الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في غزة اغتصاب النساء... شهوة افراد ام استراتيجية حرب؟

نساء الانتفاضة

2024 / 3 / 24
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها


أفادت تقارير إعلامية بقيام القوات الإسرائيلية باقتحام السجون والقيام بعميات اغتصاب جماعية للسجينات الفلسطينيات، ومن جهة أخرى وبعد محاصرة مستشفى الشفاء لعدة أسابيع تم اقتحامه من قبل الجيش الإسرائيلي، وليقوم بعمليات اغتصاب جماعية للنساء، وكما تقول الأمم المتحدة فأن التقارير "مفزعة".

الأفكار التقليدية والشعبية السائدة ترى ان فعل الاغتصاب للنساء هو امر حتمي في الحروب، ويعزى ذلك الى امر بيولوجي، أي داخل تركيبة الذكر، أي ان شهوة الذكر يجب ان يتم تفريغها، والجنود "الذكور" هم بحاجة الى الترفيه، بالتالي فأنه يتم غض النظر عن تلك الجرائم وفقا لهذا الفهم او التبرير، او انها تكون امرا ثانويا.

أكثر عمليات الاغتصاب ما جرى لنساء كوريا من قبل الجيش الياباني 1910-1945، فيما عٌرف ب "نساء المتعة"، وحسب إحصاءات عديدة فأن ما يقارب ال 200 ألف امرأة تعرضت للاغتصاب والاعتداء الجنسي؛ اما في الحرب الاهلية في رواندا فأن المأساة أكبر، فقد تم اغتصاب نحو ربع مليون امرأة، والمأساة تكبر في حرب البلقان، فقد عمد الجيش الصربي الى انشاء ما يسمى ب "مخيمات الاغتصاب"، فكانوا يغتصبون النساء البوسنيات، ويتم حجزهن في المخيم، حتى اذا مر أوان الإجهاض يتركوهن، وقد أرادوا بذلك محو الاثنية البوسنية؛ اما في السودان، وخصوصا دارفور، والتي لا زالت عمليات الاغتصاب تجري بشكل مستمر، فان الحديث عنها يطول.

اغتصاب النساء كما تراه الكثيرات من النسويات هو "عملية رمزية لإذلال العدو الذي لا يستطيع حماية نسائه"، وهذا الفهم يأتي من خلال فهم ذكوري للحرب، أي ان الحرب مرتبطة فقط بالذكور، هم من يخططون لها وهم من يتقاتلون وهم من يتفاوضون، بالتالي فأن عمليات الاغتصاب هي نوع من الاستراتيجية الحربية "لتجريد العدو من قوته، وقوته تكمن في تجريده من رجولته، عبر أساليب الاعتداء والاذلال الجنسي، وكلاهما يعتبران تأنيثا له".

ما نراه في غزة مثال واضح لهذه الاستراتيجية، فالجيش الإسرائيلي يذهب للسجون ليقوم بعمليات اغتصاب واعتداء جنسي على المئات من المعتقلات الفلسطينيات، وهذا الفعل لا يراد له ان يكون سريا، بل ينشر عبر وسائل الاعلام، لكي "يجرد العدو من قوته"، وهو بهذا فضلا عن اجرامه الشديد فأنه يرسخ فهما دونيا للمرأة، باستخدامها كأداة ضغط على "عدوه"، وذات الشيء فعله في مجمع الشفاء الطبي، انه يريد ان يعيد الثقة بين صفوف قواته، ويزيد من اذلال الانسان الفلسطيني.

النفاق الأمريكي والغربي يتجلى بأبهى صوره، فهم كانوا يوهمون الناس بأنهم ضد اية عمليات اغتصاب للنساء في كل مكان بالعالم، لكنهم توقفوا تماما امام الفظائع التي ترتكبها الفاشية الإسرائيلية، فلا تسمع أي ادانة او شجب لهذه الأفعال، وكأنهم يرسلون رسالة لإسرائيل ان "افعلي ما يحلو لكي في الفلسطينيين"، وهو ما يتجسد على ارض الواقع، فتبا لديموقراطية وحقوق الانسان الأمريكي والغربي.

طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف