الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختراق الرابع

هيبة مسعودي
باحث

(Messaoudi Hiba)

2024 / 3 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الاختراق الرابع:
كانوا أربعة وخامسهم الأمل في النجاة من محاصرة الوحوش الآدمية. ظلوا يبتعدون عن الأرض التي مسحتها الجرفات وجرفت معها أشياء كُثر منها أطراف مفككّة لأجساد بشرية وأخرى حيوانية والآلاف من الأحلام المغتالة. هنا في الحرب تستوي الأطراف والأحشاء والعظام...كلّها لحم حيّ في ما مضى، أما الآن فقد تسربت إليه النتونة حيث لم يوارى ثراء تراب الوطن حتى يفوح عطرا. ظلوا يحثّون الخطى وفي نيتّهم الافلات من الأسلحة المترصدة والآدميين السكيزوفريين الذين يتلذذون بالأمعاء المتطايرة كتلذّذهم بألعاب الفيديو.
إنّ النازيين الجدّد متعطشون للدماء والقنص. طرفة عين، الزمن اللازم للتحوّل إلى عدم متطاير في غيمة غبار زائلة، سرعان ما انقشعت لتعري حقيقة طُبعت على جبين كل منّ شاهد مقطع الفيديو كوصمة عار لا يمحوها الطوف الأبدي على الكعبة ولا التزّهد الدهري ولا ولا...
تطاير الثلاثة ورابعهم تابع خطاه دون أمل ولا قدرة على استيعاب ما حدث ومن باستطاعته أن يستوعب في لحظة بين اللحظتين الحياة والموت الوجود واللاوجود...الخطى ثقيلة يسقط ولا يستسلم يظل يتقدم حباء لا يريد أن يموت مازال في جراب الحياة أمنيات ... لكن هل السكيزوفريني يكتفي بجريمة واحدة...كان عليه أن يضغط على زر اللاإنسانيته وهم يتقنونها جيد ألم يعلنها سارتر صراحة بقوله" يجب أولا أن نواجه هذا المنظر غير المتوقع، تعري دعوانا الإنسانية، هذه دعوانا الإنسانية مكشوفة العورات غير جميلة" ...تطاير كرفاقه وتطايرت معه تمائم أخرى كالإنسانية والحظ والحداثة وحقوق الإنسان والوحدة والأمة ... وعادت عيني خالية الوفاض من المفاوضات والديبلوماسية و كذب الوعاظ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة