الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انسحاب القوات الأمريكية من سوريا دون اتفاق: تجدد انتعاش داعش، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


انسحاب القوات الأمريكية من سوريا دون اتفاق: تجدد انتعاش داعش

مقدمة:
إن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا دون التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يهدد بتجدد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة. وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه ضد تنظيم الدولة الإسلامية في السنوات الأخيرة، فإن الانسحاب المفاجئ يضع موضع الشك استقرار سوريا والمكاسب التي حققتها القوات الدولية على مختلف الجبهات. ويتناول هذا المقال العواقب المحتملة لمثل هذا الانسحاب، بما في ذلك عودة ظهور داعش، وزعزعة استقرار السلام الإقليمي، والتأثير السلبي على الجهود الإنسانية المستمرة.

عودة ظهور داعش
يوفر غياب القوات الأمريكية في سوريا فرصة كبيرة لتنظيم داعش لإعادة تجميع صفوفه وإعادة تسليحه وشن هجمات جديدة. إن الانسحاب دون ترتيبات مناسبة يسمح للجماعة باستغلال فراغ السلطة، واستعادة الأرض، وتجنيد مقاتلين جدد بشكل حاسم. ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى التراجع عن التقدم الذي تم إحرازه في إضعاف داعش خلال السنوات القليلة الماضية.

زعزعة استقرار السلام الإقليمي
فالانسحاب المفاجئ دون استراتيجية شاملة منسقة مع الحكومة السورية من شأنه أن يقوض الاستقرار في المنطقة. ويمكن أن يخلق صراعا على السلطة بين أطراف متعددة، بما في ذلك الحكومة السورية، والجماعات المتمردة، وربما الجهات الفاعلة الأجنبية. وقد يؤدي عدم الاستقرار هذا إلى تصعيد العنف، وزيادة احتمالات انتشار الصراع إلى البلدان المجاورة، وزيادة زعزعة استقرار المنطقة الهشة بالفعل.

التأثير على الجهود الإنسانية
لعبت القوات الأمريكية دورا حاسما في دعم الجهود الإنسانية في سوريا، بما في ذلك تسهيل توزيع المساعدات، وحماية المدنيين، والعمل كرادع ضد الفظائع. ومن شأن انسحابهم دون التنسيق المناسب أن يترك فراغا في هذه المناطق الحيوية، مما يعرض حياة المدنيين السوريين للخطر ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة بالفعل.

تراجع التأثير على عملية السلام
إن الانسحاب دون اتفاق مع الحكومة السورية يقوض دور الولايات المتحدة في عملية السلام السورية. وبخروجها من طاولة المفاوضات، تتخلى الولايات المتحدة عن قدرتها على تشكيل المشهد السياسي وضمان مستقبل مستقر لسوريا. ويؤدي هذا الانسحاب إلى إضعاف الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي مستدام، مما قد يطيل معاناة الشعب السوري.

تشجيع الجهات الفاعلة الإقليمية
وقد يؤدي الانسحاب المتسرع إلى تشجيع الجهات الفاعلة الإقليمية ذات المصالح الإقليمية المتنافسة، مثل روسيا وإيران وتركيا، لملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة. ويزيد هذا السيناريو من خطر حدوث تضارب محتمل في المصالح بين هذه الجهات الفاعلة، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات وزيادة تعقيد احتمالات السلام في سوريا.

زيادة أزمة اللاجئين
إن عودة تنظيم داعش بسبب الانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة دون تنسيق مع الحكومة السورية سيؤدي بلا شك إلى زيادة في عدد اللاجئين الفارين من سوريا. وهذا من شأنه أن يضع عبئا كبيرا على البلدان المجاورة التي تكافح بالفعل للتعامل مع أزمة اللاجئين، مما قد يؤدي إلى توترات اجتماعية واستنزاف موارد الدول المضيفة.

تآكل مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية
إن الانسحاب الأحادي الجانب دون التوصل إلى اتفاق مع دمشق يقلل من مصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية. وقد يتساءل الحلفاء والشركاء عما إذا كان بإمكانهم الاعتماد على دعم الولايات المتحدة، مما قد يضعف وحدة المجتمع الدولي ضد الإرهاب والتهديدات العالمية الأخرى.

الآثار المترتبة على جهود مكافحة الإرهاب
إن رحيل القوات الأمريكية دون التوصل إلى اتفاق مع دمشق عن طريق التفاوض قد يؤثر سلبا على جهود مكافحة الإرهاب الأوسع خارج الحدود السورية. إن عودة تنظيم داعش إلى الحياة لن يشكل تهديدا مباشراً لسوريا فحسب، بل قد ينشر نفوذه أيضاً إلى البلدان المجاورة، مما يخلق بيئة مواتية لنمو الإرهاب الإقليمي.

التداعيات على الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية
يشكل ظهور تنظيم داعش من جديد في سوريا تهديدا مباشرا للأمن القومي للولايات المتحدة. ومن دون التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض، من المحتمل أن تعيد الجماعة الإرهابية تنظيم صفوفها والتخطيط لهجمات على المصالح الأمريكية، على المستويين الإقليمي والعالمي. وهذا من شأنه أن يتطلب إعادة توجيه الموارد ويشكل تحديًا كبيرًا لقوات الأمن الأمريكية.



خاتمة:
إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا دون اتفاق تفاوضي من شأنه أن يخاطر بتجديد نفوذ داعش، وزعزعة استقرار السلام الإقليمي، وعرقلة الجهود الإنسانية المستمرة، وسيكون له تداعيات على تدابير مكافحة الإرهاب الأوسع. ومن الأهمية بمكان بالنسبة للولايات المتحدة وشركائها الدوليين أن يدرسوا بعناية العواقب المحتملة قبل اتخاذ أي قرارات متسرعة بشأن انسحاب القوات من سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز