الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرمو البعث لا يقتلون من يحب الموت ؟!

رياض سعد

2024 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


من ثمار العهد الجديد والنظام الديمقراطي ؛ اتاحة الحريات العامة والخاصة للمواطنين وعلى اختلاف مستوياتهم الثقافية واعمارهم وبغض النظر عن توجهاتهم الدينية والسياسية , وكان من المفروض استخدام تلك الحريات والتي من ضمنها حرية التعبير عن الرأي وتكلم المرء بما يحب وتصريحه بما يهوى ... ؛ بما لا يتعارض مع القانون والذوق العام , وبما لا يتقاطع مع العلم والمنطق والواقع والسيرة العقلانية , وان يتصف بالواقعية والصدق والموضوعية والمسؤولية الوطنية والانسانية ؛ وان يبتعد قدر الامكان عن الكذب والدجل والتدليس والابتذال والخداع والنصب والاحتيال والغلو والمبالغة , وان لا يتسبب بنشر الجهل والتخلف والتعصب والارهاب والتخريب والعنصرية والبعثية والفاشية والرؤى الدكتاتورية والطائفية والتكفيرية ... الخ .
والحكمة ان تضع الشيء في موضعه , واذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده – كما قيل قديما - ؛ فالتوازن مطلوب في الحياة العامة والخاصة , وبسبب حرمان العراقيين من الحريات في زمن حكومات الفئة الهجينة والطائفية والعنصرية ولاسيما الحكومة البعثية الغاشمة ؛ والذي تسبب بالكبت المزمن وبإسكات الصوت العراقي ؛ وبما ان الكبت يولد الانفجار , صدمنا بعد سقوط صنم الدكتاتورية والكبت والقمع عام 2003 ؛ بكثرة التصريحات والتعليقات والمنشورات والشعارات , حتى اصبنا بالتخمة وصار البعض يهرف بما لا يعرف , والاخر ( يخوط بصف الاستكان) والثالث يضرب اخماس في اسداس ... الخ ... ؛ و بالتالي، صار المجتمع العراقي في الآونة الاخيرة منفتحا على مختلف الثقافات المتصارعة والمحتويات الهابطة والرؤى المتضاربة ، متعطشا للتنوع و كسر الروتين والرتابة والخروج عن المألوف , والخطابة والثرثرة والكلام والكتابة بمختلف أشكالها ، فقد خرج من عنق زجاجة الحزب الواحد والقائد الواحد والاعلام المركزي الواحد الضيقة ؛ الى فضاءات الاعلام الرقمي الواسعة .
وبالغ الساسة والمسؤولون والكتاب والاعلاميون ورجال الدين والمشاهير باللقاءات المرئية والمسموعة والصحفية والتغريدات , واتسموا بإصدار التصريحات والمقاطع النارية والغريبة وغير المنضبطة والتي هي اشبه بمقاطع ( الاكشن) السينمائية , طمعا ب ( الطشة ) وغيرها , واضحت هذه الظاهرة هي الحاكمة على كافة مفاصل المشهد العراقي السياسي والديني والثقافي والاعلامي والاجتماعي ؛ وقد وصل البعض الى درجة الثرثرة و(اللغوة) المملة ؛ لكثرة ظهوره الاعلامي ؛ اذ اندفعوا بالمجاملات والتصريحات والتغريدات , وخاضوا في شتى المجالات والمواضيع , وتكلموا في امور اكبر من حجمهم ومستواهم المعرفي والثقافي ؛ واصدروا احكام وقرارات في مواضيع لم يدرسوها بشكل عميق , اذ تكلموا في التاريخ والسياسة والأنثروبولوجيا والسيكولوجيا والسيسيولوجيا ... الخ ؛ ولم يتركوا باب الا وطرقوه ولا درب الا و ولجوه , مع قلة البضاعة وكثرة الاضاعة كما قيل قديما ... ؛ مما دفع بالبعض الى كره الاعلام وبغض الصحافة وعدم تصديق الساسة والمسؤولين والاعلاميين , واضحت المقولة الشهيرة ( كلام جرايد ) واقعا معاشا .
و افتراءات الشخصيات الهجينة والطائفية والبعثية والصدامية والارهابية ؛ فيما يخص العراق والاغلبية والامة العراقية والشؤون العامة والسياسية والتاريخ ؛ اضحت معروفة مكشوفة وهي اشهر من نار على علم - و الما يشوف بالغربيل العمى بعينه - ؛ وكذلك تصريحات ومسرحيات دونية الشيعة و(غمان وثولان ) ومرتزقة الاغلبية وسقط المتاع ؛ والتي تحاول تزييف التاريخ وقلب الامور رأسا على عقب , وتبييض صفحات الحكومات الهجينة والطائفية والبعثية , وتبرئة السفاح صدام و زبانيته من كل الجرائم والمجازر الرهيبة ؛ كالدوني طارق حرب و اسماعيل الوائلي وغيث التميمي , و الهجين فائق دعبول المرندي وحسن العلوي و اياد علاوي ؛ وباقي شلة النطيحة والمتردية المشبوهة والمرتزقة المنكوسة ؛ الا انني دهشت وانا اشاهد برنامج ذاكرة الخوف من قناة وطن الفضائية ؛ في لقاء جمع القاضي منير حداد والاعلامي قصي شفيق ؛ فقد صرح القاضي منير حداد والذي احسن الظن به , بأن البعثي لا يقتل من يحب الموت انما يقتل من يحب الحياة , وجاء تصريحه هذا , في معرض حديثه عن شجاعته وعدم خوفه من البعثيين الذين لو ارادوا قتله لقتلوه الا انهم تركوه لأنه يحب الموت ولا يخشاه - كما صرح بذلك في البرنامج - ؛ وتصريحه هذا يتضمن نظرية جديدة في عالم السياسة الا وهي عدم اقدام المجرمين البعثيين على قتل من يحب الموت ... ؛ الا ان القاضي منير حداد وفي لقاء اعلامي اخر / في قناة الرابعة TV الفضائية , تكلم عن مخاوفه فيما يخص اغتياله المتوقع وبانه لا يخاف القتل او الاستشهاد ؛ وعندما سأله الاعلامي على يد من تستشهد ؛ فأجاب منير حداد : على يد اسوء خلق الله ؛ فقال الاعلامي له ومن هم : فقال لا ادري على يد البعثية او المنحرفين من الشيعة او الناصبية ...!! .
وها هو القاضي منير حداد وقع في التناقض والتهافت ؛ فمن باب يرى ان البعثي السافل لا يقتل من يحب الموت , وهو يحب الموت وبالتالي , المفروض بالبعثية وحسب نظرية منير حداد عدم اغتياله الا انه قال في لقاء قناة الرابعة الفضائية , انه يخاف من اغتياله على يد القتلة البعثية او الذباحة الناصبية ..!!
واني لأعجب ان يصدر هذا الكلام من القاضي منير , وهو من المختصين بمحاكمة ازلام النظام ومن ضحاياه ؛ فالمفروض به ان يكون من اكثر الناس معرفة بحقيقة المجرمين البعثية والجلادين الصدامية , فمن منا لا يعرف ان البعثيين الصداميين متعتهم المفضلة و وسيلتهم الوحيدة في ادارة الدولة ؛ القتل والقتل فقط , والقتل من اجل القتل لا من اجل شيء اخر ؛ فقد قتلوا كل شيء في العراق ؛ بدء من الرضع والاطفال , مرورا بالصبايا والمراهقين والشباب , وصولا الى قتل الرجال والابطال , وانتهاء بقتل المرضى والمعاقين وكبار السن والعجزة ؛ ومن منا لا يعرف ان هواية البعثي وسمة الصدامي قتل الشجعان العراقيين والابطال الوطنيين والغيارى المجاهدين من الذين لا يخافون الموت ؛ بل لعل قتل هؤلاء يعتبر اولوية من اوليات الحكم البعثي التكريتي الصدامي ؛ وصدق البعثي السابق عبد الجبار محسن عندما قال : ( صدام لا يحب الشخصيات القوية ولا يطيقها ) ؛ فقد جاء البعث وصدام من اجل قتل الابطال والشجعان والكفاءات من الذين لا يهابون الموت ؛ كالشهيد محمد الصدر والشهيد عبد العزيز البدري , وشهداء الانتفاضة العراقية الخالدة وغيرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع حرائق جديدة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية


.. مؤتمر صحفي لإدارة مستشفى العودة شمال قطاع غزة




.. أبرز الادعاءات المضللة والمبالغات في خطاب تنصيب ترامب – بي ب


.. لماذا تتمتع القبعات برمزية ثقافية وسياسية؟




.. مسيرات أوكرانية تهاجم منطقة قرب محطة زابوريجيا النووية