يحضرني هنا ما يقوله "مونتسكيو" في "روح القوانين" شارحاً مسببات الفساد، فهو يفترض أنّ الفساد يتأسس على غياب ما يسميه "حب الوطن"، وما نسميه نحن "الشعور بالانتماء العميق إلى الوطن".
ونحن عندما نتحدث عن "الشعور بالانتماء العميق إلى الوطن"، إنّما نعني الشعور بالانتماء الآيل إلى الشعور بالمسؤولية، والالتزام، أو الواجب، وإلى خلق ضوابط ذاتية، تتخطى بأشواط الارتباط العاطفي الرومنسي بالأوطان. ربما نحتاج إلى إعادة تعريف مفهوم الانتماء.
تعريفاً، الانتماء هو الارتباط الوجداني والفكري، والواقعي، بمجموعة اجتماعية، وبمجموعة أفكار ومعتقدات، أو بأفكار فلسفية، أو بمكان، أو شيء، أو...
ونستطيع أن نتوسع في مفهوم الانتماء استناداً إلى التعريف الذي أوردناه، فنجعله يتمدد إلى المؤسسة التي نعمل فيها، إلى أفراد عائلتنا، إلى أصدقائنا، إلى الحي أو البلدة التي نحيا فيها، وخصوصاً إلى أنفسنا وذواتنا، أي إلى هويتنا الشخصية.
إنّ درجات الانتماء في نفسية الفرد وشخصيته وكيفية تراتبها ونوعية تأثيرها في سلوكه، قضية معقدة في ذاتها، إلا أنّها نزداد تعقيداً بتفكك المجتمع، وعدم وجود انتماء واحد يشمل أفراده جميعهم، ويعلو على الانتماءات الأخرى التي تتجاذبهم.
لعل الفارق الاجتماعي الأهم بين المجتمعات النامية أو المتعثرة، يكمن في مستوى تطور ظاهرة الانتماء، فالمجتمعات المتقدمة في معظمها، قطعت مراحل عدة من مراحل الوجود الوطني القومي، وجعلت الانتماء القومي الأولوية والصدارة، ومثل ذلك لم يحصل في مجتمعاتنا، حيث الانتماء الوطني ما زال يتصارع مع الانتماء العشائري، والقبلي، أو الديني، والطائفي، الذي يكاد يكون بيولوجياً.
أما الارتباط بالوطن، فيجري التعبير عنه بنمطين من الشعور، الأول، وهو الشعور بالانتماء الفطري، إلى مساحة جغرافية سياسية وتاريخية، محددة، بحدود فاصلة عن غيرها من المساحات، هو الانتماء إلى مكان الولادة، والطفولة، والقرابة، والإقامة، والدراسة، والعمل، والأصدقاء، وسائر وجوه الحياة اليومية، والثاني هو الانتماء العميق إلى الوطن، وأشدد على كلمة عميق، والذي يستلزم ارتباطاً عقلياً وبراغماتياً وعملياً بالوطن، لا روحياً فحسب، والشعور بالانتماء العميق إلى الوطن، يولّد شعوراً بالرضى والاستقرار والإشباع.
يحول الشعور بالانتماء العميق إلى الوطن، العضوية في حياة الجماعة، إلى تفاعل حيوي، إيجابي، وبنّاء، يؤثر في نفسية الفرد تأثيراً جذرياً، يجعل المواطن يغلّب انتماءه الوطني العام، على انتمائه العشائري والطائفي والديني، ويجعل الحاكم يغلّب المصالح العامة على مصلحته الذاتية، السياسوية، والسلطوية، والمالية.
ثمة علاقة جدلية بين الحالتين، فالمواطن الواعي بذاته، ككائن حقوقي مسؤول ومنتمٍ، لن يتيح للحاكم الاسترسال والتمادي في شططه.
ولن يتم ذلك على الأغلب بقرار يتخذه الفرد لحسابه الخاص، بقدر ما يتم تحت تأثير عام، يشمل المجتمع الذي يعيش فيه، كفاعلين ومنفعلين، في آن، وهذا ما لن يتحقق إلا بالتأسيس لدولة "المواطنة".
فكلمة وطن في الفرنسية تعني Patrie وهي مشتقة من Pater في اللاتينية، أو Père في الفرنسية، وتعني في الاستعمالين "الأب"، أي إنّ الكلمة بدلالاتها المجازية تُنسب إلى الأب، فهو وطن الأب الذي يرشد ويحمي ويعتني، ويمارس سلطة، وفي العربية تضاف إلى كلمة وطن كلمة "أم"، والأم توحي بالاحتضان والرعاية والحرص والحماية، ومن يتعلق بها، يتعلق بها كمن يتعلق بحبل السرة، بينما في بلادنا فهو يكاد لا يعني سوى مكان الولادة والإقامة والعيش.
إنّ شعور الأفراد بالانتماء العميق إلى الوطن، الذي لا يتكون إلا بإشباع حاجات الفرد المادية، الاقتصادية، والاجتماعية، التنموية، وحاجاته السياسية والمدنية، إلى ما هنالك من حقوق، متعارف عليها، هو ركيزة الشعور بـ "الهوية الوطنية"، فالهوية الوطنية ليست مجرد علامة على تموضع الأفراد في التاريخ والجغرافيا، أو مجرد جنسية للتعريف بالذات، أمام الشعوب الأخرى، أو مجرد إذن بالإقامة، والتجول، في بلد معين، والاستفادة من الخدمات الشحيحة التي يوفرها هذا البلد، كما أسلفنا.
إنّها علاقة جدلية مثلثة الأبعاد، إنّ الهوية الوطنية إنّما تنبني على الشعور بالانتماء العميق لا السطحي إلى الوطن، والشعور بالانتماء العميق إلى الوطن لا يتم إلا بإشباع حاجات الفرد المادية والمعنوية الرمزية، وإشباع هذه الحاجات لا يتم إلا بالتأسيس لدولة المواطنة واعتبار المواطن كائناً حقوقياً وسيداً لا عبداً منصاعاً.
أما مفهوم "المواطنة الكونية"، فهو مصطلح يطلق على الإنسان الذي يستطيع التفاعل مع أي شخص آخر مهما اختلفت ثقافته وموطنه، وهو شعور الشخص بالانتماء إلى مجتمع يتخطى الحدود الجغرافية والوطنية، إلى شعور يُظهر القاسم المشترك بين البشر، مبني على التعاطف الثقافي واحترام الاختلاف والتنوع.
هو مفهوم نبيل وإنساني ومثالي، ولكنّ الإنسان الكوني يقتضي وجوده شروطاً واقعية، تؤهله للانفتاح على الآخرين أياً كانت انتماءاتهم، ولكنّنا لا نستطيع توقع هذا الانفتاح من إنسان محروم، ومن التعليم، والعمل، والغذاء، والسكن، وكل أشكال الحياة، وهو فوق ذلك يعاني أزمة هوية وطنية وانتماء، ومواطنة.

 وكيف تعرّفين الهوية الوطنية من هذا المنظور؟
هي الهوية الجماعية العليا التي يدرك الفرد ذاته فيها، وفي تفاعله معها، والهوية الوطنية هي التي تجمع المقيمين في بلد واحد، في منطقة جغرافية وسياسية واحدة، والذين يتفاعلون، بطريقة أو بأخرى، على مدار الساعة، ويتلقون الأحداث ذاتها، ويجمعهم مصير واحد، وتحكمهم سلطة واحدة، وقوانين واحدة، وأهداف سياسية عليا واحدة.
وهذه الهوية الجماعية لا يكتمل عقدها، ما لم تتجذر في مبدأ المواطنة والمساواة، فإذا طبقنا هذه المعايير على الهويات العربية، نجدها مشروخة، فإذا توفرت بعض العناصر غابت أخرى، وعلى رأسها الشعور بالمساواة أمام القوانين والحقوق والفرص.
وأختم لأقول، لا وطن حقيقي بدون هوية وطنية مكينة، ولا هوية وطنية مكينة بدون الشعور بالانتماء العميق إلى الوطن، الذي لا يستقيم ولا ينهض بدون الاعتراف بالمواطن وحقوقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الماركسية افيون المثقفين
منير كريم ( 2024 / 3 / 23 - 23:14 )
الاستاذة القديرة عايدة الجوهري
سررت بقراءة مقالك هذا فيما يتعلق باليسار المعاصر او الجديد
فانا امام عقلية يسارية منفتحة بعيدة عن الايدولوجيا تبدأ بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي تنصف الجميع والكفاح بواسطة الشرعية والمواثيق الدولية من خلال تقوية المجتمع المدني
هذا الانفتاح الفكري لايحدث دون الابتعاد عن الماركسية التي تحبس الفكر بمفاهيم ميتافيزيقية حول الانتاج والطبقات والصراع الطبقي والعنف الثوري وديكتاتورية البروليتاريا
ولولا الماركسية لكان هذا الذي تكتبين قد تحقق منذ زمن طويل
فقد كانت الماركسية افيونا للمثقفين
شكرا لك


2 - تعبير وصيف ودقيق
د. لبيب سلطان ( 2024 / 3 / 25 - 10:54 )
تحية للسيدة الكاتبة واطراء على هذه المقالة المقتضبة ولكن العميقة في محتواها
وتحية لاستاذ منير وتعبيره الوافي الجميل ( الماركسية افيون المثقفين) والواقع انه منذ منتصف القرن الماضي فاق المثقفون من هذا الافيون يوم اعلن بيكاسو وجارودي ومئات المثقفين انهم بصدد فهم يساري اخر للعالم ، ومنذها اقتصرت الماركسية على متعلمي العالم الثلث ومنها يمكن تحوير القول (الماركسية افيون المتعلمين ) فهي اصبحت دينا لهم كما هو الدين افيون الشعوب ..واليسار عموما ابتعد اليوم كثيرا عن مفاهيم الماركسية ويعتبرها فكرا فقيرا في ادواته بل وحتى انها اداة للديكتاتوريات واليسار في واقعه هو اب الديمقراطية والحريات ومنه افتراقهما
مع كل التقدير


3 - إن لم تستح فقل ما شأت
حميد فكري ( 2024 / 3 / 25 - 21:16 )
(ومنذها اقتصرت الماركسية على متعلمي العالم الثالث)

يا سلام على الكذب في وضح النهار .
وكأن الماركسيين لا وجود لهم في أمريكا وأوربا واليابان وأستراليا ...
صدق من قال ،إن لم تستح فقل ما شأت.


4 - ومم الاستحياء فهو الواقع
د. لبيب سلطان ( 2024 / 3 / 26 - 04:41 )
جذبت الماركسية المثقفين في كل العالم بعد الحرب الثانية وانتصار السوفيت على النازية وكانت في الخمسينات قد حازت على قلوب وعقول المثقفين والناس معا ولكن اول ماتعرفوا من خروشوف على الصورة التي كانت مخفية عنهم بدأت الماركسية تدريجيا في التراجع ويمكن القول عمليا في بلدان العالم المتحضر في السبعينات وبقيت صورة السوفيت والماركسية لامعة في بلدان العالم
الثالث فيتنام العراق سوريا السودان اثيوبيا انغولا..الخ وفيها حركات جماهيرية واسعة ونظم حكم اعلنت تبنيها للماركسية او الاشتراكية العلمية الخ وساندها مثقفي ومتعلمي العالم الثالث اما في اميركا واليابان والهند واوربا فالاحزاب الشيوعية ضعيفة ولم تعد لها شعبية كبلدان العالم الثالث وهذا ما اقصده ..فلم علي ان ستحي كي لا اقولها او ان لا استحي واقولها وهي الواقع واساس السؤال انها كانت كالافيون للمثقفين اليساريين منهم من صحا خصوصا في اوربا موطنها بعدما وجد انها في التطبيق فكر ادى لقمع الحريات والديكتاتورية مثلما رآه في اوربا الشرقية ، ومنهم من بقي متدينا بها واكثر هؤلاء في العالم الثالث..انه الواقع ، فلم المستحى في وصفه


5 - إن لم تستح من قولك الأول فعلى الأقل استحي من قولك2
حميد فكري ( 2024 / 3 / 26 - 17:46 )
إذا لم تستح من كلامك الأول ،فعلى الأقل استحي من قولك إن العراق وسوريا والسودان واثيوبيا وانغولا...هي نظم حكم أعلنت تبنيها للماركسية أو الإشتراكية العلمية.

يعني كل من إدعى أن نظامه اشتراكي فهو بالضرورة ماركسي ويطبق الإشتراكية العلمية .
إذن على هذا الأساس ،يكون المغرب وتونس والأردن والسعودية وكل من أعلن نفسه دولة غير اشتراكية هو بالضرورة دولة رأسمالية ليبرالية.

سؤال بسيط ،ربما يفيدك ، هل العراق وسوريا والسودان.... كانت تحكمه الطبقة العاملة أم لا؟

إذا كانت الماركسية أفيون المثقفين فما الذي يجعل الليبرالية(كفكر بورجوازي) لاتكون أفيونا لهم ؟
هل لأنها تعتبر الإستغلال أمر طبيعي ،مثلما يعتبر الدين الإستغلال ،مجرد تفاوت في الأرزاق( وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ-;- وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)
ترى من هو الأفيون إذن ،الماركسية أم ليبراليتكم المقنعة بالعقلانية والحداثة!!!؟


6 - ألنميري وميريام وعلي سالم واسد اعلنوها اشتراكية
د. لبيب سلطان ( 2024 / 3 / 27 - 07:35 )
للذي يستحي جدا ويقتنص من النص ومن كامل افكاره ومحتواه جملة كما يفعل الامن العربي ونصي واضحا يقصد السبعينات وبدأت بخمسة انقلابات اثنان منها اعلنتا مباشرة تبني الاشتراكية العلمية الماركسية نميري وميريام وانضمت لهما اليمن الجنوبي وانقلاب سوريا الاسد لتدرسها في مناهجها المدرسية وحركة القوميين العرب تبنت الماركسية وصدام وجماعته دخلوا مع الحزب الشيوعي بجبهة ستتطور لبناء الاشتراكية العلمية الماركسية عدا القذافي فانقلابه جاء ليحرر باقي الامة ..هذا زرع السبعينات و كيف لعبت الماركسية والتحالف مع السوفيت دورا اساسا في المنطقة ..ليس سيئا الزرع في عقد ولكن انظر اليوم للحصاد في هذه البلدان...جميعها على الاطلاق مدمرة اقتصاديا واجتماعيا وتسيطر عليها مافيات وسلفية وميليشياوية
الا يوجد رابطا بين مازرع وبين ما حصد ..ولو كانت هناك اقل شجاعة للماركسيين العرب لتحملوا المسؤولية عن هذا الخراب ولراجعوا الخلل في الماركسية وخطأهم بتبني النموذج السوفياتي ولن يحتاجوا لامثالي او من الليبراليين ليوضح العلاقة بين الماركسية والنظم الديكتاتورية ولا الى ان الاتحاد السوفياتي استغل الاحزاب الشيوعية لاغراضه الامبريالية


7 - حكم الطبقة العاملة
د. لبيب سلطان ( 2024 / 3 / 27 - 08:03 )
ورد في ت 5 ماهو مضحك حقا ..مصطلح حكم الطبقة العاملة ..وان الليبرالية مثل الدين كونها مع الاستغلال..وهذه خبطة حلوة حقا ..الاول حكم الطبقة العاملة بمعناه وترجمته هو حكم الحزب الواحد الذي يدعي تمثيلها ومنه لا بد وان يستحي الفرد ولا يصفه ديكتاتوريا ونظام قمع ..ليس في المجتمع وحده بل وداخل الحزب الحاكم نفسه لاديمقراطيةحيث يصفى كل صوت مخالف كما فعل ستالين في روسيا وماو في الصين مثلا..جميعها باسم مصالح الشغيلة و الطبقة العاملة.
اما لقاء الليبرالية والدين في جواز الاستغلال فهوكلقاء البعثية والشيوعية في بناء العدالة والاشتراكية ..لخبطة فارغة
العالم العربي كغيره يتطلع لنظم ديمقراطية وحريات وتطوير اقتصاد وعدالة احتماعية ولا يحتاج لعقائد مثل حكم الطبقة العاملة او الدينية الايمانية او البعثية القومية ..الليبرالية مرتبطة بترجمة الوطنية لاقامة نظم ديمقراطية وتطوير الحريات والاقتصاد والعدالة كبرنامج لبناء دول وطنية وليست عقائدية، كدولة حكم الطبقة العاملة وغيرها من النماذج الديكتاتورية


8 - حكم الطبقة العاملة -2
د. لبيب سلطان ( 2024 / 3 / 27 - 08:58 )
اردت اكمال تعليقي اعلاه ان مصطلحا مثل حكم الطبقة العاملة ، وهذه المرة حقا استحي قولها كونها ستخدش بعض القراء ،ولكني مجبر لقولها للرد على من يتقول بالحياء ، انه مصطلح فاشي صرف والنظم التي تقام عليه فاشية لا تختلف عن نظم تقوم على مصطلحات واسس مماثلة مثل مصلحة الامة ومصلحة الدين..الليبرالية تعتبر ان جميعها تقيم انظمة فاشية ديكتاتورية وقمعية ويبقى تغليفها باسم حكم ومصلحة الطبقة العاملة او الامة او الدين ..تغليفا شعبويا لاقامة نظما فاشية ..قمعية ديكتاتورية..من ناحية الجوهر لايختلف نظام ستالين عن نظام هتلر ولا كليهما عن نظام صدام او اية الله ..وليسا عن نظام بوتين وطروحات ترامب او لوبان في فرنسا ..كلها مدارس شعبوية تدعي مصالح طبقة عاملة وامة ودين ..الليبرالية تدافع عن الحريات وعن الديمقراطية امام هذه التيارات ومنها فهي لاتستحي مثلي


9 - أنت من سيحكم على نفسه هذه المرة
حميد فكري ( 2024 / 3 / 28 - 01:09 )
خمسة انقلابات اثنان منها اعلنتا مباشرة تبني الاشتراكية العلمية الماركسية نميري وميريام وانضمت لهما اليمن الجنوبي وانقلاب سوريا الاسد)

سأتجاوز عن ترهاتك بخصوص تهمة (الأمن العربي) ،لأن من يستعمل مثل هذا الأسلوب ،مؤكد أنه عمل موظفا فيه. تهانينا

طيب ، هذه الأنظمة أعلنت أنها دولا إشتراكية علمية ماركسية. إذن هي حسب فهمك دول اشتراكية لا غبار عليها.
ما رأيك إذن في المغرب الذي ينص دستوره على أن :
(نظام الحكم بالمغرب نظام ملكية
دستورية، ديمقراطية برلمانية واجتماعية )
يعتمد الديقراطية التشاركية.،

هل نظام الحكم في المغرب ،حين يعلن نفسه في الدستور ملكية برلمانية دستورية ، يعد بالفعل ملكية برلمانية ،مثلما هو الشأن في بريطانيا مثلا؟
و هل تنصيصه في الدستور على مبدأ الديموقراطية التشاركية ، يجعله دولة اشتراكية ؟
هيا تفضل بالجواب ،وحينها ستحكم على نفسك بنفسك ،فيما إذا كنت ستستحي هذه المرة أم ستصر على عدم إستيحاءك.


10 - ماذا لو ملك المغرب اقام حكم الطبقة العاملة
د. لبيب سلطان ( 2024 / 3 / 28 - 09:26 )
فكري
كل مداخلاتك وتعليقاتك شخصنة واقتصاص نصوص وتأويلها كما تشاء مثل ان الاحزاب الشيوعية الاوربية او في اميركا فقدت شعبيتها ..فتحولها تستحي او لاتستخي فلم على قائلها ان يستحي او ليس في شخصك ذاتها قلة الحياء والاستحياء عندما تستخدم هذا الاسلوب السخيف لتحويل اي نقاش لمقالة هامة كهذه وتسخيفها و تحويه الى كلام شوارع .تدل على ازمة ووضاعة اخلاقية ومنه دوما ومعي اخرين نتجنب اي رد على تعليقاتك وان تركت تستمر
لو قام غدا فكري واقنع محمد السادس ملك المغرب بالماركسية وحكم الطبقة العاملة سيفرح بها الملك فهو سيجد انها فكرة عظيمة هذه سيصبح مثل كيم سونغ الرابع لايدوخ مع برلمان وصحافة واحزاب انه ملك البروليتاريا وحده لاشريك له ..ومنه سيفرح .
ولو قام انقلاب عسكري ونجح في المغرب على طريقة ناصر والبعث الصدامي وزياد بري والنميري واخذ بنموذج السوفيت لرأيت المغرب اليوم كحال سوريا والسودان والصومال
الحكم الملكي في العراق كان كالمغربي تسمونه رجعي ونظم صدام واسد تقدمية ..تبا لكم
النظم الملكية لا تولد ديمقراطية فشعوبها ومثقفيها تعمقها وتطورها الى الديمقراطية..اما انتم فتحولونها الى ديكتاتورية..تبا لكم


11 - لك مني هذه الهدية التي تستحقها 🥕-;-🥕-;-㊈
حميد فكري ( 2024 / 3 / 28 - 16:46 )
فشلت و عجزت عن الإجابة على سؤالي ،وهذا أكبر دليل على أنك إنسان فارغ وخاوي الوفاض .
طبعا ، كان سؤالي فخا محكما ،وحاولت بشتى الألاعيب ،أن تتفاداه . لكن هروبك فضحك وعرى حقيقتك.
ولكن ما أضحكني فعلا هو قولك (لو قام غدا فكري واقنع محمد السادس ملك المغرب بالماركسية وحكم الطبقة العاملة سيفرح بها الملك)😃-;-😃-;-😃-;-😃-;-😃-;-
ولك مني هذه الهدية التي تستحقها عن جذارة 🥕-;-🥕-;-🥕-;-🥕-;-🥕-;-🥕-;-.


12 - تهانينا لك ياعمو فقد خدعت المراقب
حميد فكري ( 2024 / 3 / 28 - 23:16 )
القارئ النبيه حين يقرأ التعليق 2 لن تخطأ عينه هذه التحايل الماكر .
فصاحب التعليق يستهل تعليقه بثناء وإطراء جميل .بقوله (تحية للسيدة الكاتبة واطراء على هذه المقالة المقتضبة ولكن العميقة في محتواها)
لكن صاحب التعليق سرعان ما يكشف عن وجهه الحقيقي فيقول:
(وتحية لاستاذ منير وتعبيره الوافي الجميل ( الماركسية افيون المثقفين))
في الجملة الأولى الإطراء ، وفي الجملة الثانية السخرية ،حين يقول ( الماركسية أفيون المثقفين)
لم يكتف بالإساءة للسيدة الكاتبة ،بل تمادى في الإساءة الى شخصي وهذا شيء مألوف منه وقد تعودت عليه يقول في التعليق 10.
(لتحويل اي نقاش لمقالة هامة كهذه وتسخيفها و تحويه الى كلام شوارع .تدل على ازمة ووضاعة اخلاقية)

تهانينا ،لك يا عمو فقد تمكنت من خداع المراقب ،وجعلته يحذف تعليقي 12، ويتغاضى عن تعليقك السوقي البلطجي.


13 - معاداة الماركسية أفيون الإرهابيين رغم اقنعتهم
حسين علوان حسين ( 2024 / 3 / 29 - 14:48 )
الأستاذ الفضل حميد فكري المحترم
تحية حارة
لم يشهد التاريخ بعد من يعادي الماركسية تحت أي قناع (سواء كان نازيا أو فاشيا أو قومجياً او دينجيا أو بلطجياً ولبرالجيا ..) لم يكن ارهابيا حد النخاع. ولقد كانت كلمة التاريخ فيهم مخزية من هتلر وموسوليني وفرانكو ألى تشرتشل وتشومبي وسوهارتو وعبد الناصر والمشيرَين والسادات والسعدي والبكر وصدام والنميري ورئيسي ومن لف لفهم من سقط المتاع. ولابد أن تسمع من كل هؤلاء الارهابيين تلفيق كون الماركسية قد ماتت وأن الشيوعية قد سقطت، مع استدعاء أفعال شياطينهم السابقين من أمثال ستالين وجوقته، دون أن يدركوا بأن الماركسية هي زهرة النار التي لابد من توقدها في نفوس كل حر شريف من المناضلين ضد عبودية رأس المال على وجه الأرض.
كل هؤلاء الارهابيين المعادين للماركسية هم العبيد لطغمة راس المال؛ ومن المعلوم أن العبودية لرأس المال هي أفيون كل أعداء الماركسية من المهووسين بفضل تزايد قوتها رغم انوفهم يوما بعد يوم في ارجاء العالم أجمع. عبادة راس المال تدير عقول عبيده وتتعتع نفوسهم لأن هذه العبودية هي افيون دائمي المفعول يبقى ينخر في قلوبهم حتى تلفهم اللحود في مزابل التاريخ..


14 - من كان منا مؤفينا حقا!!!
حميد فكري ( 2024 / 3 / 29 - 17:37 )
السيد المحترم حسين علوان حسين تحياتي
صاحبنا ، يتراجع وينكمش الى حجمه الحقيقي ،كلما صفعته بأسئلة محرجة .
فقد إنطلق يتقول أشياء غريبة ، لكن ما إن شعر بالكماشة تقبض على عنقه (التعليق 9 ) - لأنه أيقن أن كل ترهاته ستتهاوى من تلقاء نفسها - حتى انبرى يتهمني كعادته بأنني أشخصن النقاش ،وبأنني سيءالأخلاق .
هذا أسلوبه في الهروب.لكنني له بالمرصاد دوما.

بخصوص مسألة الأفيون . الكل يعرف أن الذي يتعاطي الأفيون ، إنما تكون رغبته الهروب من جحيم الواقع المؤلم ، الى عالم النعيم والخلاص المريح ، لكن من كان يلتحم بهذا الواقع المرير من أجل تغييره ،ويؤدي ثمنه ،إغتيالا وسجنا ونفيا وتضحيات من شتى الضروب ، أليس هم الماركسيون.
إذن من كان منا مؤفينا حقا نحن أم هم !!!


15 - قصة حقيقية
حسين علوان حسين ( 2024 / 3 / 29 - 20:22 )
الأستاذ الفاضل حميد فكري المحترم
تحية متجددة
في مضيف الشيخ الفلاني، عاش صبي يلقب بأبي حيّة، وكان قهواتياً مصابا بلوثة العداء للشيوعية. بعد ثورة 14 تموز، 1958 تقرب للشيوعيين بقصد التعيين. وعندما تعذر تعيينه لأميته، نقم على الشيوعيين مجددا والتحق بعصابات البعث. في انقلاب البعثيين الدموي عام 1963، تحول الى رجل أمن جلاد لأصدقائه الشيوعيين السابقين. بعد سقوط البعث في تشرين 1964، تحول الى قومي وانبرى لتعذيب رفاقه البعثيين السابقين. بعد عودة البعث عام 1968، التحق أبوحية بهم مجددا، فوظفوه في جهاز الامن لناظم كزار، وصار جلادا ضد كل الوطنيين العراقيين وخصوصا الشيوعيين. ثم سرق غدارة من دائرته، فطردوه.
عند دخول الامريكان المحتلين مدينة الحلة يوم 8/4/2003، شاهد العجوز أبو حيَة رتلا من الدبابات والمصفحات العسكرية الامريكية يسير في شارع 60 متجها لبغداد، فخرج الى وسط الشارع وهو يؤشر لهم بالوقوف ليعرض عليهم نضاله ضد الشيوعيين فينال جائزتهم، فصلاه جندي امريكي برشاش مدرعته، وتحول جسده الى منخل. توقف الرتل وحملوا جثته معهم وواصلوا المسير ولم يعثرعلى جثته حتى اليوم. هكذا يشتغل مفعول افيون معاداة الشيوعية.

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -